اتخذت العمليات الارهابية التي تنفذها مجموعات متطرفة دينيا في تونس منحا تصاعديا فانطلقت بالاغتيال السياسي للتطور فيما بعد وتتحول الى عمليات تنكيل جماعي فبعد اغتيال السياسي البارز شكري بلعيد يوم 06 فيفري 2013 اغتيل أيضا السياسي محمد البراهمي بنفس الطريقة وأمام منزله يوم 25 جويلية 2013 الموافق لـ17 رمضان وهو يوم احتفال تونس بعيد الجمهورية ليستفيق الشعب التونسي على فاجعة أخرى بعد 4 أيام فقط وهي عملية قتل وذبح جماعي لـ8 من جنود تونس البواسل في جبل الشعانبي وتحديدا يوم 29 جويلية 2013 الموافق لـ 21 رمضان وفي الذكرى الأولى تقريبا للعمليتين البشعتين اللتين جدتا في رمضان الماضي عاشت تونس خلال الأيام الأخيرة على وقع هجوم ارهابي غادر بقذائف “الار بي جي” استهدف نقطتين متقدميتين للجيش الوطني بالشعانبي مما أسفر عن استشهاد 15 عسكريا وجرح 23 آخرين في حصيلة هي الأثقل في سجل المواجهات التي جرت خلال الأشهر الماضية بين قوات الجيش والأمن الوطنيين من ناحية والمجموعات الإرهابية المتحصنة بجبال من ناحية أخرى.
و قد سُجلت أولى العمليات الإرهابية في تونس بعد الثورة منذ يوم 18 ماي 2011 من منطقة الروحية من ولاية سليانة عندما استهدفت مجموعة ارهابية من جنسيات مختلفة وحدات الجيش الوطني مما أسفر عن استشهاد المقدم بالجيش الوطني الطاهر العياري والرقيب أول بالجيش وليد الحاجي ومنذ هذا التاريخ لم تسلم بلادنا من عمليات إرهابية دامية. ورغم استبسال الوحدات الأمنية بمختلف أنواعها في التصدّي لهذا الخطر عبر ملاحقة الإرهابيين تنظيما وخلايا وأفرادا فإنّ الإرهابيين كانوا غالبا ما يردّون الفعل ويثأرون لزملائهم سريعا وبطريقة غير متوقّعة تختلف في المكان والزمان ضد من يصفونهم ب”الطاغوت”.
وبعد هدوء نسبي لم يدم طويلا اثر عمليات رواد وحي النسيم وجندوبة وأولاد مناع استهل الارهابيون شهر رمضان بعملياتهم الارهابية حيث استشهد 3 جنود في ولاية الكاف اثر انفجار لغم أرضي خلال عمليات تمشيط يوم 2 جويلية 2014 الموافق لـ4 رمضان وبعد أسبوع تقريبا نشرت صفحات على الفيسبوك صورا لعناصر ارهابية قالت عنها انها عناصر كتيبة عقبة ابن نافع بالشعانبي التي أقسمت بان تنتقم لأم يمنى التي قتلة على يد قوات الأمن في دوار هيشر ولمحمد الختي الذي توفي جراء اضراب الجوع بعد سجنه لتكون الاشارة الأولى الى أن الارهابيين يخططون لتنفيذ عمليات ارهابية في قادم الأيام هو ما تم فعلا يوم 16 جويلية 2014 الموافق لـ18 رمضان عندما قامت مجموعتين ارهابيتين بمهاجمة فيلقين للجيش الوطني بهنشير التلة في جبل الشعانبي من ولاية القصرين بقذائف الار بي جي مما أسفر عن استشهاد 15 عسكريا و جرح 23 آخرين مقابل مقتل ارهابي فقط.
ولم تكتفي العناصر الارهابية بهذه العملية فقط بل نشرت صورا للعملية على صفحة تابعة لأنصار الشريعة ومازالت تتوعد بعمليات أخرى في وقت أكد فيه الخبراء الأمنيين أن الأيام القادمة ستشهد تكثيفا للعمليات الارهابية خاصة في العشر الأواخر من رمضان التي يعتبر الارهابيون أن الأجر فيها مضاعف حسب تفكيرهم. ومن جهته فقد أكد وزير الداخلية لطفي بن جدو خلال ندوة صحفية ان قوات الأمن تمكنت خلال 19 يوما من شهر رمضان من احباط 6 عمليات ارهابية آخرها يوم 17 جويلية الجاري في وقت تتواصل فيه عمليات البحث والتمشيط وقصف اوكار الارهابيين بجبل الشعانبي. كما تم ايقاف 63 شخصا في كل من ولاية القصرين والكاف وسيدي بوزيد يشتبه في وجود صلة لهم بالعناصر الارهابية من بينهم الارهابي خطير مكرم المولهي وهو أحد قادة خلية عقبة ابن نافع الارهابية.
هذا وقد اتخذت رئاسة الحكومة صلب خلية الأزمة المكلفة بمتابعة الوضع الأمني في البلاد أمس أمام التدهور الامني الذي شهدت تونس مؤخرا جملة من القرارت لمكافحة الارهاب من أهمها دعم قوات الأمن الوطني وفقتح انتدبات عاجلة للسلكين وغلق المساجد التي خارج سيطرة الدولة والتي تبث خطب تكفيرية وتحرض على العنف وأيضا غلق الاذاعات الخاصة التي تعمل بدون ترخيص ولها خطاب تكفيري وغلق عدد من الجمعيات الخيرية.
وتأتي هذه القرارت على خلفية ما تمثله المساجد التي تحت سيطرة العناصر المتشددة دينيا من جناح دعوي يعمل وفق مبدأ الاتصال المباشر والجماهيري من خلال الخيمات الدعوية وغيرها والتي تعد خط الهجوم الأول على الدولة وأما بالنسبة للجمعيات فهي تعبد الجناح الخيري للارهاب حيث ثبت تورط 150 جمعية في تونس في تمويل الارهاب وتعمل هذه الجمعيات على إستمالة الأهالي من سكان المناطق المحرومة بتوزيع العطايا و الإعانات وأحيانا مبالغ مالية مباشرة (تصل لحدود 5000 د أحيانا لبعث مشاريع .. ) يشتغل هذا الجناح بشكل مزدوج نشاط بمواعيد قارة وثابتة إثر الأزمات و الكوارث الطبيعية (الثلوج بالشمال الغربي مثلا ) واثر كل عملية إرهابية بغية تبيض الإرهاب والتملص منه .. ونشاط ثاني تكون مواعيده متحولة ومتغيرة باستمرار لخلق حالة من الترقب و الانتظار .. فيتأثر البعض بسلوك الإرهاب ويعجب به أو بهدف الحصول على العطايا ،فيتوحدون معه حتى في المظهر الخارجي واللباس .. يصبح الأمر أكثر تعقيدا من ناحية الفرز الأمني خاصة مع تمعش الارهاب من تنظيمات دولية متشابكة مع تهريب الاسلحة والمخدرات وتبييض الاموال.”