الشاهد: الحكومة عازمة على إعادة الاعتبار لجهة صفاقس وإنجاز كل تعهداتها تجاهها

اكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد لدى افتتاحه مساء اليوم الأربعاء الدورة 51 لمعرض صفاقس الدولي التي تنتظم من 4 إلى 18 جويلية أن حكومة الوحدة الوطنية عازمة على إعادة الاعتبار للجهة وإنجاز تعهداتها تجاهها والتسريع بإنجاز كل القرارات التي تم الإعلان عنها لفائدتها خلال في زيارته الأخيرة التي اداها للجهة يومي 20 و21 أفريل الفارط وذلك رغم كل الصعوبات بحسب تعبيره.

وقد سبقت زيارة رئيس الحكومة إلى صفاقس في الأيام القليلة الماضية موجة من الانتقادات من نشطاء المجتمع المدني على صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام وذلك لما وصفوه بغياب الإرادة السياسة في النهوض بأوضاع الجهة والاستجابة لمشاغل أبنائها في عديد المجالات وانتقدوا بالخصوص ما اعتبروه عدم الجدية في تنفيذ القرارات التي أعلن عنها يوسف الشاهد في زيارته الأخيرة للجهة.

ويذكير إن رئيس الحكومة أعلن آنذاك عن حزمة من الإجراءات يقدر عددها بحوالي 40 إجراء تشمل عديد المجالات بما فيها المشاريع الكبرى التي يعتقد قطاع واسع من نشطاء المجتمع المدني والمواطنين أنها لم تتقدم بالشكل المأمول والنسق المطلوب على غرار مشروع تبرورة ومشروع ميترو صفاقس ومشروع المدينة الرياضية وتفكيك الوحدات الملوثة لمصنع السياب وغيرها.

وقال يوسف الشاهد أن الشروع في تنفيذ عديد الإجراءات منذ الزيارة الى اليوم دليل على صدق الحكومة في المتابعة والتسريع بالإنجاز واستعرض في هذا الصدد مجموعة من القرارات والمشاريع التي شرع فيها مؤخرا منها الانطلاق في تفكيك الوحدات الملوثة أمس الثلاثاء ومشروع المكتبة الرقمية التي تم تجاوز الاشكال القانوني الذي عطل انطلاقها لمدة طويلة والإعلان عن طلب العروض لانجاز القسط الثاني من مشروع تبرورة الذي سجل 31 سحبا لكراس الشروط وانطلاق عدد من مشاريع تطهير الاحياء الشعبية.
كما ذكر بالإعلان عن طلب العروض لإنجاز القسط الأول من المدخل الشمالي الجنوبي لمدينة صفاقس وإنجاز 150 مسكنا اجتماعيا بساقية الزيت وفتح مكتب محلي للصندوق الوطني للتامين عن المرض في قرقنة وغيرها من المشاريع.
ودعا رئيس الحكومة الهياكل والإدارات والمصالح الجهوية الى عدم انتظار زيارة رئيس الحكومة للقيام بمبادرات وبرامج عمل من شانها أن تمكن من احراز تقدم في متابعة المشاريع وتدفع العمل التنموي وتساعد على عودة ميكانيزمات العمل في البلاد. وأشار في هذا السياق الى الدور المركزي لجهة صفاقس في المنظومة الاقتصادية والتنموية الوطنية وهو ما يفسر عزم الحكومة لتجاوز التهميش الذي عانت منه الجهة لسنوات طويلة وفق تعبيره.
وقال الشاهد أن معرض صفاقس الدولي الذي يقام تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي صار من ابرز التظاهرات الاقتصادية الوطنية وهي مؤسسة تعمل على معاضدة المجهود التنموي الجهوي والوطني.
على صعيد آخر قال رئيس الحكومة ان تونس تخوض ثلاث حروب كبرى ضد الإرهاب الذي تحققت فيه نتائج ملموسة بفضل تضحيات الأجهزة الامنية والعسكرية واخرى ضد الفساد الذي صار افة تهدد النظام السياسي الديمقراطي قائلا في هذا الصدد “ان الحكومة ماضية في هذه الحرب الى مداها والى آخر رمق لان العدل أساس العمران “.
اما الحرب الثالثة بحسب رئيس الحكومة فتتمثل في كسب رهان التنمية والتشغيل واصفا هذه المعركة بأم المعارك.
وقال ان هذه المعارك الثلاث تتطلب التحلي بالصبر ووحدة الصف ومشاركة لكل الجهات ومنها جهة صفاقس.
وكان رئيس جمعية معرض صفاقس الدولي عبد اللطيف الزياني استعرض في كلمة افتتاح الدورة الجديدة للمعرض سلسلة من مشاغل التنموية والاقتصادية للجهة معتبرا أنه على رأس هذه الاستحقاقات التنموية التي تتطلب التعجيل بالإنجاز حزمة الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الحكومة في زيارته الأخير للجهة.
وأشار كذلك إلى سلسلة من المحاور والمشاغل ومن ضمنها وضعية مؤسسة معرض صفاقس الدولي كمكسب يعود إنشاؤه الى 60 سنة وما تشهده من صعوبات مالية بسبب إلغاء منذ سنوات منظومة حصص التوريد التي حرمت المعرض من المشاركات الدولية وما يوفره ذلك من مداخيل .ودعا الزياني رئيس الحكومة الى المبادرة بالتعجيل برفع هذا الإلغاء بما يضمن عودة إشعاع هذه المؤسسة التنموية العريقة على حد تعبيره.
كما ذكر الزياني بتعطل مشروع الطريق السريعة بين صفاقس وقابس لسنوات طويلة دون استكماله الى الان وكذلك محول بوعصيدة الوحيد في جهة صفاقس والذي انجز بعيوب ودون احترام للمواصفات الفنية بحسب تعبيره وقال إن أهالي صفاقس سئموا الوعود الكاذبة التي قطعتها مختلف الحكومات دون انجاز داعيا رئيس الحكومة الى إرجاع الثقة في الوعود الحكومية المقطوعة من خلال دفع المشاريع.
ودعا رئيس جمعية معرض صفاقس الدولي الى احداث مدينة صحية في الجهة وتحويلها الى قطب صحي دولي منفتح على القارة الافريقية والمنطقة المتوسطية وإحداث مدينة للمعرفة متعددة الاختصاصات ومدينة لوجستية وميناء للمياه العميقة ومطار بمواصفات متطورة وتمديد الطريق السريعة صفاقس القصرين الى الجزائر.
وفي مجال تحسين مناخ الأعمال جدد الدعوة الى مقاومة التجارة الموازية والعشوائية وتحقيق العدالة الجبائية مؤكدا مساندة رجال الاعمال في صفاقس للحملة التي أطلقها رئيس الحكومة في مقاومة الفساد.
وأشاد في المقابل بما تم اقراره للجهة من إجراءات ومشاريع ومن ذلك الدراسة المستقبلية للهيئة العمرانية صفاقس 2050.
وعرف حفل افتتاح الدورة 51 لمعرض صفاقس الدولي حضور وفد وزاري وعدد هام من النواب ورجال الاعمال وممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات المهنية
وقد تجول رئيس الحكومة في أجنحة المعرض الذي تميز بمشاركة 276 عارضا ينشطون في قطاعات تنموية واقتصادية مختلفة منهم 35 عارضا من الحرفيين الشبان الناشطين بقطاع الصناعات التقليدية. كما عرفت الدورة الحالية زيادة في عدد العارضين مقارنة مع الدورة الفارطة بنسبة 13.5 بالمائة ونسبة تجديد تقدر بحوالي 21 بالمائة بحسب ما أفاد به المنظمون.
وتشمل المعروضات قطاعات مختلفة مثل الموبيليا والديكور والآلات الكهرومنزلية والإعلامية والمكتبية والاتصالات والطاقات المتجددة والسياحة والملابس الجاهزة والجلود والأحذية والمواد المنزلية والصناعات الغذائية والخزف التقليدية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.