حصيلة إيجابية لموسم الزراعات الكبرى رغم بعض الحذر

بالرغم من الأحداث التي مرّت بها البلاد والتي أفضت إلى قيام الثورة، تركّز الاهتمام في تونس على المسائل الأمنية والسياسية وهو أمر مفهوم ومعقول بالعلاقة مع الوضع الجديد الذي أصبحت عليه البلاد.
غير أن العديد من المواطنين تغافلوا عن الخوض في القطاعات الحيوية والإستراتيجية المرتبطة أساسا بالأمن الغذائي الذي يساهم في توفيره قطاع الزراعات من خلال العمل على إنجاح الموسم للحصول على صابة جيدة تؤمّن للبلاد والعباد…



حصيلة إيجابية لموسم الزراعات الكبرى رغم بعض الحذر

 

بالرغم من الأحداث التي مرّت بها البلاد والتي أفضت إلى قيام الثورة، تركّز الاهتمام في تونس على المسائل الأمنية والسياسية وهو أمر مفهوم ومعقول بالعلاقة مع الوضع الجديد الذي أصبحت عليه البلاد.

غير أن العديد من المواطنين تغافلوا عن الخوض في القطاعات الحيوية والإستراتيجية المرتبطة أساسا بالأمن الغذائي الذي يساهم في توفيره قطاع الزراعات من خلال العمل على إنجاح الموسم للحصول على صابة جيدة تؤمّن للبلاد والعباد.

وتشير البوادر الأولية إلى إمكانية الحصول على نتائج محترمة وإيجابية وتبعث على التفاؤل والطمأنينة على عكس الموسم الفارط الذي اضطرت الحكومة إلى توريد أكثر من 20 مليون قنطار لسد الحاجيات الوطنية من الحبوب.

وحول تقدم موسم الزراعات الكبرى 2010/2011، أفادت آخر التقرير الفلاحية من الجهات الفلاحية المعنية والمختصة بتاريخ 4 مارس الجاري
والتي تحصلنا عليها، إلى أن المساحات المبذورة بلغت حوالي 1.515 مليون هكتار (100 % من المساحات المبرمجة) مقابل 1.23 مليون هك في نفس الفترة من الموسم الفارط و تتوزع هذه المساحات على 906 ألاف هك في مناطق الشمال و609 آلاف هك في مناطق الوسط والجنوب

 

أما بالنسبة إلى الحبوب المروية فقد بلغت المساحات المبذورة حبوبا مروية حوالي 114 ألف هك مقابل 110 ألف هك في الموسم الفارط.

وقد شملت الرية الأولى بمياه السدود في المناطق السقوية حوالي 83 ألف هك (73%)، والرية الثانية حوالي 56 ألف هك (49%) والرية الثالثة 19 ألف هك (17%) والرية المجانية حوالي 22 ألف هك.

 

الحالة العامة للحقول

وبخصوص الحالة العامة للمزروعات بعد الأمطار الأخيرة التي عرفتها أغلب مناطق البلاد فقد
شهدت البلاد منذ بداية شهر فيفري وإلى اليوم نزول كميات هامة من الأمطار شملت أغلب مناطق الإنتاج مع انخفاض في درجات الحرارة. هذه الكميات المسجلة فاقت في أغلب الجهات وخاصة بمناطق الشمال الغربي المعدلات العادية للتساقطات حتى هذه الفترة من السنة.

وبالنظر إلى هذه المعطيات المناخية الملائمة التي تشهدها البلاد فإن الحالة العامة لمساحات الحبوب تحسنت كثيرا بالمقارنة مع الفترة الماضية التي سبقت الأمطار الأخيرة.

تقدم عمليات العناية والمداواة

وعلى مستوى تقدم عمليات العناية أفادت ذات التقارير أن التسميد الآزوتي وتقدم التزويد، شمل القسط الأول من عمليات التسميد الآزوطي حوالي 627 ألف هك (66%) والقسط الثاني 204 ألف هك و14 ألف هك القسط الثالث.

وفي هذا الصدد بلغت كميات الأسمدة الآزوتية الموضوعة بالجهات حوالي 131 ألف طن، مع توفر مخزون من مادة الأمونيتر لدى المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية للأسمدة الكيميائية يناهز 17 ألف طن. كما تم إعادة تشغيل مصنع الأمونيتر بقابس الذي يعمل بوتيرة 600 طن في اليوم وذلك لتلبية بقية حاجيات البلاد بالإضافة إلى إمكانية توريد 10 آلاف طن إضافية من الأمونيتر وذلك تحسبا لكل طارئ.

وفي جانب محور مقاومة الأعشاب الضارة فقد بلغت المساحات المداواة ضد الأعشاب الضارة حوالي 308 آلاف هك مقابل 258 ألف هك في الموسم الفارط. وتتوزع هذه المساحات على 259 ألف هك للمقاومة بالمبيدات ذات المفعول المزدوج و49 ألف هك للمقاومة بالمبيدات ذات المفعول الواحد.

 

الاستعدادات لموسم الحصاد والتجميع

انطلقت الاستعدادات لموسم الحصاد والتجميع لـتأمين حاجيات الموسم من قطع غيار وتل وأكياس وغيرها من المستلزمات وذلك بالتنسيق مع مختلف المؤسسات المعنية سواء بالتزويد أو بالتوزيع. وفي هذا الإطار يبلغ المخزون الحالي من تل الربط لدى مختلف المصنعين حوالي 5 آلاف طن من جملة برنامج متوقع بـنحو 11 ألف طن لهذا الموسم.

كما تم عقد جلستي عمل بديوان الحبوب (ستليها جلسات أخرى) حضر الأولى المجمعون الخواص والثانية الشركات التعاونية وذلك للنظر في مدى تقدم تحضيراتهم للموسم خاصة من حيث تهيئة المراكز حسب المواصفات وطاقات الخزن المتوفرة، هذا وقد أعربوا جميعا عن استعدادهم التام للمشاركة في إنجاح موسم الحصاد والتجميع المقبل، لكن في المقابل عبروا عن جملة من التخوفات نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وخاصة على المستوى الأمني.

 

مهدي الزغلامي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.