فى استحضار وتذكر لمحطات هامة من تاريخ تونس وفى تفاعل مع متغيرات الواقع السياسى تخلله تقييم للمرحلة الراهنة تداول عدد من الشخصيات السياسية والوطنية النقاش حول مسالة شهداء الوطن ومطلب الحرية وهو عنوان الندوة التى نظمها التيار الديمقراطى مساء اليوم الخميس ببلدية المروج من ولاية بن عروس.
وقد أبرز الحقوقى العياشى الهمامى أهمية الوقوف أولا عند معرفة ما قدم للشهداء فى علاقة بمطلب الحرية الذى ضحى من أجل نيلها أجيال ثم فهم ما المقصود بمطلب الحرية هل تقتصر على قول ما نريد حقا وباطلا .
وكيف يمكن أن نتقاسمها جميعا وبنفس القدر معتبرا أنه لا يمكن فتح باب الحرية أمام أعداء الحرية .
وقال الهمامى ان النخبة السياسية لم تكن فى مستوى تضحيات دماء الشهداء الذين حلموا بوطن حر يعاد فيه الاعتبار للشهداء وفيه تحقيق الحد الادنى من الكرامة للاشخاص وهو مطلب ما يزال بعيد المنال مشددا على أن المطروح على النخبة السياسية اليوم التواضع أمام حجم هذه التضحيات وكذلك الوحدة من أجل صون واقع الحرية والتعدد فى اطار حاضن أسمى هو المسوولية الوطنية والتاريخية.
كما دعا الى الاعتبار من أخطاء الماضى.
أما الحقوقى شرف الدين القليل فقد اعتبر أن استحقاق الحرية تم اكتسابه بثمن غال جدا هو دماء شهداء الوطن لكنه أشار فى المقابل الى وجود انتكاس والتفاف على هذا المطلب الذى بات مهددا جديا بدليل عدم انصاف الشهداء وذويهم وكذلك الذاكرة التونسية عبر المحاسبة الحقيقية والقصاص من كل أعداء الحرية فى تاريخ تونس حسب رأيه.
وقد صنف القليل شهداء تونس الى ثلاثة أصناف شهداء سقطوا برصاص المستعمر وشهداء سقطوا بالة الدولة القمعية وشهداء طالتهم يد الغدر الارهابية .
وهو تصنيف شاطره عضو مجلس نواب الشعب سمير ديلو الوزير الاسبق لحقوق الانسان والعدالة الانتقالية اذ اعتبر أن دم الشهداء سال فى محطات ثلاث كبرى أولها عند تحرير الارض وثانيها فى معركة تحرير الانسان وثالثها عند تحرير الارادة وبالتحديد عند مواجهة ثقافة الحياة لثقافة الموت الارهابية .
وقد عبر ديلو بدوره عن خشيته من العودة الى محاصرة الحريات فى ظل تواتر الخطابات التى تقايض الحرية بالامن ملاحظا أن هذه الدعوات تعد مقدمة ومدخلا للتضييق على الحريات،وأكد فى هذا الصدد على وجود عملية استهداف مبيتة للعدالة الانتقالية التى قال انها تحتاج الى جبهة وطنية تتعاون فى ما بينها للدفاع عن هذا المسار .
وكان عضو المكتب السياسى للتيار الديمقراطى رضا الزغمى استعرض فى بداية الندوة أهم المحطات النضالية للتحرر الوطنى بدءا بمعركة ابن بشير بالشمال الغربى مرورا بمعركة على بن خليفة النفاتى بين صفاقس وتونس فمعركة الفراشيش سنة 1906 ثم انتفاضة الجنوب الغربى بقيادة مصباح الجربوع والدغباجى تلاها سقوط شهداء النضال الشعبى والحركة النقابية حتى 1952 تاريخ اندلاع المقاومة المسلحة ووصولا الى معركة الجلاء.