لماذا يتخلّف السياح الأثرياء عن زيارة تونس؟

تشهد أنماط الإيواء السياحي في العالم منافسة شديدة لاستقطاب شريحة من السياح تتمتع ب مقدرة شرائية عالية. غير أن ما تحقق في تونس يعتبر غير كافيا لجلب هذه الفئة من السياح، التي لها مواصفات خاصّة وعادات استهلاكية وترفيهية تتطلب بنى تحتية عالية الجودة وخدمات مرموقة وترفيه متواصل

لماذا يتخلف السياح الأثرياء عن زيارة تونس؟

 
 

تشهد أنماط الإيواء السياحي في العالم منافسة شديدة لاستقطاب شريحة من السياح تتمتع ب مقدرة شرائية عالية. غير أن ما تحقق في تونس يعتبر غير كافيا لجلب هذه الفئة من السياح، التي لها مواصفات خاصّة وعادات استهلاكية وترفيهية تتطلب بنى تحتية عالية الجودة وخدمات مرموقة وترفيه متواصل.

 

ففي الوقت الذي توفقت فيه بعض الدول المجاورة على غرار المغرب وبعض دول الخليج إلى استقطاب هذه الشريحة من السياح أمثال كبار الممثلين والفنانين والمستثمرين العالميين ذوي الإنفاق السياحي الهائل والذي بإمكانه أن يعوض عائدات مئات السياح العاديين، فإن القطاع السياحي في تونس لا يملك حاليا القدرة على جذب السياح ذوي الدخل المرتفع حتى أن المحطة السياحية ياسمين الحمامات التي تم تشييدها لجلب هذا الصنف من السياح لم تحقق الهدف المرسوم واقتصرت على السياحة المكثفة.

وبالنظر إلى أهمية هذا النمط السياحي تحركت وزارة السياحة في السنوات الأخيرة لاستقطاب شرائح جديدة من السياح تتميز بدخل مرتفع عبر إحداث أنماط جديدة من الإيواء السياحي وتوسيع قاعدة العرض قصد الاستجابة لمتطلبات نوعية راقية من الحرفاء لها عائدات استهلاكية مختلفة عن عادات الطبقة المتوسطة (سياحة المسنين والسياحة الاستكشافية والشاطئية).

 

وعملت الوزارة من خلال حرصها على استقطاب السياح ذوي الدخل المرتفع على تنويع وإثراء المنتوج السياحي عبر التشجيع على إنجاز المشاريع الفندقية الرفيعة من صنف 4 و5 نجوم وتطوير سياحة "الغولف" كمنتوج يتماشى ومتطلبات هذه الشريحة حيث توجد حاليا 10 ملاعب في طور الاستغلال مع برمجة 5 ملاعب أخرى، وكذلك دعم المركز الطلائعي للوجهة التونسية في مجال سياحة الاسترخاء حيث يبلغ عدد مراكز الاسترخاء بمياه البحر حاليا 48 مركزا.

غير أن ما تحقق يعتبر غير كافيا لجلب السياح، إذ أن النجاح في هذا الرهان الكبير يتطلب مثابرة وضبط إستراتيجية واضحة المعالم تمتد على المدى البعيد تأخذ في الاعتبار مزيد تجويد الخدمات السياحية وتطوير التكوين للعاملين في مثل هذا النشاط الذي يتجاوز التكوين التقليدي ليتطلب كسب معارف ومهارات عالية.

 

هذا فضلا عن الحرص المتواصل على ابتكار منتوجات سياحية جديدة خصوصية و نسوق في هذا الصدد غابات الشمال الغربي وخاصة غابات مدينة عين دراهم المهملة وغير الموظفة على الوجه الأكمل والتي بإمكانها أن تصبح مصدر جديد لاستقطاب السياح ذوي الدخل المرتفع.

 

غضافة إلى السياحة الصحراوية التي لم ترتق إلى حد الآن إلى مستوى المردودية المطلوبة رغم أنها بالإمكان أن تشكل منتوجا قادرا على جلب السياح ذوي القدرة الشرائية العالية من برمجة مسالك صحراوية تدخل في خانة سياحة المغامرات التي تستهوي هذا الصنف من السياح.

 

كما نشير إلى غياب سياسة إشهارية وترويجية واضحة موجهة أساسا إلى هذا الصنف من السياح الذين يتطلب جذبهم مقاربة مغايرة تماما عن الترويج التقليدي.

 

م.م

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.