حكاية…. الماء

أصدقائي الأعزّاء، لقد انتابتـني حالة احباط رهيبة في تونس في حيّز زمني قصير، إذ في أقلّ من ساعة أدّت 6 سنتيمترات من الماء الى شلّ الحركة بالعاصمة على مدى 3 ساعات، انا آسفة فعلا لانني ساهمت في احداث هذه الفوضي لم أكن أعلم ان تونس العاصمة أصبحت هشّة جدّا في ساعة الذّروة وقبل موعد الافطار بساعات !

إلى كلّ من وصل الى بيته متأخرّا بعد آذان المغرب عذرا، لقد كنت …



ابتسام

أصدقائي الأعزّاء، لقد انتابتـني حالة احباط رهيبة في تونس في حيّز زمني قصير، إذ في أقلّ من ساعة أدّت 6 سنتيمترات من الماء الى شلّ الحركة بالعاصمة على مدى 3 ساعات، انا آسفة فعلا لانني ساهمت في احداث هذه الفوضي لم أكن أعلم ان تونس العاصمة أصبحت هشّة جدّا في ساعة الذّروة وقبل موعد الافطار بساعات !

 

إلى كلّ من وصل الى بيته متأخرّا بعد آذان المغرب عذرا، لقد كنت أعتقد أنّي أحسن فعلا، عندما جئت اقوم بدور “غسالة النوادر” في تونس، ولقد لقيت كل النجاح اينما حللت، وكان الحجز مرتفعا، فالسيارات اصطفت والناس مشوا في الوحل وعربات الميترو توقفت ، وساد الاعتقاد بأنّ بني هلال قد حلوا بين ظهرانينا ” مجددا ” ، وكل ذلك بسبب نزول 6 سنتيمترات من الامطار. !

 

ولعلّ ما أفرحني وأدهشني الى درجة الجمود ان الادارة التونسية مبدئيا منظمة …، إذ يقدم جماعة الرصد الجوي التكهنات فيما تتولى المصالح الفنية المختصة جهر الشبكات والامن مستتب والحماية المدنية تتولى دور الحماية وكل ّ شيء يسير على أحسن ما يرام، غير أنّ الإنطباع الحاصل هنا تمثل في أنّ موجة قد جرفت كلّ هذا العالم الجميل والسيّارات المصطفة اصبحت مثل منحوتات كالدار في اوج شهرته.

 

بيد أنّ الذي جرى خلال هذه السّاعات القليلة، وإذا ما اعتبرنا أنّ ما بين 200 و400 الف سيارة كنات تتجول خلال ساعة الذروة في تونس الكبرى وتطوف في نفس الطّرقات على مدى ساعة تقريبا دون الاخذ بعين الاعتبار المترجلين الذي لم يتمكنوا من البقاء في الحافلات الغارقة وعربات المترو المعطلة يجعلنا نقدر الخسارة الاقتصادية بنحو 10 ملايين دينار دون احتساب كل ما تعطل وقتها…وهذا يجعل من كلفة هذه المليمترات القليلة من الامطار باهضة الثمن.

 

في كل بلدان العالم تسجل الظواهر الاستثنائية والكوارث الطبيعية حضورها وفي بعض الدول يتم وضع مخططات نموذجية للتنظيم والنجدة حيث تتدخل كل الاطراف المعنية: الادارات التي تتصرف في المدينة والاذاعة والتلفزة والمواطن و..التحلي بروح المواطنة، ولكن لا يجب اطلاقا تحميل المسؤولية او “توجيه اصبع الاتهام” الى البعض فقط، فأيّ مشكل يتطلب حلولا ..لكن متى يتحقق ذلك ..آمل ان لا تحملنا الى ذلك الحين موجة ب10 سنتيمترات.

 

لمن يفقه الكلام، تحياتي. !

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.