السياحة المتوسطية: الرهانات الحقيقية ورفع التحديات

يضمّ حوض البحر الأبيض المتوسط قرابة 250 مليون ساكن، وهو يواجه اليوم أكثر من أي وقت مضى رهانات اقتصادية كبرى، حيث أن السياحة تسأتثر بجزء حيوي منها لتنمية معظم دول ضفتي الحوض

يضمّ حوض البحر الأبيض المتوسط قرابة 250 مليون ساكن، وهو يواجه اليوم أكثر من أي وقت مضى رهانات اقتصادية كبرى، ذلك أن السياحة تستأثر بجزء حيوي في التنمية الاقتصادية لمعظم دول ضفتي الحوض المتوسطي.

 

ويمثل الحوض المتوسط حاليا الوجهة السياحية الرئيسية في العالم بنحو 232 مليون زائر في السنة.

 

وتمثل الوجهة السياحية في هذه المنطقة 30 بالمائة من حجم السوق العالمية، وهي في ارتفاع بنحو 17 مليون سائح في السنة.

 

وحسب المنظمة العالمية للسياحة، فإن دول الحوض المتوسط استقبلت 153 مليون سائح سنة 1990. وفي سنة 2002، قام نحو 228 مليون سائح بزيارة المنطقة.

 

وتشير التوقعات إلى أن عدد السياح الوافدين على المنطقة سيصل إلى نحو 270 مليون سائح في 2010 و346 مليون سنة 2020.

 

وتعتبر السياحة ركيزة أساسية للنهوض بالتنمية، والسلم والأمن في المنطقة، وبالتالي فإن إثراء المنتوج السياحي وتنويعه، واستغلال هذا القطاع الذي سيشهد انتعاشة كبيرة في السنوات المقبلة، تعتبر هي رهانات السياحة المتوسطية التي يستوجب رفعها.

 

وتحافظ أوروبا على صدارتها في مجال السياحة، فيما سيتراجع ترتيب الدول الأمريكية في قائمة الدول الأكثر نشاطا من حيث الوجهة السياحية مع حلول سنة 2010، لصالح الدول شرق آسيا، والشرق الأوسط والمحيط الهادي، التي تسجل نسبة نمو كبيرة في المجال السياحي.

 

وستشهد قائمة الدول العشر الأولى تغيّرا كبيرا، بما أن الصين ستفتك المرتبة الأولى من فرنسا.

 

وستسجل كل من هونك كونغ، وروسيا والتشيك حضورهم في المراكز الأولى من القائمة، كما ستقترب الوجهات الآسياوية، التي تشهد معدلات نمو مرتفعة، من المراكز العشر الأولى.

 

وعليه فإنه من الضرورة القصوى البدء في تقييم الرهانات الحقيقية التي تواجهها المنطقة في سياق هذه المتغيرات، وهو ما تمّ طرحه بالفعل في أيام المنتدى المتوسطي للسياحة "ميديتور 2008" بالحمامات، في اطار ندوة تحت عنوان "تحديات وميولات".

 

وقد تمت الإشارة أيضا إلى دور السياحة المتوسطية في السياحة العالمية، وتقييم تطوّر السياحة وتحديد معالم مستقبلها، والتركيز على جودة التكوين المهني وتقييم تأثير الاستثمار الخارجي على قطاع السياحة في المتوسط.

آمال جعيط بالقايد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.