تونس: جبال من الفضلات في انتظار أعوان النظافة خلال عيد الأضحى وسيناريو الأشهر الماضية في البال

يبدو أن تونس ستغرق مجددا في بحر من الفضلات الهائلة والتي يصعب على أعوان البلديات رفع أطنان من الفضلات في ظرف وجيز بما يؤشر على إعادة سيناريو الأشهر الفارطة لمّا تفاقمت الفضلات المنزلية وبقايا البناء على قارعة الطريق وفي كل الأنهج والشوارع والأحياء الراقية منها والشعبية ما تسبّب في إزعاج …



تونس: جبال من الفضلات في انتظار أعوان النظافة خلال عيد الأضحى وسيناريو الأشهر الماضية في البال

 

يبدو أن تونس ستغرق مجددا في بحر من الفضلات الهائلة والتي يصعب على أعوان البلديات رفع أطنان من الفضلات في ظرف وجيز بما يؤشر على إعادة سيناريو الأشهر الفارطة لمّا تفاقمت الفضلات المنزلية وبقايا البناء على قارعة الطريق وفي كل الأنهج والشوارع والأحياء الراقية منها والشعبية ما تسبّب في إزعاج المواطنين والإساءة إلى جمالية المحيط علاوة على المخاطر التي تتهدّد البيئة جراء حرق الفضلات المنزلية بطرق عشوائية لا تستجيب إلى المواصفات البيئية المعمول بها.

 

وسيتسبّب خطر تفاقم الفضلات المنزلية هذه المرة فيه الكم الكبير من الأطنان التي سيتم إلقاؤها بمناسبة عيد الأضحى والتي ستتكون بالأساس من القرط وفضلات الخرفان وجلودها  بعد ذبحها علاوة على السوائل من مياه وسخة ودماء الخرفان وغيرها من الأوساخ والفضلات التي ستكون بالتأكيد متناثرة ومتفرقة على قارعة الطريق.

 

ومن الطبيعي أن تطغى "غريزة" الأنانية لدى المواطنين في هذه المناسبات من خلال البحث عن أماكن تكون بعيدة نسبيا عن منازلهم لإلقاء الفضلات والمهم لديهم هو إبعاد الروائح المنبعثة عن هذه الفضلات قدر الإمكان من دون التفكير في مصلحة جيرانهم بصفة عامة ومصلحة البلاد بصفة خاصّة.

 

يوم الجمعة 26 أكتوبر 2012 هو يوم عيد الأضحى المبارك وهو بالتأكيد يوم فرحة في العالم الإسلامي ومناسبة للتضامن والتآخي والتكافل وبالخصوص يوم لأخذ العبر والمغازي من هذا اليوم العظيم في الإسلام، غير أنه في المقابل سيكون وللأسف يوم للتلوث ورمي الأوساخ والفضلات وارتفاع درجة انبعاث الروائح الكريهة.

 

وبقدر ما إن المشهد في صباح يوم عيد الأضحى يكون جميلا مفعما بالروح التضامنية والتآخي وتبادل التهاني بين الأهالي والأقارب والأهالي مباشرة أو عبر الإرساليات القصيرة للهواتف الجوالة، فإنّ المشهد العام للبلاد بعد الظهر سيكون مُقرفا ومُشوّها وأشبه ما يكون ببلد تشهد حربا دموية فظيعة.

 

المتجوّل في كامل أرجاء البلاد من شمالها إلى جنوبها سيقف على مشهد مرعب إن صحّ التعبير، من خلال مشاهدة الكم الهائل من الفضلات وبقع دماء الخرفان في الطرقات وعلى الجدران وبجانب البالوعات التي يتم سكب الدماء بها علاوة على انبعاث الدخان المتأتي من عملية حرق رؤوس وسيقان الخرفان،  أين يتجنّد الشبان على قارعة الطريق وفي مختلف زوايا الأنهج والأحياء للقيام بهذه المهمة المضنية لربات البيوت.

 

وممّا سيزيد في تعكير الوضعية البيئية بالبلاد هو أن جلّ عمال البلديات لا يشتغلون يوم العيد بما يجعل الفضلات تتكدّس وتتراكم من دون رفعها والتسبب في انبعاث الروائح الكريهة والمشاهد المزعجة والمقلقة.

 

وحتى وإن عادوا العمال في اليوم الثاني أو اليوم الثالث من العيد فإن عملية رفع بقايا وفضلات العيد ستكون صعبة نسبيا على أعوان البلديات بحكم الكم الكبير من الأطنان المتراكمة من الفضلات والأوساخ، وهو ما من شأنه أن يزيد في تعقّد الوضعية مع الأخذ في الاعتبار استئناف عملية إلقاء الفضلات المنزلية الأخرى المتأتية من الشأن اليومي.

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.