فلاحة : التخلي نهائيا عن مادة “الأمونيتر”

اعتبارا للإشكاليات التي أصبحت يطرحها استعمال “الأمونيتر” الزراعي الذي يمثل 90 بالمائة من الأسمدة الآزوطية المستعملة في الفلاحة التونسية سيما منها المخاطر المنجرّة عن خزن هذه المادة …

أبو سارة

اعتبارا للإشكاليات التي أصبحت يطرحها استعمال “الأمونيتر” الزراعي الذي يمثل 90 بالمائة من الأسمدة الآزوطية المستعملة في الفلاحة التونسية سيما منها المخاطر المنجرّة عن خزن هذه المادة، قررت تونس التخلي نهائيا بداية من سبتمبر 2007 عن مادة “الأمونيتر”.

واختارت المصالح الفلاحية التونسية تعويض “الأمونيتر” بنوعين آخرين من الأسمدة الآزوطية وهي “الآمنيوم نيترات سولفات” و “الأوري” اللذين يعتبران ضروريان لتطوير الإنتاج الفلاحي من حيث الجودة والكمية.

وقد تأكدت نجاعة السمادين البديلين اللذين انكب على تدقيق النظر فيهما خبراء لمدة 3 سنوات لكونهما الأكثر استجابة لمتطلبات الفلاحة التونسية وخصائصها من نواحي المناخ والتربة والنظم الزراعية كما ثبتت فاعليتهما علي الصعيد العالمي في ضمان التوازن الغذائي للنبتة و زيادة نموها على النحو المطلوب.

“فالأوري” مثلا يعطي النباتات 46 بالمائة من “الأوزوت” مقابل 33 بالمائة يقدمها “الأمونيتر”. أما السماد الثاني الذي من جهته يوفر 26 بالمائة من هذه الحاجيات يحتوى أيضا على “السوفر” 13 بالمائة وهي مادة أساسية لنمو النبات. وتؤثر مادة “الآزوط” المتوفرة في السمادين على المردودية ونضج المنتوج قبل أوانه. ويجب التنبه إلى مسألة استعمال هذه المادة بطريقة عشوائية فالنباتات تمتص مادة “الآزوط” حسب احتياجاتها وحسب توفرها بالأرض. وإن تم الإكثار في استعمال هذه المادة فستكون المضاعفات سلبية على النظم البيئية (تلوث المياه).

ويتّضح من هذا المنطلق أن الأهداف المرسومة بالنسبة للقطاع الفلاحي الوطني تتمثل في تحقيق إنتاج أوفر مع الحفاظ على الجودة وحماية المحيط إذ يعتبر قرار التخلي عن الأمونيتر رسميا كذلك ومثلما يصفه الخبراء “هدف ذو بعد وقائي”.

وتعمل السّلط التونسية على حماية عملة المصانع والفلاحين والمواطنين من المخاطر التي يتسبب فيها الأمونيتر خاصة عند تخزينه أو خلطه وملامسته لمواد أخرى.

وتبقى الحادثة الرّهيبة التي جدت بإحدى مصانع تولوز في سبتمبر 2001 راسخة في الذاكرة فقد تسبب فيها انفجار أكياس مليء بـ “الأمونيتر”. و”الأمونيتر” حسب تركيبته الكيماوية مادة خطيرة يمكن أن تنفجر بأشكال مختلفة حتى بمفعول البرق. أما السمادين البديلين فهما مواد “هادئة” كما يقال ولا يمكن أن تكون لهما أي مخاطر عند الاستعمال.

ولمزيد تحسيس الفلاحين بحسن استعمال السمادين الجديدين نظم المعهد الوطني للتغذية بتونس في منتصف جويلية 2007 يوما إعلاميا حول “إحكام التسميد الآزوطي” بدائل استعمال الأمونيتر الزراعي” ببادرة من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس وبالتعاون مع الإدارة العامة للإنتاج الفلاحي والمجمع الكيميائي التونسي.

ويبقى الهدف الأساسي في هذا الإطار تبسيط الخصوصيات التقنية الفلاحية لبدائل الأمونيتر وطرق استعمالها وتحسيس المتدخلين في القطاع بأهمية الالتزام بشروط الاستعمال المجدي للأسمدة وقواعد السلامة والحماية من أخطارها المحتملة.

أما عن نتائج هذا القرار فهي متعددة وأولها تحقيق ملائمة معمل قابس الذي كان ينتج 180 ألف طن أمونيتر سنويا مع هذا المعطى الجديد وذلك -كما صرّح السيد مدب حمروني رئيس مدير عام، المجمع الكيميائي التونسي- بالاعتماد على برنامج تأهيلي بقيمة جملية تقدر 25 مليون دينار لاستبدال إنتاج الأمونيتر بـ “الأوري” و “الآمنيوم نيترات سولفات”.

وإلى جانب هذا المشروع الاستثماري قال الرئيس المدير العام أن المجمع الكيميائي التونسي أعدّ برنامج استيراد السمادين البديلين لتغطية حاجيات السوق المحلية. وسيتم في هذا الإطار توريد بداية من جويلية 2007 معدل 25 مليون طن من السمادين كما سيتم في موفى سبتمبر2007 توفير مخزون بقيمة 60 ألف طن (أي حوالي 60 ألف من “الأوري” و120 ألف طن من “الآمنيوم نيترات سولفات” ستورد سنويا بمعدل 40 مليون دينار).

أما بالنسبة للبيع فسيتم اعتماد أسعار علي أساس الحفاظ على نفس كلفة عنصر “الآزوط” في الأمونيتر وفي ما يتعلق ببقية التكاليف فسيتم تعويضها في ما بين 10 و12 مليون دينار سنويا.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.