تونس: أمثلة عن الفوضى في حركة التنقل

يعيش قطاع النقل بتونس حالة توتر شديدة هذه الفترة. مشاريع بنى تحتية مفتوحة على أكثر من واجهة في تونس الكبرى، في وقت يكثر فيه التنقل لقضاء الحاجيات بفعل موسم العطل والإجازات وقدوم التونسيين بالخارج… مثال بسيط يمكن أن يحيل إلى مشكل كبير في حركة النقل، هو مشروع إعادة تهيئة طريق المرسى

تونس: أمثلة عن الفوضى في حركة التنقل

 
 

يعيش قطاع النقل بتونس حالة توتر شديدة هذه الفترة. مشاريع بنى تحتية مفتوحة على أكثر من واجهة في تونس الكبرى، في وقت يكثر فيه التنقل لقضاء الحاجيات بفعل موسم العطل والإجازات وقدوم التونسيين بالخارج…

 

ومع تضخّم أسطول السيارات بتونس وكثرة الأشغال واشتداد الحرارة أصبح الوضع صعبا ويستدعي التدخل من قبل السلطات المعنية لحل مشكل المرور والازدحام بطريقة أسرع.

 

مثال بسيط يمكن أن يحيل إلى مشكل كبير في حركة النقل، هو مشروع إعادة تهيئة طريق المرسى. لا أحد ينكر الفائدة التي ستتحقق من هذا المشروع. طريق بأربع مسارات في كل الاتجاهين. لكن الأمر الذي يثير تذمر أغلب السائقين هو أشغال توسعة الوادي المحاذي للطريق الرئيس للمرسى على مستوى مفترق طريق "العوينة" وعلى مستوى "البولينغ 1"، في نفس الوقت.

 

لقد تسببت أشغال الحفر وتوسعة هذا الوادي في ارباك كبير لحركة التنقل. فأصبح من غير الممكن دخول البحيرة بالسيارات من مفترق الطريق بجهة "العوينة"، وأصبح هناك تكدس كبير للعربات بمفترق "البولينغ 1"، المنفذ الوحيد الذي تبقى لدخول وخروج السيارات.

 

ثمّ أنّ الملاحظ يجد أنّ أشغال توسعة الوادي على مستوى المفترقين المذكورين لا يجد هناك تقدما كبيرا في الأشغال. بل بالعكس الأشغال تسير ببطئ شديد. كما أنّ الأشغال توقفت ليلا.

 

وقد تسبب فتح الأشغال في كل الواجهات دون تقدّم كبير محرز في ازدحام موري غير مسبوق، في وقت بدأ فيه العمل بالحصة الواحدة حيث تشتد الأعصاب والتوتر، في بلد ترتفع فيه الإصابات بمرض السكري إلى مستويات قياسية.

 

من ناحية أخرى، نظرة بسيطة على حركة التنقل داخل النقل العام يثير عدّة إشكاليات لعل أهمها راحة المسافرين وسلامتهم بالخصوص.

 

فبمناسبة "مهرجان الحوت" بجهة حلق الوادي، لاحظنا تأخرا كبيرا في وصول قطار (تونس-حلق الوادي-المرسى) المعروف بـ"تي جي أم".

 

ففي ساعات متأخرة من الليل، يتباطأ القطار في الوصول. لكن الأمر لا يقف عند هذا الأمر، لأنّ الاكتظاظ وتعمّد بعض الشبان لفتح الأبواب طيلة الرحلة يبث مخاوف كبيرة في صفوف الأطفال والنساء.

 

وقد شبه أحد المسافرين هذا القطار، الذي يعتبر إرثا عزيزا على شركة النقل وعلى التونسيين، بأنه قطار رعب، لأن انعدام السلامة فيه بسبب شدّة الاكتظاظ ووجود نساء يحملن أطفالهن بجانب أبواب مفتوحة في حالة سير القطار على السكك الملتوية يثير حقا الرعب. ومع ذلك تجد اللافتات معلفة مكتوب عليها "شركة نقل تونس تتمنى لكم سفرة ممتعة".

 

وفي الأيام القليلة الماضية، تسبب حادث مروري إثر تصادم عربة مترو الخفيف في شارع محمد الخامس بحافلة في سقوط جرحى من بين المسافرين، وكاد وقتها أن يسقط ضحايا لولا لطف الله.

 

فمن المسؤول عن كل هذه الفوضى؟ ولماذا لا يشتكي المواطنون التونسيون للمسؤولين عن مشاغلهم اليومية في النقل؟

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.