لماذا يزور القائد العسكري الجنرال ويليام وارد تونس؟

يبدأ الجنرال ويليام وارد القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، يوم الجمعة 28 ماي 2010، زيارة رسمية إلى تونس تستغرق عدة أيام

لماذا يزور القائد العسكري الجنرال ويليام وارد تونس؟

 
 

يبدأ الجنرال ويليام وارد القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، يوم الجمعة 28 ماي 2010، زيارة رسمية إلى تونس تستغرق عدة أيام.

 

ولم تحدد السفارة الأمريكية بتونس في بيان لها، مدة هذه الزيارة، واكتفت بالإشارة إلى أنّ الجنرال وارد سيجري محادثات ومشاورات مع عدد من كبار المسؤولين التونسيين.

 

وأضافت أن وارد سيشارك أيضا في الإحتفالات بيوم الذكرى (Memorial Day )، كما سيعقد يوم الثلاثاء المقبل (01 جوان 2010) بسفارة الولايات المتحدة بضفاف البحيرة مؤتمرا صحفيا لتسليط الضوء على نتائج زيارته.

 

ويحتفل الأمريكيون بيوم الذكرى في آخر يوم إثنين من شهر ماي من كل عام، وذلك لتكريم الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا في ساحات المعارك، علما وأنه يوجد في تونس أكثر من مقبرة للجنود الأمريكيين الذين قُتلوا في الحرب العالمية الثانية.

 

وأشارت السفارة الأمريكية في بيانها إلى أن وارد يتولى قيادة (أفريكوم) منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عن تأسيسها في شهر فيفري من عام 2007.

 

وتعتبر هذه القيادة التي تتخذ من مدينة شتوتغارت الألمانية مقرا لها، واحدة من 6 قيادات عسكرية أمريكية موحدة جغرافيا ضمن هيكل واحد في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

 

وتهدف أمريكا من وراء تأسيس (أفريكوم) إلى تنسيق المصالح الأمنية والعسكرية الأمريكية في القارة الإفريقية، إلى جانب المساعدة في بناء القدرات الأمنية والعسكرية للدول الإفريقية ضمن ما يوصف بمحاربة الإرهاب.

 

ولاحظ مراقبون أن زيارة الجنرال الأمريكي إلى تونس تأتي فيما تتفاعل في المنطقة المغاربية تخوفات من تحوّل منطقة الساحل الإفريقي إلى وكر لأجهزة الإستخبارات الغربية، برزت في أعقاب المناورات العسكرية (فلينتوك 2010) التي نظمتها قيادة (أفريكوم) بالتعاون مع عدد من الدول المغاربية والإفريقية.

 

وبحسب تقارير إعلامية، فإن "حربا خفية" مدارها قضية محاربة الإرهاب تجري حاليا في المنطقة تشارك فيها قوى عالمية تريد التدخل بأي ثمن كي لا تفلت من يدها ورقة "محاربة الإرهاب" القابلة للإستخدام في مجالات متعددة".

 

ولفتت هذه التقارير إلى أن منطقة الساحل الإفريقي وبخاصة دولا مثل مالي والنيجر تشهد تواجدا وتوافدا كبيرين لضباط أمريكيين وفرنسيين باللباس المدني بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن النشاط الإرهابي في المنطقة الصحراوية.

 

وبرزت هذه المخاوف بعد إنتهاء المناورات العسكرية (فلينتوك 2010) التي نظمتها قيادة "أفريكوم" خلال الفترة ما بين الثاني والثالث والعشرين من الشهر الجاري،بمشاركة 10 دول مغاربية وإفريقية.

 

وشارك في هذه المناورات التي قادها الجنرال أونتوني هولمز نائب القائد العام للعمليات العسكرية الأمريكية في إافريقيا "أفريكوم"، نحو 1200 جندي منهم 600 من قوات المارينز و400 من الدول المشاركة، وهي بوركينا فاسو و مالي والنيجر والجزائر وموريتانيا ونيجيريا والسنغال والتشاد وتونس والمغرب، بالإضافة إلى حوالي 150 ضابطا وجنديا من بريطانيا وفرنسا.

 

واعتبر هولمز أن تلك المناورات هدفت إلى "ربط الصلة بين الدول الحليفة للولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب"، ولكنه ألمح إلى أنها قد تكون الأخيرة من نوعها في إفريقيا، بما يوحي بأن أمريكا قد تكون تخلت نهائيا عن السعي لإقامة قاعدة عسكرية لها في إفريقيا.

 

يشار إلى أن الإدارة الأمريكية سعت منذ الإعلان عن تأسيس قيادة (أفريكوم) إلى إيجاد مقر لهذه القيادة في إحدى الدول المغاربية المطلة على الصحراء الكبرى، ولكنها فشلت في ذلك رفضت هذه الفكرة معظم الدول الإفريقية التي لا تخفي خشيتها من تحول هذه القيادة إلى قاعدة عسكرية أمريكية دائمة في إفريقيا.

 

يو بي أي

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.