أكد رئيس جمهورية المانيا الفدرالية يواكيم غوك اليوم الاربعاء خلال اللقاء الذى جمعه بأعضاء هيئة الحقيقة والكرامة ما يوليه من اهتمام بسير مهام هيئة الحقيقة والكرامة بالخصوص وبالتجربة التونسية فى مجال العدالة الانتقالية بصفة عامة.
وأضاف الرئيس الالمانى وفق ما جاء فى بلاغ للهيئة أن بلاده حريصة على المساهمة فى دعم هذا المسار الانتقالى على مختلف المستويات .
وأكد أن نجاح الانتقال الديمقراطى مرتبط بعمل هيئة الحقيقة والكرامة وأنه لا يوجد انتقال نحو الديمقراطية فى غياب الاشتغال على الذاكرة .
كما أشار الى أنه لا يوجد نموذج جاهز فى هذا المجال اذ أن لكل دولة خصوصيتها ومسلكها الخاص للوصول الى مواجهة ماضيها وتسويته مرجحا أنه من المفيد تنظيم حوار وطنى حول ملف النفاذ للارشيف فى دولة القانون .
وبين أن المساءلة فى مادة العدالة الانتقالية تهتم بالمساءلة الاخلاقية قبل المساءلة القضائية مضيفا أن الغاية يجب أن تكون امتحانا لوعى المسوولين بالانتهاكات بهدف ضمان عدم التكرار .
وصرح الرئيس يواكيم غوك فى نهاية الجلسة أنه رغم السياق الصعب فان التجربة التونسية تتمتع بميزة قيمة متمثلة فى نص تشريعى يولى لهيئة الحقيقة والكرامة مهمة استثنائية ويمنحها صلاحيات واسعة .
ومن جهتها صرحت رئيسة الهيئة سهام بن سدرين أنها تشرفت بلقاء رئيس دولة صديقة وهو أيضا أحد وجوه مقاومة الاستبداد ومناضل ساهم فى تأمين مسار العدالة الانتقالية فى المانيا وتفكيك ماض استبدادى يرتكز على جهاز بوليس سياسى.
وأضافت قولها نحن مازلنا نعمل على اقناع من يمتنعون عن مواجهة الماضى وهى مرحلة ضرورية باعتبار أن كل ديمقراطية تقوم على أسس سليمة تطمح حتما للتالف الاجتماعى وأن التعامل الامنى الصرف غير كاف لمواجهة العنف .
كما ذكرت بن سدرين بأن تجاوز توترات الماضى هو جزء من مهام هيئة الحقيقة والكرامة معتبرة أن ذلك يمثل رهانا كبيرا