“عمل أسود” يوشح سجل “الترويكا”

لا يملك المرء إلاّ أن يكيل كلّ عبارات الثّناء ويصُبَّ كلّ آيات المديح لحكومة “الترويكا” الّتي أكّدت على لسان ناطقها الرّسميّ سمير ديلو أنّ علم تونس ليس …



“عمل أسود” يوشح سجل “الترويكا”

 

لا يملك المرء إلاّ أن يكيل كلّ عبارات الثّناء ويصُبَّ  كلّ آيات المديح لحكومة "الترويكا" الّتي أكّدت على لسان ناطقها الرّسميّ سمير ديلو أنّ علم تونس ليس قطعة من القماش والّتي استنكرت بشدّة وانتقدت بحدّة واقعة تدنيس علم تونس الّذي اُنتُزِعَ من أعلى باب كليّة الآداب بمنّوبة على خلفيّة تجدّد "خرافة" حقّ النّقاب الّتي أبطالُها منقّبات بأنصارهنّ وعميدُ الكليّة بحُماته.

لا شكّ أنّ الرّئاسات الّتي لم تتأخّر في استهجان هذه الحماقة لا تنتظِر من الإعلام إلاّ أن يُكبِر فيها ردّ الفعل الرّائد الّذي أتته حتّى يكون إعلاما مُساوِقا للثّورة كما طلبت منه حكومة الجبالي أن يكون، وطبعا سيكون من التّجنّي على فريق الجبالي الحديث عن التّقصير والتّهاون في التّصدّي لمثل هذا العمل بالتّحصّن له قبل وقوعه بالتّقدير المناسب لإمكانيّة حدوثه هو وما يشبهه بناء على قراءة المشهد المتوتّر بالكليّة والاستعداد للحؤول دون وقوعه.

إذن المطلوب في تقدير الحكومة ليس إطلاق صيحات الفزع للتّجرّوء على رمز السّيادة الوطنيّة المختزِل لتاريخ البلاد وقيمها ودماء شهدائها، وإنّما الحديث بصدق وقول الحقيقة من جِهة أنّ العلَم لم يكن خارج حَرَمِ الكليّة حتّى تتحمّل الحكومة مسؤوليّة الإهانة الّتي لحقته فأصابت صميمَ المواطنين وإنّما كان في المساحة الخاصّة بالكليّة ومن ثمّة فلا مسؤوليّة للحكومة في ما يخصّ ما حاق به، إذْ المسؤوليّة كلّ المسؤوليّة تقَع على كاهِل الكليّة من عميدها إلى طلاّبها الّذين منهم بعض أبنائنا ممّن يحتاجون أن نحتضنهم بالرّعاية واللّين إلى أن يعودوا عن ضلالهم فلا يكرّروا حماقةَ استبدال العلم براية سوداء لا علاقة لِما كُتِب عليها بما يوحي به سوادُها من ظلام وجهل وتخلّف.

ولا تثريب على الإعلام إن هو امتدَح تلك الفتاة الّتي هرَعت لتحمي راية تونس فانهال عليها حاملُ الرّاية السّوداء وصحبه وهم حتّى لا ننسى من أبنائنا أولئك –  باللّكم والرّكل جزاء إفراطها في الدّفاع عن الرّاية الّتي جمعتنا بدلالاتها لعُقود والّتي لا يمكن لنا الاجتماع ومواصلة الطّريق إلاّ تحت العناوين الّتي ترمز لها وتحيل إليها.

 
لن ينسى التّاريخ ولن يتناسى أنّ تدنيس علم البلاد تمّ في عهد الرّئيس محمّد المنصف المرزوقي، ولن تتذكّر الأجيال القادمة المجلس التّأسيسيّ برئيسه مصطفى بن جعفر إلاّ وتذكُر أنّ راية تونس أُذِلَّتْ  على مرأى ومسمع منه، وستُلاحِق لعنةُ إهانة البلاد فريق السّيد حمّادي الجبالي الّذي تهاون في هذا الأمر إلى حدّ التّآمر.

إنّ انتزاع العلم الوطنيّ وتمزيقه عملٌ أسود ستتحمّل التّرويكا عارَه ولن ينساه لها الّذين أرادوا الحياة وطلبُوا الحريّة ونشَدُوا الكرامةَ فأهدتهم أوّل حكومة انتخبوها الاستغفالَ والتّهاونَ والإهانةَ.

صالح رطيبي- اعلامي تونسي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.