متى ستعرف السياحة الثقافية انطلاقتها الفعلية في تونس؟

تعكف المصالح المختصة في قطاع السياحة منذ عشرات السنين على البحث في كيفية تنويع المنتوج السياحي وذلك عبر النهوض بمنتجات جديدة ومنها السياحة الثقافية

10:11 20/10/2007

أبو سارّة

تعكف المصالح المختصة في قطاع السياحة منذ عشرات السنين على البحث في كيفية تنويع المنتوج السياحي وذلك عبر النهوض بمنتجات جديدة ومنها السياحة الثقافية.

 

وبعد سنوات من التفكير، استقر أخيرا الرأي على إحداث مسلك سياحي يهمّ هذا مناطق الوسط الغربي (سيدي بوزيد والقصرين وسليانة )، ويربط سيدي بوزيد بمكثر عبر سبيطلة وتالة وحيدرة.

 

وتزخر هذه المنطقة بالعديد من المعالم الاثرية مثل "مكتريس" أو مكثر حاليا وسفيطلة (سبيطلة حاليا) واميدرة (حيدرة).

 

وتحتضن منطقة القصرين لوحدها نحو 20 بالمائة من الثراث الأثري الروماني والبيزنطي والإسلامي، وهي تشكل المحور المركزي لهذا المسلك السياحي.

 

ويرتبط هذا المسلك بوسائل النقل إذ يتصل شمالا بمطار طبرقة وجنوبا بمطار قفصة.

 

وعلى مستوى اللوجيستيك، فقد تمت تهيئة متحف ومنتزه اثري بسبيطلة، كما وقعت إعادة تهيئة المسارح الأثرية الرومانية بسبيطلة والقصرين.

 

ومما لا شك فيه أن السياحة الثقافية ستساهم في إحياء نشاط الحرف التقليدية مثل صناعة الزربية البربرية وزربية ألياف الحلفاء ومنحوتات الرخام والفخار.

 

ولعل أهم شيء قادر على إعطاء دفع حقيقي لهذا النشاط، يكمن في ضرورة إحداث وحدات فندقية على طول هذا المسلك (نوع نزل صغير) وفضاءات للاستراحة.

 

وتظل الطاقة الإيوائية الحالية والمقدرة بـ426 سريرا ضعيفة ولا تستجيب للأهداف المستقبلية. ويتمثل الهدف الرسمي المعلن عنه في الرفع من هذه الطاقة إلى 676 سريرا في أفق 2009، وهي طاقة لوحدة فندقية واحدة في جربة أو الحمامات.

 

ولم يرتق الوعي بأهمية تطوير هذا النشاط السياحي بعد إلى مستوى نوعية الإمكانيات الأثرية التي تزخر بها تونس، وريثة قرطاج والتي طبعت لمدة عشرة قرون تاريخ المتوسط،، وفرضت خلالها سيطرتها ونمط عيشها وتقنياتها التجارية.

 

وللتعرف على موقع تونس في مجال السياحة الأثرية، تكفي المقارنة من خلال الاطلاع على ما أنجزه الصينيون في "المدينة الممنوعة" إن صح التعبير، والايطاليون في آثار "بومبيي" من أجل الاستئناس بالتقدم المسجل من قبل هذين البلدين في الميدان.

 

وقد جند هذان البلدان كل طاقاتهما لإعادة إحياء المواقع الأثرية بهما، وإعطائها روحا إن لم نقل حياة جديدة، بغاية إحداث وقع عاطفي وإرساء منتج قابل للترويح لدى صنف محدد من الحرفاء، وممن لهم بالتأكيد، القدرة على الإنفاق والمولعين خاصة بالتاريخ والحكايا.

 

وتسعى التقنيات المستعملة إلى إعطاء القيمة المضافة المرجوة لهذه المواقع بجعلها حية وقادرة على الجذب. ويتعلق الأمر باستعمال تقنيات صوتية وضوئية ومتعددة الوسائط (محاكاة افتراضية للمواقع) وخدمات مشخصة (أدلة سمعية) وتأمين خدمات ملائمة لقدرات الشباب والصغار.

 

ولا شك في أن لتونس، ذات التاريخ الممتد على ثلاثة آلاف سنة، إضافات أكيدة للحضارة الإنسانية، وكل المزايا للنهوض بالسياحة الثقافية والاستفادة منها على أفضل وجه.

 

ويضمّ العرض الأثري في تونس سبع معالم مصنفة "تراث إنساني" وهي مواقع قرطاج والمدن العتيقة بكل من تونس والقيروان والمسرح الأثري باللجم وموقع دقة الأثري وكركوان وسوسة ورباطها.

 

وتونس بما تنطوي عليه من العديد من الأسرار عالما زاخرا  بالمعالم والآثار الهامة التي تثير شغف المهتمين لاستكشافها. وخلاصة القول: أن المنتج واعد ولا يتطلب سوى إحياءه.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.