تعدّدت الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة المؤقتة منذ الإطاحة بالنظام السابق والحرص على القطع النهائي مع كل ما يرمز للعهد البائد من خلال القيام بعمليات تغيير جذرية وتدريجية شملت العديد من الجوانب من ذلك إلغاء العطلة السنوية المرتبطة ب7 نوفمبر وتغييره ب 14 جانفي إلى جانب إلغاء المراسيم والأوسمة الخاصة “بالسابع من …
تونس: هل يقع تغيير الأوراق النقدية التي تحتفل بإنجازات وصور الرئيس السابق؟ |
تعدّدت الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة المؤقتة منذ الإطاحة بالنظام السابق والحرص على القطع النهائي مع كل ما يرمز للعهد البائد من خلال القيام بعمليات تغيير جذرية وتدريجية شملت العديد من الجوانب من ذلك إلغاء العطلة السنوية المرتبطة ب7 نوفمبر وتغييره ب 14 جانفي إلى جانب إلغاء المراسيم والأوسمة الخاصة "بالسابع من نوفمبر".
كما تمّ إلغاء كل التسميات في الشوارع والأنهج التي تحمل تسمية 7 نوفمبر وتعويضها بتاريخ الثورة المباركة في أغلب الأماكن في البلاد وكذلك تغيير تسمية بعض الجامعات وأسماء المطارات التي كانت تُسمى باسم الرئيس الفار.
غير أنه هناك بعض المجالات التي لا تزال تُذكّرنا بالعهد السابق وهذه المجالات نتعامل بها يوميا من غير التفطّن إليها وتتمثل في الأوراق النقدية من العديد من الفئات والتي تحمل صورا وإيحاءات تُذكّر بإنجازات عهد الرئيس المخلوع.
وتشمل هذه الأوراق النقدية فئات 5 و10 و30 و50 دينارا والتي تم تصميمها وإعدادها في العهد الفارط ويتم إصدارها ووضعها على ذمة المواطنين عادة في عيد السابع من نوفمبر أو عيد الجمهورية بعد أن يجتمع الرئيس المخلوع مع محافظ البنك المركزي ليُعلن هذا الأخير خلال ندوة صحفية واسعة النطاق عن الخصوصيات الفنية والرمزية التي تم من أجلها إصدار الورقة النقدية.
على امتداد أكثر من 23 سنة في عهد الرئيس الهارب تم إصدار العديد من الأوراق والقطع النقدية بطريقة تم على إثرها محو كل ما من شأنه أن يُذكّر الشعب التونسي بالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة لا سيما وأن كل القطع و الأوراق النقدية في عهد المجاهد الأكبر كانت تحمل صوره، وتعويض هذه الصور بإنجازات ومكاسب العهد البائد.
وبالرجوع إلى مضامين هذه الأوراق النقدية والإيحاءات لتي ترمز إليها نلاحظ بعض الأمثلة الصارخة خاصة تلك المتصلة بالورقة النقدية من فئة 20 دينارا والتي تم إصدارها بتاريخ 7 نوفمبر 1992، إذ تحمل في إحدى واجهتيها رقم 7 للدلالة على تاريخ "التحول" وكُتب على الرقم " تونس فوق كل اعتبار" وفي الحقيقة العكس هو الذي حصل بدليل أن مصالح الرئيس المخلوع وعائلته وأصهاره كانت فوق كل اعتبار ومصالح البلاد. كما تضمنت هذه الورقة النقدية من فئة 20 د حمامة سلام تحمل علم تونس ومن الخلف ومن المضحكات المبكيات تضمنت الورقة صورة المصلح خير الدين التونسي ربّما في إيحاء بأنّ بن علي يعتبر نفسه أو من نصحه بالتصميم كونه مصلحا ووطنيا !!!
أما في الورقة النقدية من فئة 10 دنانير والتي تم إصدارها يوم 7 نوفمبر 2005 والتي يطغى عليها اللون الأزرق تحمل في إحدى واجهتيها صورة لجامع العابدين و بجانبه صورة علّيسة مؤسسة قرطاج ويفصل بينهما رقم 7 على عرض الورقة.
وبالنسبة إلى الورقة النقدية من فئة 50 دينارا والتي تم إصدارها يوم 7 نوفمبر 2008 فقد تضمّنت أساسا مكاسب والإنجازات الأخيرة في عهد المخلوع من ذلك جسر رادس المعُلّق ومطار زين العابدين ومدينة الثقافة.
الثابت والمتأكّد أن الحكومة المؤقتة ومن خلالها البنك المركزي التفكير في تغيير الأوراق النقدية التي تحمل صور والإيحاءات التي تُذكّرنا بالرئيس المخلوع، غير أنّ هذه العملية ليست سهلة بمكان، إذ أن عملية طبع العملة وإصدارها تتطلب أموالا كبيرة واستثمارات إضافية.
المهم أن يقع التفكير من الآن في إيجاد صيغة أو طريقة لتغيير الأوراق النقدية التي ترمز إلى العهد البائد بطريقة تدريجية وتعويض على الأقل بورقة وحيدة لها مضامين وإيحاءات الثورة كإشارة قوية للقطع مع النظام السابق والدخول في طور جديد من الحرية والكرامة.
|
مهدي |