يعتمد أنصار من حركة النهضة على استراتيجية المظاهرات المضادّة لإرباك أي تحرّك احتجاجي ضدّ الحكومة. وقد زادت هذه المظاهرات بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة من خلال اعتراض الاعتصامات، التي ينظمها إما المعارضون أو الصحفيون، أو مؤخرا رجال الأمن…
أنصار النهضة يعتمدون أسلوب المظاهرات المضادّة لإرباك خصومهم |
يعتمد أنصار من حركة النهضة على استراتيجية المظاهرات المضادّة لإرباك أي تحرّك احتجاجي ضدّ الحكومة. وقد زادت هذه المظاهرات بشكل ملفت للانتباه في الآونة الأخيرة من خلال اعتراض الاعتصامات، التي ينظمها إما المعارضون أو الصحفيون، أو مؤخرا رجال الأمن.
وفي آخر تحركاتهم، قام عشرات من الموالين للنهضة بمظاهرة مضادة لمسيرة قوات الأمن الداخلي، التي خرج فيها مئات من أعوان الأمن صباح الخميس من أمام وزارة الداخلية إلى القصبة، للتنديد بالاعتداءات المتكررة عليهم ومطالبتهم إما بتفعيل القانون عدد 4 الذي يضبط تدخلاتهم على الميدان أو التسريع في اتخاذ إجراءات وقتية.
لكن أنصار من حركة النهضة اعتبروا ان اعتصام رجال الأمن غير شرعي ورددوا شعارات من قبيل "يا وزير سير سير ونحن معاك في التغيير"، في إشارة إلى مساندة وزير الداخلية علي العريض في تطهير وزارة الداخلية، وتضامنا مع موقفه الرافض لاعتصام رجال الأمن.
وحاول هؤلاء الأنصار من خلال تحركهم المدروس النسج على منوال المظاهرة المضادة التي نظموها يوم 09 جانفي الماضي ضدّ اعتصام الصحفيين، الذين احتجوا آنذاك على تعيينات الحكومة لمسؤولين سابقين من التجمع على رأس بعض المؤسسات الإعلامية واستنكروا محاولات فرض الوصاية على الإعلام واحتجوا على الاعتداءات المتكررة على الصحفيين.
وواجه الصحفيون في تلك المظاهرة وابلا من الشتائم والنعوت المسيئة من قبل أنصار حركة النهضة، الذين وصفوا جميع الصحفيين بأتباع بن علي وبإعلام العار وبالفاسدين، رغم أنّ المظاهرة شملت رموزا من الصحفيين المعارضين لنظام بن علي.
والسبت الماضي، خرج أيضا أنصار من حركة النهضة في مظاهرة مضادة ضدّ الاحتجاج الذي نظمته مجموعة من الأحزاب السياسية وبعض الجمعيات والشخصيات للتنديد بالاعتداءات المتكررة على الإعلاميين والنشطاء من قبل مجموعات متشددة.
وفي 11 من شهر جانفي الماضي، شن اتباع حركة النهضة اعتصاما حاشدا أمام مقر وزارة الداخلية أجهضوا به على اعتصام كان مبرمجا يومها من قبل نقابة قوات الأمن الداخلي ردا على إقالة المدير العام لوحدات التدخل منصف العجيمي، وهو ما دفع النقابة في الاخير لإقرار الاعتصام داخل الثكنات لتفادي الاحتكاك والاستفزاز.
وقام وزير الداخلية وقتها بإلقاء خطاب أمام حشود كبيرة من أنصار النهضة ووعد بالتغيير داخل الوزارة. لكن المنتقدين يرون أن تغيير منصب العجيمي من مدير عام إلى مسؤول بديوان الوزير هو مجرد ذر رماد على الأعين.
كما ينتقد البعض اعتماد وزير الداخلية على وزير الداخلية السابق الحبيب الصيد الذي عمل في نظام بن علي كمستشار أمني، هذا علاوة على ايقاف خصمه الضباط سمير الفرياني من العمل رغم اتهاماته السابقة لحبيب الصيد بالتورط بقضايا فساد ومنها اتلاف بعض أرشيف وزارة الداخلية.
|
خميس بن بريك |