هل تضرّرت بورصة تونس من أزمة الاسواق الماليّة؟

بعناوين من نوع “ازمة الاسواق المالية، نتائج التخوفات من الاقتصاد العالمي، ” ازمة البورصة: الاوروبيون يضغطون على الولايات المتحدة الامريكية” ، ” البنك المركزي الامريكي يخفض بصفة عاجلة من النسبة المرجعية الى 5ر3 بالمائة” ، ” نظرة تشاؤمية فجيئة على
……

هاشمي حمزة

بعناوين من نوع “ازمة الاسواق المالية، نتائج التخوفات من الاقتصاد العالمي، ” ازمة البورصة: الاوروبيون يضغطون على الولايات المتحدة الامريكية” ، ” البنك المركزي الامريكي يخفض بصفة عاجلة من النسبة المرجعية الى 5ر3 بالمائة” ، ” نظرة تشاؤمية فجيئة على الاقتصاد العالمي قبل انعقاد دافوس”، ” بورصة: وال ستريت تغوص…”، ” عاصفة البورصة: ازمة ثقة تاتي من الولايات المتحدة”، هي امثلة لعناوين مقالات نشرتها الصحافة الفرنسية والتي تبرز بجلاء حالة الهلع التي انتابت الفضاءات المالية في العالم.

 

وقد ذهبت صحيفة “ليبيراسيون” الى ابعد من ذلك حيث سخّرت كل صفحتها الاولى بتاريخ 22 جانفي الى كلمة “الانهيار”وعلى كامل عرض الصفحة ، مع عناوين فرعية لا تبعث على الاطمئنان البتّة: ” القصّة: اكبر انهيار للبورصات العالمية منذ 11 سبتمبر 2001 “، ” من الوسيط البسيط في الخزينة الفيدرالية مرورا بالبنوك، من المخطىء؟ ” ، ” الاثنين الاسود تحليل بالتفصيل من قبل الاقتصادي ميشال اغلياتا”. وفي قسم تحرير “واب مانجر سنتر” تساءلنا اذا ما كان لكل هذا الاضطراب في البورصات العالمية تاثير ما على فضائنا المالي التونسي المتواضع، او ان ما يدور خارج حدودنا لا يعنينا وبالتالي ليس له ادنى تاثير على سيرنا العادي اليومي؟. ورغم كل ذلك وبالنظر الى الارقام المسجلة يوم الاثنين 21 جانفي 2008، نلاحظ ان هذا الحدث قد اثر بالفعل في فضائنا المالي.

 

اذ اقفلت بورصة تونس متجهة نحو الانخفاض (10ر0 بالمائة)، كما اتجهت مجمل المؤشرات القطاعية نحو اللون الاحمر وكذلك الشان ل22 سهما المدرجة بالبورصة. وبالنسبة لحصة يوم 22 جانفي، لم يتردد الوسيط في البورصة “ماك” عن الحديث في تحليله اليومي عن “تزامن مع انهيار البورصات العالمية”، وهي حصة شهدت توجها نحو الانخفاض 1ر1 بالمائة بالنسبة لمؤشر “توننداكس” لحصة يوم الثلاثاء فقط، وتوافقت هذه الحركة مع انهيار اسعار 27 سهما من مجمل 35 سهما تم تداولها خلال الحصة.

 

كما شهد نفس اليوم، توجه كل المؤشرات القطاعية نحو الانخفاض، مؤشر “الخدمات للمستهلكين” تراجع ب49ر2 بالمائة، يليه مؤشر ” الخدمات المالية” ب59ر1 بالمائة. ولدى سؤالنا عن احتمال وجود رابط بين ردّة فعل البورصة في تونس وما يدور في الفضاءات المالية، يرد محدثونا في الغالب بجواب من نوع ” طبعا لا، ولكن…” . وبكلمات اوضح، وسواء وجد رابط ام لا ، فان فضاءنا المالي قد نحا في نفس اتجاه الحركة العالمية

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.