منافسة: هل يوجد ” لغز” صيني؟

اجل، ..تبقى الصين لغزا لغالبية اصحاب المؤسسات التونسية لاننا لا نرغب في خوض غمار معرفتها بصفة اعمق في الوقت الذي اضحت فيه الصين اكثر فاكثر عنصرا محوريا في معادلة العولمة التي تنحت معالم مستقبلنا.

10:11 20/10/2007

مريم عمر

اجل، ..تبقى الصين لغزا لغالبية اصحاب المؤسسات التونسية لاننا لا نرغب في خوض غمار معرفتها بصفة اعمق في الوقت الذي اضحت فيه الصين اكثر فاكثر عنصرا محوريا في معادلة العولمة التي تنحت معالم مستقبلنا.

 

وللعمل فان الصين تضم ما يزيد عن خمس سكان المعمورة، وان اقلياتها العرقية (التيبتيين والمغول والاتراك..) لا تمثل سوى 5 بالمائة من مجمل السكان المنتمين في اغلبيتهم الساحقة الى “الهان” .

 

ويتمركز نحو 90 بالمائة من السكان على 15 بالمائة من مساحة البلاد فقط كما ان ن حو 70 بالمائة من الصينيين هم من سكان الريف.

 

وتدركون ان القطاع الصناعي في الصين قد شهد تطورا مذهلا للانشطة الثقيلة (استخراج الفحم والمحروقات والمعادن…) وقد تسارع نسق التطور في مجالات اكثر تقدما (الكيمياء والتركيب وصناعة الفولاذ) والتي دعمت القطاع التقليدي بها الا وهو النسيج. كما ان تطور المبادلات وتخفيف سيطرة الدولة على القطاع المالي والصناعي تقيم الدليل على انفتاح من شانه ان يعطي دفعا قويا ومشهودا لانتاج هذا البلد في كل المجالات تقريبا.

 

ولعلكم تعرفون ايضا ان الاكتفاء الذاتي قد تم تقريبا بلوغه في الصين، وانها اوّل منتج عالمي للقمح وخاصة الارز وانها تحتل المراتب الاولى عالميا بالنسبة للقطن والتبغ والذرة والزيوت النباتية والشاي والسكر وتربية الماشية ( الخنازير والدواجن خاصة) والصيد البحري.

 

ولكن، ما الذي تعرفونه عن ثقافة هذا البلد وحضارته؟ وما هو مقدرا معرفتكم لمعمارها وفنونها، وما الذي تعرفونه عن “الزهو” وممالك المحاربين، وال”كين” وال”هان” وال”تانغ” وسلسلة العائلات الخمس من “السونغ” و “اليوان” و “المينغ” …؟ ما هي معلوماتكم عن “كونفوشيوس” و “لاو- تسو”، و”موزي” و”اليين” و”اليانغ” ومدرسة القوانين…؟

 

ويتعين ان نقطع مع هذا الغموض اذا ما رغب اصحاب المؤسسات جديا في فهم هذا الفاعل الرئيسي في المشهد الاقتصادي العالمي والتوصل الى التعامل معه. وبالمناسبة الم يقل الحكيم كونفوشيوس “العاقل لا يشقى بعدم معرفة البشر له، ولكن يشقى بعدم معرفته للبشر”؟

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.