حوار مع المستثمر اللّيبي محمد عبد الكريم الرعيض مشتري مصنع “نستلي تونس”

لماذا أقدمت مجموعة النسيم اللّيبية بالشراكة مع مجموعة سلامة على شراء مصنع “نستلي تونس” للمثلجات رغم تراجع عائدات هذا النشاط؟ الإجابة كانت على لسان محمد عبد الكريم الرعيض مدير عام شركة النسيم

حوار مع المستثمر اللّيبي محمد عبد الكريم الرعيض مشتري مصنع "نستلي تونس"

 
 

اشترت شركة "النسيم" لصناعة المثلّجات ومنتجات الألبان اللّيبية بالشراكة مع الشركة الصناعية والغذائية العامّة سلامة (GIAS) مصنع المثلّجات التابع لشركة "نستلي تونس" – أحد فروع مجموعة "نستلي" السويسرية. وسيتمّ قريبا تأسيس شركة مشتركة ليبية تونسية تحمل اسم شركة "نسيم تونس" – تمتلك فيها شركة "النسيم" 51 بالمائة من الأسهم وشركة (GIAS) 49 بالمائة منها- وذلك لإدارة مصنع مثلجات "نستلي" سابقاً، الكائن بموقع قرطاج بجهة عين زغوان (طريق المرسى).

 

وتعكس هذه الصفقة الثقة الكبيرة للمستثمر اللّيبي في إمكانياته الصناعية لإنعاش مبيعات الآيس كريم في السوق التونسية رغم تخلّي شركة "نستلي تونس" نهائياً عن صناعة المثلّجات نتيجة تراجع عائدات هذا النشاط.

 

وقد يسأل سائل عن سبب إقدام المستثمر اللّيبي (شركة النسيم) رفقة شريكه التونسي (مجموعة سلامة) على صفقة كهذه قد يعتبرها البعض غير مربحة. الإجابة عن هذا السؤال كانت على لسان السيّد محمد عبد الكريم الرعيض مدير عام شركة النسيم المتخصّصة في إنتاج المثلجات والألبان ومشتقاتها ورئيس الغرفة الإقتصادية اللّيبية التونسية (من الجانب الليبي) – الذي خصّنا بهذا الحوار:

 

واب منجر سنتر: في البداية أودّ من حضرتكم أن تعرّفنا بشركة "النسيم"؟

 

"النسيم" هي شركة خاصّة رأس مالها 10 مليون دينار ليبي، نشأت كنشاط أهلي عائلي لعائلة الرعيض، نحن خمسة إخوة بالإضافة إلى أولادنا نشرف على هذه الشركة منذ تأسيسها عام 1994. والشركة تمتلك مصنعاً في مدينة مصراتة (طريق النقل الثقيل كلم 6) يمتدّ على مساحة 8 هكتارات منها 3 هكتارات مغطاة. وتبلغ طاقته الإنتاجية ما يزيد عن 300 ألف لتر من الحليب يوميّا وحاليّا نوظف أكثر من 600 منتج وموظف من بينهم 25 بالمائة من حملة المؤهلات العليا.

وتمتلك الشركة 75 بالمائة تقريباً من حجم السوق اللّيبية وتوزّع منتجاتها (قرابة 20 صنفاً وماركة) في جميع المدن اللّيبية، كما نصدّر بكميات معتبرة إلى الجمهورية التونسية عن طريق وكيلنا في تونس -الشركة الصناعية والغذائية العامّة سلامة (GIAS).

 

واب منجر سنتر: كيف بدأ يتطوّر نشاط الشركة في ليبيا؟

 

لقد بدأنا أوّل نشاطنا منذ أكثر من 15 عاماً بإنشاء مصنع صغير بمدينة مصراتة (شرقي طرابلس) لإنتاج الآيس كريم بطاقة إنتاجية محدودة. والآن أصبحنا رائدي صناعة المثلّجات في ليبيا بفضل جودة منتوجاتنا وتنوّع أصنافها التي نبيعها بأسعار مناسبة للمستهلك.

وشهد المصنع تطوّراً كبيراً في نشاطه عاماً تلو الآخر وقمنا بتجهيزه بأحدث التقنيات والآلات العصرية وتحصلنا مرّات عديدة على شهادات الجودة والمطابقة للموصفات العالمية. وفي عام 2002 أسسّنا إلى جانب مصنع المثلجات مصنعاً لإنتاج الزبادي واللّبن بطاقة إنتاج محدودة. وبالنظر إلى العائدات التي حققناها قمنا بإنشاء مصنع جديد لإنتاج الزبادي واللّبن على مساحة قدرها 8 هكتار عام 2006. وفي العام الماضي، تعزّزت الوحدة الصناعية لإنتاج المثلجات بمصراتة بمصنع جديد يمتلك طاقة إنتاجية كبيرة وهو يعد الأحدث في ليبيا اليوم. أمّا عن أهدافنا المستقبلية أعتقد أنّ شركة "النسيم" تشهد تطوراً كبيراً وهي مقبلة على مرحلة جديدة تسعى من خلالها إلى الرّفع من حجم إنتاجها وتوسيع مشروعاتها بنسبة 100 بالمائة خلال السنة المقبلة، بما يشمل ذلك من انفتاح على الأسواق الخارجية.

 

واب منجر سنتر: لقد فزتم بصفقة شراء مصنع مثلّجات "نستلي تونس" مع المجموعة التونسية "سلامة". هل لديكم تعاملات تجارية سابقة أو شراكة معها؟

 

بالفعل تربطنا علاقات تجارية وطيدة مع مجموعة "سلامة". لقد بدأنا العمل معها منذ تأسيس مصنعنا لإنتاج الآيس كريم عام 1994، وكنا نقوم بتوزيع منتوجاتها من المارغرين والمواد الأولية لصناعة الحلويات في ليبيا. ولاحظنا أنّ منتوجاتها قد لاقت رواجا كبيرا في السوق اللّيبية، وأصبحت مبيعاتنا تزيد كلّ عام وهو ما عزّز تعاملنا أكثر معها. وفي عام 2008 تولّدت لدينا فكرة مشتركة لإنشاء مصنع لصناعة الزيوت النباتية بمدينة مصراتة مع مجموعة "سلامة" بحيث تكون لها أغلبية رأس المال. ودخل هذا المصنع (شركة النجمة لتكرير وتعبئة الزيوت النباتية) طور الإنتاج في شهر أبريل 2009، وقد شهد نجاحا كبيرا بفضل تميّز مجموعة "سلامة" في نشاط صناعة الزيوت. وتقدّر تكلفة هذا الاستثمار المشترك قرابة 10 مليون دينار، وقد بدأنا في إطلاق مشروع جديد لتصفية الزيوت سيدخل طور الإنتاج العام المقبل بكلفة استثمارية مماثلة.

 

واب منجر سنتر: إذا الشراكة التي تجمعكم مع المجموعة التونسية هي التي كانت وراء فكرة شراء مصنع مثلجات "نستلي تونس". أهذا صحيح؟

 

نعم. الفكرة جاءت بالتحديد خلال الصيف الماضي بعد الرّواج الكبير الذي حظيت به منتوجات "النسيم" من المثلجات، التي توزّع في تونس عن طريق وكيلنا مجموعة "سلامة"، بفضل جهودها الكبيرة في توفير ثلاجات لنقاط البيع وتخصيص وسائل نقل لتوزيع المنتوج في الكثير من المناطق. ثمّ ورد إلينا أنّ مصنع "نستلي تونس" لصناعة المثلجات معروض للبيع في مناقصة بتاريخ جويلية 2009 فراودتنا فكرة شراء هذا المصنع. أوّلا قمنا بزيارة المصنع في شهر أوت الماضي لمعاينة وضعه، ثمّ تقدمنا بعرضنا إلى شركة "نستلي" وبقينا على اتصالات معها منذ ذلك الحين. وبعد دراستها للعروض المقدّمة من قبل المنافسين أعلنت "نستلي تونس" عن فوزنا بهذه الصفقة باعتباره كان أفضل عرض من غيره. وتمّ خلال اجتماع مع مسؤولي شركة "نستلي" دراسة كافة بنود عقد البيع التي تضمن حقّ جميع الأطراف ووقعنا على الاتفاق خلال الأيام القليلة الماضية بين "نستلي" والشركة الصناعية والغذائية العامّة سلامة (GIAS) بالشراكة مع مجموعة "النسيم" إلى أن يتمّ تكوين شركة جديدة تونسية ليبية مختلطة باسم "نسيم تونس" تكون لنا فيها 51 بالمائة من الأسهم.

 

واب منجر سنتر: لقد قرّرت مجموعة "نستلي تونس" التخلّي عن صناعة المثلجات بسبب الخسائر التي تكبدتها نتيجة تراجع مداخيلها وانحسار مبيعات المثلجات في فصل الصيف فقط. ألا تخشون من مواجهة نفس الخسائر؟

 

بناء على خبرتنا في مجال صناعة الآيس كريم وإلمامنا الكامل بجميع عناصر التكلفة ومعرفتنا بمصادر المواد الأولية اللازمة لصناعة المثلجات والسمعة الجيّدة التي تحظى بها منتوجاتنا أعتقد أنّ صفقة شراء مصنع "نستلي تونس" تعتبر مربحة للغاية. لو كان هذا المشروع غير مجد لما استثمرنا فيه أصلا ولو بنسبة واحد بالمائة. طبعا الجميع يعرف أنّ شركة "نستلي تونس" شركة عالمية رائدة في الصناعات الغذائية ولديها الكثير من الإمكانيات، ولكن في عصر العولمة وتوفر الوسائل والإمكانيات لم يعد الإبداع حكرا على أحد، فمنتوجات "النسيم" تظاهي منتوجات "نستلي" التي تنتج في أكبر دول العالم ونحن متأكدون من أنّنا سنثبت قدرتنا على تطوير الماركات التي اشتريناها من "نستلي" بشكل تنافسي أفضل مما كانت عليه وذلك بتوفير أفضل وسائل الإنتاج والقيام باستثمارات كبيرة لتحديث المصنع وتجهيزه بآحدث التقنيات.

 

واب منجر سنتر: شركة "نستلي تونس" تنشط منذ 40 عاما في تونس وماركاتها تحظى بشعبية بفضل جودة منتجاتها. هل تمتلكون الخبرة الكافية لتعويضها في هذا المجال؟ وهل ستكون صناعة المثلجات في أياد أمينة؟

 

تستخدم شركة "النسيم" أحدث آلات التصنيع الغذائي والتي تتميّز بمواصفات عالية المستوى بما يضمن جودة وسلامة المنتج الغذائي. لقد تحصلنا على عدّة شهادات في الجودة أهمّها علامة "إيزو 22000 " التي تتعلق بنظام سلامة الغذاء وهي أعلى شهادة جودة في العالم في الصناعات الغذائية. كما تحصلنا على علامة الجودة "إيزو 9001" عام 2008 وعلى علامة الجودة الليبية سنة 2006. علاوة على ذلك لدينا في ليبيا قرابة 75 بالمائة من حجم السوق ولا تتعدى حصة المنتوج الأجنبي 10 بالمائة وهذا عائد لجودة منتجاتنا ورضا المستهلكين بماركاتنا. وفي تونس لدينا خطّة لتطوير نشاط صناعة المثلجات وتوزيعها على كامل السنة بالشراكة مع مجموعة سلامة الرائدة في الصناعات الغذائية والتي تمتلك خبرة واسعة في هذا النشاط. كما ستقوم شركة "النسيم" باستغلال الموارد والإمكانيات المتاحة لديها لتوفير منتوجاتها التي تصنعها في ليبيا من أجل توزيعها بطريقة أكثر فاعلية لتغطية كافة مدن وقرى تونس. وإضافة إلى ذلك سنقوم بإدخال استثمارات كبيرة في المصنع الجديد وسنحافظ على حقوق ومكتسبات اليد العاملة كاملة ومن المتوقع أن ندعمها ونعمل على تطويرها في المستقبل.

 

أجرى الحوار: خميس بن بريك

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.