حمى الانتصاب الفوضوي تجتاح العاصمة من جديد

منذ أسبوعين تحوّلت العديد من شوارع العاصمة إلى مرتع للانتصاب الفوضوي عبر انتشار العديد من الباعة يعرضون أنواعا متعددة ومتنوعة من المنتوجات المجهولة المصدر وذلك بيع بعض المنتوجات الغذائية على قارعة الطريق وبرز هذا المشهد جليا في شارع الحبيب بورقيبة وشارع فرنسا إحدى أهم الشوارع والشرايين الرئيسية لتنشيط الحركة السياحية في العاصمة…



حمى الانتصاب الفوضوي تجتاح العاصمة من جديد

 

منذ أسبوعين تحوّلت العديد من شوارع العاصمة إلى مرتع للانتصاب الفوضوي عبر انتشار العديد من الباعة يعرضون أنواعا متعددة ومتنوعة من المنتوجات المجهولة المصدر وذلك بيع بعض المنتوجات الغذائية على قارعة الطريق وبرز هذا المشهد جليا في شارع الحبيب بورقيبة وشارع فرنسا إحدى أهم الشوارع والشرايين الرئيسية لتنشيط الحركة السياحية في العاصمة.

وقد ظلّ هذا المشهد عدّة أيام بطريقة بدأ يجتح أغلب شوارع وأنهج العاصمة وفي ذات الوقت راق هذا الوضع حتى للعديد من المواطنين الذين وجدوا ضالتهم في اقتناء المنتوجات بأسعار لا تقبل المنافسة وفي ظرف يبحث فيه المواطن عن بضاعة تتناسب وقدرته الشرائية بعد الأحداث التي شهدتها البلاد.

 

هذا المشهد غير اللائق والمضر بالمشهد الجمالي العام للعاصمة أضحى غير مرغوب فيه بعد.الضغط الذي سلطه التجار وأصحاب المقاهي من الصنف الثاني على الجهات المسؤولة من كون هذه المنافسة غير الشريفة وكذلك رفض العديد من المواطنين لمثل التصرفات التي أتى بها هؤلاء الباعة العرضيين من انتصاب غير مقبول ومخالف لكل النواميس التجارية .

 

هذا الوضع دفع وزارة الداخلية إلى تحريم البيع العشوائي والانتصاب الفوضوي في الشوارع الرئيسية للعاصمة، النتيجة كانت إيجابية نسبيا من خلال تسجيل هدنة قصيرة في التقليص من حدّة الانتصاب الفوضوي.

 

غير أنّ المتجوّل في أرجاء العاصمة خلال الأيام القليلة الأخيرة يلاحظ بالتأكيد الرجوع القوي للانتصاب الفوضوي والذي تموقع هذه المرة في ساحة الجمهورية  وبالتحديد قرب محطة المترو وكذلك بجانب حديقة الباساج أين اتخذ عشرات الباعة من هذا الفضاء مكان لهم لعرض منتوجات مُخصصة للاستهلاك النسائي وبالتحديد مواد تجميل وعطورات مستلزمات الزينة.

 

العشرات والمئات من المواطنين وخاصة من النساء اللائي تجمّعن حول الباعة لمشاهدة هذه المنتوجات ومعاينتها عن قرب والتثبت من جودتها ومدّة صلاحيتها والتشاور فيم بينهن حول الاقتناء من عدمه، غير أنّ أغلب النساء والفتيات يقدمن على الشراء بسبب الأسعار المغرية جدّا لهذه المنتوجات التي لا تتجاوز 5 دنانير.

 

البعض من الباعة ممن حاورناهم أكدوا لنا الهدف الأساسي من هذا الانتصاب هو كسب لقمة العيش بشرف وعدم الانزلاق في متاهات الانحراف والاعتداء على المواطنين واعتبر البعض الآخر أنه في ظل ضيق فرص التشغيل على الذين ليس لهم مستوى علمي أو لم يتلقوا تكوينا مهنيا فإن الحل الأمثل على حدّ قولهم هو كسب قوتهم بشرف.

 

عدد الباعة يرتفع من يوم لآخر وينتشر ويتفرّع في الأنهج والشوارع المحاذية وحجم المواطنين يتوافد عليهم بالمئات إلى حدود تعطّل حركة المرور بشكل ملحوظ وقلق في أغلب الأحيان.

 

هذا الانفلات التجاري العشوائي وغير المنظم يطرح وجوب عودة أعوان التراتيب البلدية إلى سالف نشاطهم وتنظيم الانتصاب التجاري، بطرق مغايرة في التعامل مع هؤلاء الباعة والأخذ بعين الاعتبار الضغوطات الاجتماعية للباعة.

 

الثابت والمتأكد أن جهاز أعوان التراتيب البلدية في تونس يمر حاليا  بأزمة ثقة مع مكونات المجتمع بعد ما أقدمت عليه عونة التراتيب البلدية في سيدي بوزيد من سوء معاملة مع المرحوم محمد البوعزيزي الذي أقدم على حرق نفسه وبقية الحكاية يعرفها الشعب التونسي…

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.