مؤتمر إفريقي يبحث الأمن المائي وتحديات التنمية في تونس

تستضيف وزارة الفلاحة والموارد المائية بالتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية، يوم الإربعاء المقبل، الأسبوع الأول للمياه تحت شعار “تسريع الأمن المائي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا”، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 300 مشارك من الوزراء الأفارقة المكلفين بقطاع المياه

خميس بن بريّك

تستضيف وزارة الفلاحة والموارد المائية بالتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية، يوم الإربعاء المقبل، الأسبوع الأول للمياه تحت شعار "تسريع الأمن المائي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا"، ومن المتوقع أن يشارك فيه أكثر من 300 مشارك من الوزراء الأفارقة المكلفين بقطاع المياه وممثلي القطاع الخاص والناشطين في المجتمع المدني من أكثر من 100 دولة.

وسيركز المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام على بحث التحديات أمام تحقيق الأمن المائي لدفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إفريقيا، هذا بالإضافة إلى وضع استراتيجيات وسياسات شراكة من شأنها أن تسرع في تنمية الموارد المائية وتوفير الخدمات اللازمة لمقاومة تغييرات المناخ وتقلباته من جهة، وتنمية موارد الطاقة من خلال الاستفادة من المياه لتشغيل المحطات الكهرومائية وتعزيز قدرات التوليد الكهربائي، من جهة أخرى.

ومن المواضيع الهامة التي سيتطرق إليها المؤتمر ضمان تزويد المدن المحرومة بالمياه الصالحة للشرب، ودور القطاعين العام والخاص في الاستثمار في هذا المجال، وخاصة في مشروعات الريّ والتنمية الزراعية وبناء السدود، لاسيما وأن شبح الجفاف أصبح يهدد عدة دول إفريقية يقوم إقتصادها أساسا على الفلاحة، كما أن النقص الحاد في مصادر المياه بات سببا مباشرا لتغذيةأطماع العديد من الدول لشن حروبات على دول جوارها للسيطرة على الموارد المائية.

وتأتي إفريقيا، البالغ عدد سكانها نحو 800 مليون نسمة، في المرتبة الأخيرة من حيث استغلال المياه وتوزيعها، ذلك أن نسبة تكرير المياه لا تتعدى 60 بالمائة، وأن نسبة ربط المنازل بالمياه تصل إلى 62 بالمائة فقط، مقابل معدل عالمي يبلغ 82 بالمائة، حسب احصائيات البنك الإفريقي للتنمية. كما لا تصل المياه الصالحة للشرب إلا إلى نصف مجموع سكان القارة السوداء (حوالي 400 مليون شخص).

وتعاني المناطق الريفية، الأكثر فقرا في إفريقيا، من نقص حاد في الموارد المائية وهو ما يساهم في تدهور الوضع الصحي في القارة، حيث أن 50 بالمائة من الأفارقة يعانون من أمراض سببها نقص المياه وتلوثها.

ويعتبر خبراء المياه أن القارة السمراء تشهد أسوء حالات تلوث في المياه وهو ما نتج عنه تفشي الأمراض والأوبئة، حيث أن استهلاك الفقراء للمياه الغير صالحة يتسبب في هلاك أكثر من 3 ملايين إفريقي سنويا.

 

وقد كشف الصندوق العالمي لحماية المياه في تقرير أصدره العام الماضي (2007) عن أن أنهار العالم تواجه خطر الجفاف، وفي مقدمتها نهر النيل، كما أوضح أن حوالي 700 مليون شخص في 43 بلدا يعانون من ندرة المياه، وأنه بحلول سنة 2025 قد يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى نحو 3 بلايين شخص، مما ينذر بأن الحروب القادمة في إفريقيا ستكون من أجل السيطرة على موارد المياه.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.