بين الحكومة والشارع والإضراب : المأزق

يتواصل الاعتصام والتظاهر في ساحة القصبة منذ يوم الأحد مع وصول المحتجين القادمين من عدة مدن داخلية والتحامهم مع عديد الناشطين في الشارع اليوم. وفي الأثناء تتواصل اجتماعات الحكومة التي تحاول تخطي لحظات هذه الأزمة خاصة بعد دخول المعلمين في إضراب مفتوح اليوم سيلتحق بهم …



بين الحكومة والشارع والإضراب : المأزق

 

يتواصل الاعتصام والتظاهر في ساحة القصبة منذ يوم الأحد مع وصول المحتجين القادمين من عدة مدن داخلية والتحامهم مع عديد الناشطين في الشارع اليوم. وفي الأثناء تتواصل اجتماعات الحكومة التي تحاول تخطي لحظات هذه الأزمة خاصة بعد دخول المعلمين في إضراب مفتوح اليوم سيلتحق بهم الأساتذة غدا مثلما دعت إلى ذلك النقابات الوطنية في القطاعين…

ويعتبر عديد المراقبين أن الوضع الحالي وضع متأزم بشكل خطير مع استمرار المطالبة بتنحي الوجوه المتعاملة سابقا مع نظام الرئيس السابق من حكومة الإنقاذ الوطني بينما ينادي شق آخر من السياسيين بترك الحكومة الحالية تقود عملية المرور إلى الديمقراطية.

وقد أدى تأزم الموقف إلى اتهامات صريحة أو ضمنية لقيادة اتحاد الشغل بالمزايدة السياسية بينما ذهبت تحاليل أخرى إلى الجزم بأن القيادة النقابية الحالية قد فقدت في الواقع ميزان القوى لصالح الأجنحة الأكثر راديكالية صلب المنظمة والتي تعرف بقربها الإيديولوجي  من حزب العمال الشيوعي التونسي أو حركة الوطنيين  الديمقراطيين أو غيرهما من الأجنحة …

ولقد بدا واضحا صباح الاثنين أن تصلب المواقف المختلفة متأت أساسا عن غياب أي تزعم حقيقي للشارع من قبل أي جهة قريبة من الحكومة المؤقتة أو معارضة لها ؟  ولئن كان  الصعب القول اليوم أن الحركات اليسارية هي التي تحرك الشارع كله فإن أنصار الحكومة من جهتهم لم يستطيعوا إلى حد هذا اليوم التظاهر لفائدتها بالرغم عن أهمية تواجد حزب كحركة التجديد أو الحزب الديمقراطي التقدمي…

 

ويخشى البعض مع تواصل عملية شد الحبل الحالية أن تدخل البلاد دوامة عدم استقرار قد لا تحمد عقباها أو ربما استدعت تدخل الجيش مباشرة في العملية الانتقالية وهو الذي حافظ إلى حد الساعة على موقف محايد من جميع الأطراف. وفي المقابل يؤكد جانب آخر من الرأي العام أن على الحكومة أيضا أن تبدي بعض التنازلات في مسألة الوزراء القدامى وخاصة المتهمين بضلوعهم مع العهد السابق وذلك حفاظا على اللحمة الوطنية المتكونة بعد سقوط بن علي. ويشار في هذا الصدد أن بعض الوجوه السياسية مثل أحمد المستيري ومصطفى الفيلالي وغيرهما قد أطلقا مبادرة تدعو الرئيس المؤقت المبزع إلى حل الحكومة الحالية واختيار شخص آخر لتكوين حكومة ثانية…

 

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.