تونس- وزارة الداخلية تلجأ إلى المواطنين لإصلاح الأمن

نظمت وزارة الداخلية، اليوم الجمعة، منتدى بعنوان "مقاربات اتصالية لأمن يخدم الديمقراطية"، في بادرة تهدف إلى إعادة الثقة بين المواطنين ورجال الأمن والبحث عن حلول لتحسين التواصل مع وسائل الإعلام.

وأشرف على هذا المنتدى وزير الداخلية الحبيب الصيد إلى جانب الوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالإصلاحات لزهر العكرمي. وشارك فيه مدير العمليات لإفريقيا والشرق الأوسط لمركز جنيف للمراقبة الديمقراطية للقوات المسلحة آرنولد لوتهولد، الذي قدّم العديد من التصورات لإصلاح الأمن.

وألقى خلال هذا المنتدى كل من مدير عام المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين عبد الكريم الحيزاوي وصباح المحمودي أستاذة جامعية بمعهد الصحافة مداخلتين الأولى بعنوان "الشفافية آلية لاستعادة الثقة"، والثانية بعنوان "دور الأحزاب والجمعيات في المقاربة الاتصالية الأمنية".

كما شارك أيضا عدد كبير من إطارات وزارة الداخلية وضباط أمنيون من الحرس والشرطة، إلى جانب عدد قليل من ممثلي بعض الجمعيات، وفي غياب ملحوظ للأحزاب السياسية.

وأعرب وزير الداخلية عن وجود إرادة لإصلاح منظومة الأمن، مشيرا إلى صياغة جملة من التصورات الأولية، التي تهدف إلى تحسين علاقة الوزارة بوسائل الإعلام  وإعادة بناء الثقة بين المواطنين وقوى الأمن.

وتبلورت فكرة إصلاح المنظومة الأمنية في شهر ماي الماضي، بعدما طلب وزير الداخلية مساعدة مركز جنيف للمراقبة الديمقراطية للقوات المسلحة لإنجاز تقييم للاتصال من أجل صياغة رؤية واستراتيجيات جديدة لتحسين التواصل واستعادة ثقة المواطنين، التي توترت مع النظام السابق.

وتمّ خلال هذا المنتدى توزيع تقرير عن التوصيات الأولية لإصلاح المنظومة الاتصالية بوزارة الداخلية، وهي عبارة عن ملاحظات ليست نهائية بل تبقى مفتوحة للنقاش ويمكن للمواطنين إثرائها بمقترحاتهم.

وتمثل هذه التوصيات الركيزة الأولى للحوار بين وزارة الداخلية والمواطنين ومكونات المجتمع المدني، وهي خطوة أولى للتفكير في الاستراتيجيات التي يجب اعتمادها لبناء الثقة بين الأمن والمواطن. ويمكن للمواطنين التعبير عن آرائهم عبر استخدام الموقع الالكتروني: www.tunisie-rapprochement.org

وأكد الوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالإصلاحات لزهر العكرمي للمصدر أنّ  وزارة الداخلية تسعى لبناء ثقة بين المواطن ورجل الأمن، مشيرا إلى أن هذه الثقة تتطلب عملا دؤوبا وإرادة سياسية ووقتا كافيا لتسجيمها على أرض الواقع.

وقال "رجل الأمن يجب أن يبرهن بالملموس أنه في خدمة المدينة والمواطنين والتلاميذ والطريق العمومي والأحياء الشعبية (…) ويجب أن يكون أكثر مرونة وأكثر هيبة وأقل عنفا".

ويضيف "رجل الأمن يجب أن يكون حاضرا للتدخل في الوقت المناسب والمكان المناسب. ووزارة الداخلية مطالبة بتقديم المعلومة سريعا لخدمة المواطن وتتعامل بطريقة شفافة مع الإعلام والمواطنين".

وأكد أن وزارة الداخلية بصدد العمل على غطلاق موقع الكتروني لتحسين التواصل مع الإعلام والمواطنين.

بالمقابل، دعا المواطنين إلى التصالح مع رجال الأمن، قائلا "على المواطن أيضا أن يبتعدوا عن شيطنة رجل الأمن مسبقا ودون مبرر. كما يجب عليه أن يشارك في إرساء الأمن وحمايته".

وأعلن لزهر العكرمي الاسبوع الماضي عن خارطة طريق لإصلاح الأمن ومن بين نقاطها إعداد ميثاق شرف لرجال الأمن وتغيير زيهم وتحسين طريقة تعاملهم مع المواطنين من أجل جهاز أمني يتمتع بصورة جيدة ويحظى بثقة المواطنين.

(أنظر المقال)