الوضع السائد في تونس حاليا والمتسم بالانفلات التجاري لا يحتمل مزيد تفاقم المشاكل الهيكلية التي يعاني منها عدد من القطاعات الحساسة وخاصة اللحوم البيضاء وبالتحديد الدجاج والبيض والتي قد تزيد من إرباك الوضع.
بالتوازي مع المشاكل الهيكلية التي يعاني منها قطاع البيض على مستوى البرمجة وتحقيق فائض هام في الإنتاج طفت في المدة الأخيرة
أزمة فقدان أطباق تعليب البيض قد تتسبب في عدم تزويد السوق خلال شهر رمضان!!! |
الوضع السائد في تونس حاليا والمتسم بالانفلات التجاري لا يحتمل مزيد تفاقم المشاكل الهيكلية التي يعاني منها عدد من القطاعات الحساسة وخاصة اللحوم البيضاء وبالتحديد الدجاج والبيض والتي قد تزيد من إرباك الوضع. بالتوازي مع المشاكل الهيكلية التي يعاني منها قطاع البيض على مستوى البرمجة وتحقيق فائض هام في الإنتاج طفت في المدة الأخيرة مشكلة جديدة تبدو عادية لكنها قد تكون لها عواقب سلبية على مستوى سير تزويد السوق بالبيض خاصة خلال شهر رمضان.
حسب المعطيات المتوفرة لدينا فإن قطاع البيض قد يشهد أزمة و نقصا في التزويد بسبب النقص الفادح الذي يشكو منه منتجو البيض من التزود بأطباق تعليب البيض والتي ستزيد المهنيين خسائر مالية فادحة و ربما أزمة في تزويد السوق خلال شهر الصيام.
و حسب بعض المربين فإن السبب الرئيسي يعود إلى أن المصنع الوحيد في تونس و المتخصص في إنتاج هذه الأطباق والمنتصب بمنطقة عقارب (صفاقس) قد أغلق أبوابه نهائيا وتوقف عن الإنتاج نتيجة التحركات الاجتماعية بعد ثورة 14 جانفي. حيث طالب العمال بطرد المدير العام و تقليص عدد ساعات العمل من 48 إلى 40 و كذلك تغيير آلات خطوط الإنتاج. و رغم قرار مالك المصنع تعويض المدير السابق بمهندس شاب حتى لا يتوقف الإنتاج خاصة وأن المصنع كان يُصدّر كمية هامة إلى بلدان المغرب العربي. ولكنه لم يصمد أكثر من بضعة أسابيع وغادر بدوره إدارة المصنع.
وأفاد مصدر بالمصنع أن بعض العمال المعتصمين كانوا يطالبون بتطبيق نظام 40 ساعة عمل عوض نظام 48 ساعة المتفق عليه سابقا في الاتفاقية المشتركة، كما أضافوا أن آلات خطوط الإنتاج ليست في حال جيدة وبالتالي فظروف العمل بدورها سيئة مما أثر سلبا على المناخ الاجتماعي وانسحب ذلك على النتائج إذ أن هذه الآلات لم تتمكن من إنتاج سوى 50 % من طاقتها العادية.
و أضاف ذات المصدر أن اثنين من خطوط الإنتاج تعتبر الأنجع في العالم من ناحية المردودية والخط الثالث في حالة جيدة وأن نفس هذه الآلات موجودة بالمصنع التابع لنفس الشركة بالمغرب وأن طاقة إنتاجه الخالية 110 % وهو ضعف إنتاج مصنع عقارب.
وتجدر الملاحظة أن مالكي مصنع عقارب يمتلكون مصنعين مماثلين خارج تونس، الأول بالمغرب والثاني في ليبيا مجهزين بنفس هذه الآلات ولكنه متوقف عن العمل بسبب الظروف التي تمر بها ليبيا حاليا.
منذ بداية شهر فيفري 2011 وبعد أن لاحظ مالكو المصنع المردود الضعيف لمصنع عقارب وحاجة المربين المتزايدة لهذه الأطباق، قرروا إنشاء مصنع جديد يدخل حيز الإنتاج خلال شهر نوفمبر 2011. وبما أن مصنع عقارب توقف عن الإنتاج وحرصا من مالكي المصنع على تجنيب المربين والمستهلكين أزمة حقيقية خاصة وشهر رمضان على الأبواب فقد قرروا استيراد كميات كبيرة تلبي حاجيات السوق ولكن بسبب بعض الإشكاليات الإدارية تأخر وصولها.
وبالتالي فالحل الوحيد حسب الملاحظين الآن وحتى يفتح المصنع الجديد أبوابه يتمثل فقط في لجوء مالك المصنع إلى التوريد وهذا أمر مؤسف لأن تونس بعد أن كانت مصدرا لهذه الأطباق أصبحت موردا.
وقد أفاد مسؤول سامي سابق في وزارة التجارة بأن تونس أصبحت فعلا موردا لهذه الأطباق بعد أن توقف مصنع عقارب عن الإنتاج نهائيا مما سيكلف الدولة إخراج المزيد من العملة الصعبة خاصة في هذه الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد.
|
مهدي |