مذاق خاص لمباراة مصر والجزائر وسط أجواء متوترة بأنغولا

عندما انطلقت مباريات كأس إفريقيا 2010 في أنغولا لم تكن فرضية إلتقاء فريقا مصر والجزائر وجها لوجه من جديد قد تسرّبت بعد للأذهان، لكن الأقدار شاءت أن تضعهما في صراع جديد (يوم الخميس) بعد مقابلتهم التاريخية في القاهرة وأم درمان بالسودان، والتي شابتها أحداث دامية لا تشبه العروبة في شيء

مذاق خاص لمباراة مصر والجزائر في أجواء متوترة بأنغولا

 
 

عندما انطلقت مباريات كأس إفريقيا 2010 في أنغولا لم تكن فرضية إلتقاء فريقا مصر والجزائر وجها لوجه من جديد قد تسرّبت بعد للأذهان، لكن الأقدار شاءت أن تضعهما في صراع جديد (يوم الخميس) بعد مقابلتهم التاريخية في القاهرة وأم درمان بالسودان، والتي شابتها أحداث دامية لا تشبه العروبة في شيء.

 

الحجارة والسكاكين والكلام البذيء المستعمل بين الجماهير المصرية والجزائرية، والشتم والثلب في الإعلام المرئي والمسموع وفي الصحافة المكتوبة والإلكترونية من الجهتين كان مشروعا حتى نطق الإعلام الإسرائيلي قائلا إنها حالة حرب بين البلدين !

 

كل هذه المعطيات بتفاصيلها الكبيرة والجزئية من توتر في العلاقات الديبلوماسية بسحب للسفراء إلى أعمال الشغب وهروب العمالة المصرية من الجزائر ومقاطعة السياح الجزائريين لبلد الأهرامات يجب أن لا تخفي كذلك حقيقة الوضع الأمني المقلق في أنغولا.

 

إذ يشهد إقليم كابيندا الشمالية صراعات بين ميليشيات مسلحة وحكومة أنغولا لنيل استقلال الإقليم. ولا أحد ينسى أنّ جبهة تحرير دولة كابيندا هي من أعلنت مسؤوليتها عن الاعتداء الذي استهدف منتخب طوغو، الذي انسحب من المنافسة بمرارة.

 

وبالتالي سيكون الحذر العنوان الأبرز في هذه المباراة الفاصلة سواء كان ذلك على المستوى السياسي أو الأمني أو الإعلامي أو التكتيكي الكروي.

 

أمنيا، سارعت مصر من خلال وفدها الرّسمي إلى أنغولا، وعلى رأسهم رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر، بعقد جلسات طارئة مع السلطات الأنغولية لتكثيف الحضور الأمني حول النزل الذي يقيم فيه المنتخب المصري، الذي أسقط كل الشائعات التي كانت تحوم حول إمكانية انسحابه من مباراة النصف النهائي في صورة ما تقابل مع منافسه الجزائري.

 

كما كثّفت السلطات الأنغولية من إجراءاتها الأمنية حول الفندق الذي يقيم فيها المنتخب الجزائري خوفا من حدوث أيّ طارئ وتحسبا لوقوع أعمال شغب على الطريق المؤدية إلى الملعب بمدينة بانجيلا، لتفادي ما حصل في القاهرة، حيث تعرض المنتخب الجزائري إلى الرشق بالحجارة.  

 

كرويّا، يعي الجميع أن مواجهة مصر والجزائر ستكون معركة ثأر مصيرية لها مذاق مميّز خصوصا من جانب المنتخب المصري، الذي هو بحاجة ماسة لإقصاء الجزائر الذي خطفت منه بطاقة التأهل للمونديال.

 

وسيكون على المنتخب المصري الذي يسعى للحفاظ على اللقب الذي تحتكره منذ 4 سنوات أن يتجاوز عقبة كبيرة جدا إذا أراد الفوز باللقب الإفريقي للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه، وهو المنتخب الجزائري الذي فاز بنتيجة عريضة (3 مقابل 1) في مقابلة مذهلة للغاية على فريق ساحل العاج.

 

وعلى مدار 26 بطولة أحرز المنتخب الجزائري على اللقب مرة واحدة عام 1990، بينما فاز بالمركز الثاني عام 1980 ووصل للدور قبل النهائي أعوام 1982 و1984 و1988 ودور الثمانية أعوام 1996 و2000 و2004، بينما خرج من الدور الأول في باقي البطولات.

 

وبعد تأهله للمونديال على الفريق المصري سيسعى الفريق الجزائري إلى شق طريقه إلى نهائي كأس إفريقيا وربما الظفر به خصوصا وأن حظوظه وافرة في ذلك. وقد تسربت أنباء عن فتح جسر بين الجزائر وأنغولا لنقل أكبر عدد ممكن من الأنصار إلى مدينة بانغيلا، رغم أنّ وزير الرياضة الجزائري الهاشمي جيار قال إنه من المستحيل إعادة فعل ذلك مثلما حدث في الخرطوم.

 

وعلى كل حال حتى وإن توافدت أعداد قليلة من الجماهير المصرية والجزائرية نظرا لبعد المسافة أو غلاء المعيشة أو لأسباب أمنية، فإن هذه المباراة لن ينقصها الإثارة وستجذب أنظار العالم إليها. المهم هو حسن استخلاص العبر والتعلّم من الدروس السابقة حتى لا يتكرر الخطأ.

 

خميس بن بريك

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.