في لقائه برئيس الدولة، فايز السراج يثمن المبادرة التونسية “لإيجاد حل توافقي للأزمة الليبية وتقريب وجهات النظر بين كل الفرقاء”

مثلت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات بين تونس وليبيا، محور لقاء رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، اليوم الإثنين في قصر قرطاج برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج الذي قال في تصريح إعلامي عقب اللقاء، إن زياته إلى تونس تندرج في إطار التشاور المستمر بين تونس وليبيا وتم خلاله بحث العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وكيفية تعزيزها بما يعود بالفائدة على البلدين.

وأضاف السراج أن الإجتماع تناول بالنقاش الملفات ذات الإهتمام المشترك في المجال الإقتصادي والأمني وتفعيل الإتفاقيات بين البلدين، مشيرا إلى أنّ لجانا مشتركة قد انطلقت في العمل على هذه الإتفاقيات.

من جهة أخرى أوضح المسؤول الليبي أنه “عرض على رئيس الجمهورية آخر التطورات السياسية والمشهد السياسي في ليبيا وناقش معه تفاصيل خارطة الطريق التي اقترحها لإيجاد أرضية مشتركة للوصول إلى وضع أكثر استقرارا، بعد أن لاحظ أنّ الأمور وصلت إلى طريق مسدود”.

ولفت إلى أنه تم كذلك تباحث نتائج لقاء باريس واللقاءات الأخرى بين الأطراف السياسية التي أكدت جميعها على أنه “لا بديل عن الإتفاق السياسي وعلى أن تنطلق أي تسوية من هذا الإتفاق”. وأكد في هذا الصدد على “ضرورة القيام باستحقاقات جميع النقاط المنبثقة عن هذا الإتفاق لإيجاد تسوية شاملة”.

كما أعرب فايز السراج عن “تقديره للجهود التونسية المبذولة والدعم الذي تم تقديمه إلى حكومة الوفاق الوطني”، مثمنا المبادرة التونسية التي أطلقها رئيس الدولة “لإيجاد حل توافقي للأزمة الليبية وتقريب وجهات النظر بين كل الفرقاء”.

من جهته تطرق الباجي قايد السبسي، في مستهلّ اللقاء، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية، إلى “العلاقات التاريخية العريقة التونسية الليبية وأكد على ترابط المصالح بين البلدين في شتى المجالات”، مشددا على أنّ “الإستقرار في ليبيا شرط أساسي لاستقرار تونس”. ودعا إلى “أهمية الإسراع ببناء الدولة الليبية وتركيز مؤسساتها” ومعتبرا أن “مصلحة تونس تكمن في إعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا في أقرب الأوقات.”

كما جدّد رئيس الدولة “تأكيده على ثوابت الموقف التونسي من الأزمة الليبية وتطرّق إلى مرتكزات وأهداف المبادرة التي أطلقتها تونس وانخرطت فيها الجزائر ومصر وحظيت بترحيب مختلف الأطراف الليبية وبدعم ومساندة من القوى الدولية”، معتبرا أنّ “حلّ الأزمة الليبية يبقى بيد الليبيين أنفسهم”، وموضّحا أنّ “دور تونس ودول الجوار يقتصر على تسهيل الحوار وتشجيعه بين كافة مكونات الشعب الليبي”.

وأكد رئيس الجمهورية على “ضرورة أن يجلس الليبيون مع بعضهم البعض لإجراء حوار حقيقي يفضي إلى حلّ يُنهي حالة الإنسداد في مسار التسوية السياسية ويؤدّي إلى تحقيق تقدم ملموس في العملية السياسية، من خلال الحوار والتوافق وتقديم تنازلات متبادلة بين مختلف الأطراف الليبية وذلك تحت سقف الشرعية الدولية والإتفاق السياسي بالصخيرات.”

وجدّد أيضا “استعداد تونس الدائم للوقوف إلى جانب الشعب الليبي وحرصها على مساعدته، حتى يتمكنّ من تحقيق الوئام بين مختلف مكوناته والتفرّغ لبناء دولته ومؤسساته”.

وكان رئيس الدولة استقبل يوم الجمعة الماضي بقصر قرطاج، محمود جبريل، رئيس تحالف القوى الوطنية في ليبيا وتباحث معه “تطوّرات الملف الليبي وآفاق إنجاح المساعي المبذولة للخروج، في أقرب وقت ممكن، من حالة الإنسداد السياسي في ليبيا والتفرّغ لبناء الدولة وإرساء مؤسساتها بما يساعد على استعادة الأمن والاستقرار في ربوع ليبيا وفي كامل المنطقة”.

وأطلع جبريل، رئيس الدولة، على المقترحات التي أطلقها تحالف القوى الوطنية خلال للندوة الدولية التي نظمها يوم 2 أوت الجاري، بمناسبة مرور الذكرى الخامسة لتأسيسه، مستعرضا أهمّ ما ورد فيها من أفكار وتصورات من شأنها أن تساعد على الخروج من الأزمة الراهنة وحلحلة الأوضاع في ليبيا.

يذكر أنّ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، قد توصل في موفى جويلية 2017 بباريس، مع المشير خليفة حفتر، إلى اتفاق يقضى بوقف إطلاق النار في ليبيا وتغليب الحل السياسي من خلال المصالحة الوطنية، وكذلك العمل على توفير الظروف المناسبة لإجراء انتخابات.

يذكر أن نص الإعلان المشترك الذي توج لقاء السراج وحفتر بباريس، بوساطة فرنسية، جاء فيه بالخصوص أن “حلّ الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون إلّا حلًا سياسيًا يمر عبر مصالحة وطنية تجمع بين الليبيين كافةً الجهات الفاعلة المؤسساتية والأمنية والعسكرية في الدولة التي تبدي استعدادها في المشاركة بهذه المصالحة مشاركة سلمية، وعبر العودة الآمنة للنازحين والمهجرين واعتماد إجراءات العدالة الإنتقالية وجبر الضرر والعفو العام”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.