قطاع السياحة يعيش أزمة خانقة

يتخبط قطاع السياحة في تونس في أزمة كبيرة بسبب عودة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار السياسي منذ قيام الثورة، وهو ما سيتسبب في نتائج كارثية على القطاع، بحسب بعض المهنيين.وشهد إقبال السياح على تونس من 01 جانفي 2011 إلى 20 فيفري 2011 تراجعا حادا بنسبة 50 بالمائة. وانخفض عددهم من حوالي 553 ألف سائح إلى نحو 277 ألف سائح…



قطاع السياحة يعيش أزمة خانقة

 

يتخبط قطاع السياحة في تونس في أزمة كبيرة بسبب عودة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار السياسي منذ قيام الثورة، وهو ما سيتسبب في نتائج كارثية على القطاع، بحسب بعض المهنيين.

 

وشهد إقبال السياح على تونس من 01 جانفي 2011 إلى 20 فيفري 2011 تراجعا حادا بنسبة 50 بالمائة. وانخفض عددهم من حوالي 553 ألف سائح إلى نحو 277 ألف سائح.

 

وتصدر الليبيون قائمة الوافدين بقرابة 126 ألف سائح، يليهم الفرنسيون بقرابة 37 ألف سائح. وهذا يدل على أنّ السياحة المغاربية تأتي في المقدمة، فيما تراجع إقبال الأوروبيين.

 

ويفسر المراقبون تراجع إقبال السياح الأوروبيين إلى التحذيرات التي أطلقها وكلاء الأسفار بعد انطلاق الانتفاضة منذ شهر ديسمبر الماضي، وإجلاء الرعايا الأوروبيين بعد سقوط النظام السابق.

 

وألغى كبار وكلاء الاسفار (توماس كوك، مارمارا…) رحلاتهم السياحية إلى تونس، استجابة لتوصيات الجمعية الأوروبية لشركات الأسفار، التي اعتبرت أنّ تونس وجهة سياحية "خطيرة".

 

وعلى هذا الأساس، أطلق محمد بالعجوزة رئيس الجامعة التونسية للنزل تحذيرا من أنّ خطر الإفلاس وإغلاق النزل التونسية بدأ يتربص بالكثيرين، خصوصا مع عودة الانفلات الأمني إلى البلاد.

 

وأشار إلى أنّ تواصل عدم الاستقرار بالبلاد سيؤثر سلبيا على القطاع وعلى الاقتصاد ككل. وقطاع السياحة هو مصدر رئيسي للعملة الصعبة وتنتفع به بصفة مباشرة حوالي 400 عائلة.

 

وأكد بالعجوزة أنّ أكثر من نصف النزل التونسية خالية من السياح. ويتساءل "إلى متى يمكن أن يتحمل أصحاب النزل التكاليف الباهضة لإدارة النزل ودفع الأجور في هذا الظرف الصعب؟".

 

من جهة أخرى، اشتكى من عدم استجابة وزارة السياحة لمطالب المهنيين، قائلا "نحن نسعى للحفاظ على مواطن الشغل والنشاط الاقتصادي ولا نطلب مساعدات مالية أو قروض وإنما نطلب من الوزارة أن تجدول لنا مصاريف الكهرباء والغاز والماء على الأقل".

 

ورغم أنّ الوضع الاقتصادي الذي تمرّ به البلاد "لا يبشر بخير"، إلا أنّ وزير السياحة مهدي حواص عبر عن تفاؤله، معتبرا أنّ هذه الأزمات ثمن طبيعي للحرية التي ستكون لها "نتائج طيبة" في المرحلة المقبلة على تونس.

 

وأكد حواص في ندوة صحفية جمعته –أمس الاربعاء- بكاتب الدولة الفرنسي للتجارة والسياحة فريديريك لوفافر أنّ هناك عمل ترويجي مشترك مع فرنسا لاستقطاب السياح الفرنسيين.

 

وشدد حواص على أنّه بإمكان تونس تدارك التأخير الحاصل الآن على مستوى الحجوزات والخروج بأقل الأضرار في الموسم السياحي الحالي، قائلا "مادام هناك الوقت فإننا سنتمر في المعركة إلى آخر لحظة".

 

وأطلقت وزارة السياحة -يوم 14 فيفري الماضي- حملة ترويجية على الإنترنت أطلقت عليها "أحب تونس"، في محالوة لاستمالة المتعاطفين الأجانب مع الثورة.

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.