تطرقت نقاشات ثلة من الخبراء السياسيين والجامعيين من تونس وفلسطين وفنزويلا الى اسباب اندلاع الازمة السورية وتداعياتها ونتائجها خلال ندوة التامت امس السبت بالعاصمة بمبادرة من مركز مسارات للدراسات الفلسفية والانسانيات تحت عنوان الازمة السورية الجذور والمالات .
وشكلت الندوة محاولة للتمعن فى ابعاد ودلالات المشهد السورى الراهن وبالتحديد منذ شهر مارس 2011 فى ظل حراك عربى فرضه سياق الثورات الذى عاشته بعض الدول العربية والذى انطلقت شرارته الاولى من تونس.
و بين الثورة والثورة المضادة تمحور البحث عن اختلاف التجربة السورية رغم تشابه الانظمة العربية فى تركيبتها الى حد التطابق فى عديد النواحى فى تونس وليبيا ومصر واليمن وبالتالى قابليتها للسقوط بنفس الطريقة.
وأرجع الحضور فى نقاشهم فشل الديمقراطية فى الدول العربية التى حاصرها الحراك الشعبى الى ارتباط النظام بما اسموه المركز الامبريالى لتتراكم بذلك عوامل الخلل والتخلف فى عملية البناء الديمقراطى.
وسلطوا الضوء على ما وصفوه ب الخلل الكبير الذى يعترى هذه الثورات على المستوى التنظيمى والايديولوجى لتجد تلك الدول نفسها حسب تقديرهم تتخبط فى عملية انجاز البرنامج الديمقراطى وغير قادرة على الالتفات للبرنامج الوطنى .
وبخصوص الوضع السورى تساءلوا حول امكانية اعتبار ما يحدث فى سوريا ثورة شعبية داخلية او تدخلا وموامرة خارجية موكدين ان تطورات الاحداث قد اجابت بشكل حاسم على هذا الجدل القائم .
ولاحظوا ان السياق الثورى فى تونس قد حافظ على صبغته السلمية خلافا للوضع فى ليبيا الذى انطلق كحراك شعبى سلمى ليتحول الى عنف مسلح مما فتح الباب امام التدخل الخارجى وادى الى تلاشى الطابع السلمى.
ولدى تدخله تطرق الباحث الفلسطينى عابد الزريعى الى تقرير بعثة المراقبين العرب الى سوريا وقرار جامعة الدول العربية بخصوص تجميد عضوية سوريا وما ينطويان عليه وفق تحليله من تهرب ومحاولة لاستجلاب التدخل الخارجى .
وتناول بالتحليل ما اسماه ب الحقيقة الغائبة فى تشخيص حالة النظام والمعارضة فى سوريا من خلال الاختباء فى تلافيف الحراك الشعبى والاستفادة من عمليات التضليل الاعلامى والاغفال المقصود للحقائق الموضوعية على حد تعبيره.
كما اشار الى التحولات الدولية والمصالح والتحالفات التى برزت فى ظل الحصار المفروض على سوريا ومدى تاثير الظروف الاقليمية والدولية فى بناء الخيارات الوطنية معربا عن الامل فى امكانية تحقيق نهوض قومى ووطنى جديد يعيد الاعتبار للدول العربية المركزية خاصة سوريا والعراق ومصر والجزائر.