لماذا لم يتحوّل أعضاء الحكومة إلى الجهات؟

قامت ثورة 14 جانفي 2011 على مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة الجهات والاستجابة للمطالب العاجلة والمتمثلة أساسا في التشغيل. غير أن ما يلفت الانتباه في هذا الظرف الحساس هو عدم تحوّل أي وزير من هذه الحكومة أو مسؤول سامي بالدولة إلى المناطق الداخلية

لماذا لم يتحول أعضاء الحكومة إلى الجهات؟

 
 

قامت ثورة 14 جانفي 2011 على جملة من المبادئ والقيم لعل أبرزها تحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة الجهات والاستجابة للمطالب العاجلة والمتمثلة أساسا حسب الكثيرين في التشغيل.

 

غير أن ما يلفت الانتباه في هذا الظرف الحساس هو عدم تحوّل أي وزير من هذه الحكومة أو مسؤول سامي بالدولة إلى المناطق الداخلية وذات الأولوية للاجتماع بالمواطنين ومختلف الحساسية السياسية ومكونات المجتمع المدني بها وتفسير خطة الحكومة الوقتية لطمأنة الناس عن مستقبلهم الاجتماعي.

 

فمنذ تعيين أعضاء هذه الحكومة في صيغتها الثانية بعد خروج رموز النظام السابق، حصل شبه إجماع على التركيبة الجديدة واعتقدنا أنه أغلب الوزراء انصرفوا إلى العمل من أجل إيجاد الحلول الاستعجالية لفائدة الفئات المستهدفة.

 

إلاّ أن سرعان ما غابت الاجتماعات الشعبية واللقاءات بالمواطنين فاسحة المجال إلى اللقاءات التلفزية والإذاعية والحوارات لأعضاء الحكومة وتمرير خطاباتهم عبر هذه القنوات.

 

الوضع الراهن يتطلب أكثر من أي وقت مضى من أعضاء الحكومة وخاصة أولائك المهتمين بالملفات التنموية والاقتصادية النزول إلى الميدان والاتصال بالمواطنين والاستماع إلى مشاغلهم والعمل على حلّها، في تجسيم حقيقي وفعلي لمضامين ومبادئ الثورة.

 

أغلب الوزراء اقتصرت أعمالهم واجتماعاتهم على قبول المواطنين وممثلي الجهات في مكاتبهم، ما ضرّهم لو تحوّلوا إلى المناطق التي انطلقت منها الثورة المباركة والتصقوا بمشاغل المواطنين وأنصتوا إليهم بأذان صاغية وعاينوا معاناتهم اليومية المتواصلة.

 

ما يمكن التأكيد عليه أن الظهور في المنابر والحوارات التلفزية والإذاعية والحديث عن أبعاد الثورة وتقديم الحلول البديلة لمعالجة الإشكاليات التنموية يجب أن ترافقها رغبة قوية على الميدان لأنه الفيصل الحقيقي في كشف عديد الحقائق عن كثب.

 

نأمل في أن نرى أو نسمع عن تحوّل بعض أعضاء الحكومة إلى مختلف الجهات، لا أن نراهم جالسين على كراسي التنظير والتحليل وربّما كسب رضا وتعاطف المواطنين في المرحلة القادمة بعد انتهاء مهمة هذه الحكومة. 

 

م.ز

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.