ضعف حملات الإشهار وراء ركود السياحة في تونس؟

على الرّغم من الإنجازات التي حقّقها قطاع السياحة في تونس، إلا أنّه مازال يخسر حصصا في السوق، بسبب منافسة شرسة من قبل الوجهات السياحية الأخرى التي تقوم برصد ميزانيات أكبر لحملاتها التسويقية. وقد انعكس الإنفاق المحتشم على الحملات الترويجية، سلبا على النشاط السياحي التونسي

ركود السياحة في تونس: الإنفاق المحتشم على الحملات الترويجية

 
 

على الرّغم من الإنجازات التي حقّقها قطاع السياحة في تونس، إلا أنّه مازال يخسر حصصا في السوق، بسبب منافسة شرسة من قبل الوجهات السياحية الأخرى التي تقوم برصد ميزانيات أكبر لحملاتها التسويقية في الخارج.

 

مقارنة بسيطة بين صورة الوجهة السياحية لبلادنا بصورة الوجهات المنافسة الأخرى تظهر الفرق الشاسع بين ما يعيشه القطاع السياحي في تونس من ركود وضبابية، وبين ما تعيشه الأسواق المجاورة كمصر والمغرب من نموّ.

 

فعلى مستوى الميزانيات، ترصد أغلب الوجهات المنافسة ميزانيات لحملاتها الترويجية بمعدّل 5 و6 أورو للسائح الواحد، بينما لا يتجاوز المجهود الترويجي للوجهة التونسية 2 أورو للسائح الواحد، على حدّ قول وزير السياحة سليم تلاتلي.

 

في السياق ذاته، يقول عادل بوصرصار وهو أحد المهنيين البارزين إنّ الميزانية المرصودة لعام 2009 من أجل الإشهار السياحي للمنتوج التونسي لم تكن كافية لتحقيق الأهداف المرسومة فيما يتعلق بعدد السواح والعائدات السياحية.

 

ورصدت تونس عام 2009 نحو 27 مليون أورو للإشهار السياحي، مقابل 49 مليون أورو للمغرب، و82 مليون أورو لتركيا. وبينما استقطبت تونس حوالي 7 ملايين سائح العام الماضي، توافد على المغرب أكثر من 8 ملايين سائح، و26 مليون سائح بالنسبة إلى تركيا، على حدّ قول بوصرصار.

 

وقد انعكس الإنفاق المحتشم على الحملات الترويجية، لاسيما في الوضع الراهن الذي تطغى عليه الأزمة العالمية، سلبا على النشاط السياحي التونسي. فقد أكد عادل بوصرصار على أنّ الموسم السياحي الحالي مازال يشهد ضبابية ولا يبعث على التفاؤل خاصة فيما يتعلق ببعض الأسواق التقليدية مثل السوق الألمانية، ولكن أيضا بالنسبة إلى السوق الليبية.

 

وطالب بوصرصار بإعداد برنامج إشهاري مكثف خلال الثلاثية المقبلة بالنسبة للأسواق التقليدية (فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، وإسبانيا)، مشيرا إلى الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات تزامن حلول شهر رمضان مع موسم الذروة السياحية في شهر أوت 2010.

 

وأشار إلى أنّ التعريف بالسياحة الصحرواية وبعض المناطق الداخلية مثل طبرقة لم تحقق بعد النتائج المطلوبة. وعرّج على غياب برامج التعريف بملاعب الصولجان في البلدان التي لها إمكانيات وافرة من السواح، الذين يتعاطون هذا النوع من النشاط (أنجلترا، ألمانيا)، مبينا في الوقت ذاته غياب حملات الإشهار الموجهة للسياحة الثقافية وسياحة التظاهرات التنشيطية في تونس.

 

وفيما يتعلق بسياحة الأعمال والمؤتمرات لم ترتق المجهودات التسويقية إلى سياسة واضحة، حسب رأي بوصرصار. أمّا سياحة الإقامة التي انتشرت في عديد البلدان مثل إسبانيا والمغرب فلم تحظ بالاهتمام في البرامج التسويقية لتونس خاصّة بسبب الإجراءات الإدراية (رخصة الوالي لشراء عقار بالنسبة للسواح). وطالب بوصرصار بإلغاء هذه الرخصة بالنسبة للمناطق السياحية.

 

كما اعتبر بوصرصار أنّ عدم فتح المجال الجوي التونسي لرحلات شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة أثر سلبا على سياحة الإقامة في تونس، على غرار المغرب الذي يستقبل حاليا 13 شركة طيران من هذا النوع، على حدّ قول بوصرصار.

 

على صعيد آخر، اعتبر وزير السياحة سليم التلاتلي أنّ من أسباب تراجع نموّ السياحة في تونس هو هيمنة متعهدي الرحلات الذين يفرضون سياساتهم التجارية على النزل التونسية، مشيرا في الوقت ذاته إلى حضور محتشم للوجهة التونسية على شبكة الإنترنت. وطالب بايلاء الإنترنت أهمية بالغة في جميع مكونات الحملات الترويجية للوجهة التونسية.

 

وقال إنّ "أهمية الإنترنت تكمن في ربطها بين كل المتدخلين في القطاع في منظومة واحدة تجمع بين نواحي التسويق وتنمية المنتوج ورضا الحريف".

 

خميس بن بريك

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.