نجح المركز الجهوى للبحوث فى الفلاحة الواحية بتوزر من انتاج اولى فسائل النخيل بطريقة زراعة الانسجة بعد سنوات من التجاوب المخبرية.
واحتفل المركز عشية امس الثلاثاء باخراج اولى هذه الفسائل من المخبر لغراستها فى التربة حيث تم انتاج العشرات منها من صنفى دقلة النور و المناخر على ان تتواصل التجربة بغراسة اصناف اخرى من التمور اغلبها مهددة بالاندثار.
وبين الباحث بالمركز الجهوى للبحوث احمد العثمانى ان التجربة حققت نتائج مشجعة الا انها تعد غير مكتملة حيث يجب الانتظار ثلاث سنوات على الاقل للتاكد من تطابق الفسائل المنتجة مع النخلة الام .
وابرز ان اهمية التجربة تكمن فى الفرص التى تتيحها لانتاج الالاف من فسائل النخيل حتى الاكثر ندرة والمهددة بالانقراض على غرار صنف المناخر الذى تم انتاج بضع الفسائل منه بمخبر الزراعات النسيجية علاوة على دور هذه الطريقة فى انتاج فسائل غير مريضة ومتطابقة من حيث الخصائص الوراثية مع النخلة الام .
وذكر مدير المركز احمد النمصى من جهته ان التجربة تمكن ايضا من خلق مجال واعد للاستثمار من خلال احداث مخابر خاصة وانتاج المئات من اصناف النخيل وترويجها فى السوق المحلية والعالمية وهو ما يسمح بالاستغناء عن جلب فسائل نخيل من بلدان اخرى قد تكون حاملة لبعض الامراض .
وتتميز طريقة زراعة الانسجة بريها قطرة قطرة الى ان تصبح النبتة فسيلة متأقلمة مع محيطها وفى مرحلة النضج.
وانطلقت هذه التجربة فى تونس منذ سنوات الا انها لم تحظ بالمتابعة حيث اشار مدير المركز ان الموسسة تنقصها امكانيات الاقلمة لذلك تلجا الى تنفيذ هذه المرحلة فى مراكز اخرى 0 وللاشارة فان المركز يضم مخبرا لزراعة الانسجة يهدف الى المحافظة على اصناف النخيل التونسية وتثمين الاصناف الجيدة منها من خلال تطوير تقنيات الاكثار السريع لهذه الاصناف بطريقة الزراعة النسيجية.
وتعتمد هذه الطريقة على ثلاث مراحل تقنية تبدا بالمخبر فمرحلة الاقلمة ثم مرحلة الحقل وقد تم التحكم بصفة نهائية فى المرحلة المخبرية لاكثار العديد من الاصناف المهمة والعمل متقدم لمزيد التحكم نهائيا فى مرحلة التاقلم ومرحلة الحقل.
وتتمثل برامج البحوث فى الفلاحة الواحية التى يتولى المركز انجازها من المخزون الوراثى للنخيل والبيوتكنولوجيا وزراعة الانسجة والامراض والافات الحشرية وكذلك تكنولوجيا التمور والتحويل والزراعات الواحية والتنوع البيولوجى والرى والتربة والتقنيات الزراعية والانتاج الحيوانى.