بين مورو في الوسط وحزب التحرير المتطرف بماذا سترد النهضة؟

يتضاعف عدد الأحزاب يوما بعد يوم وليس مستغربا أن نكون قد فقنا بعد عدد 70 حزبا بين من تحصل على الرخصة القانونية وبين من تحصل على وصل الإيداع وبين المنتظر استكمال الإجراءات المختلفة.
وما من شك في أن الأيام القادمة وتقدم ترسيخ المسار الديمقراطي كفيل بغربلة هذه التخمة من الأحزاب خاصة وأن العديد منها يتشابه في الرؤى والمقاربات السياسية مما سيسهل بعدئذ عمليات الدمج والتوحد…



بين مورو في الوسط وحزب التحرير المتطرف بماذا سترد النهضة؟

 

يتضاعف عدد الأحزاب يوما بعد يوم وليس مستغربا أن نكون قد فقنا بعد عدد 70 حزبا بين من تحصل على الرخصة القانونية وبين من تحصل على وصل الإيداع وبين المنتظر استكمال الإجراءات المختلفة.

وما من شك في أن الأيام القادمة وتقدم ترسيخ المسار الديمقراطي كفيل بغربلة هذه التخمة من الأحزاب خاصة وأن العديد منها يتشابه في الرؤى والمقاربات السياسية مما سيسهل بعدئذ عمليات الدمج والتوحد. ولكن هذه العمليات التوحيدية قد لا تكون دائما مفيدة من حيث أن بعض العائلات الفكرية سوف تواصل الانقسام إلى أجنحة متعددة لأهمية اختلاف المقاربات والقراءات لنفس المدرسة الإيديولوجية.

ويصح هذا الكلام على العائلة الفكرية القومية التي تتموقع اليوم في أكثر من أربع أحزاب مابين الناصريين والبعثيين والعصمتيين . كما يصح هذا الكلام على العائلة الوطنية الديمقراطية المنشقة ما بين أكثر من حزب .

وها أن الإسلاميين أيضا يدخلون خانة التعدد خاصة بعد أن تحصل حزب التحرير على تأشيرة العمل القانوني وبعد ما نشر حول عزم عبد الفتاح مورو إنشاء حزب إسلامي وسطي.

وبالرغم عن عدائه المعلن للدولة القطرية ولنظام الأحزاب وللديمقراطية ودعوته المجاهرة بنضاله من أجل إقامة نظام الخلافة في القرن الواحد والعشرين إلا أن مصالح وزارة الداخلية منحته التأشيرة دافعة بأمر الحسم فيه إلى الشعب الذي يجب أن يتولى ‘إفراد’ هذا الحزب المتطرف ما يستحق من عناية لأنه إحدى الفزاعات التي يجب أن تدفع الجميع لحماية الديمقراطية الناشئة.

ولكن تواجد هذا الحزب على الساحة العامة أفضل بكثير من منعه , فها أن أمينه العام عبد المجيد الحبيبي يصرح في ندوة صحفية بصريح العبارة أن حزبه لا تعنيه الانتخابات في شيء وأنه بمنع تكوين الأحزاب في دولة يحكمها , كما أن الناطق الرسمي باسم الحزب  رضا بلحاج يعلن أن حزب التحرير يرفض التمويل العمومي الذي يعتبره رشوة ويدعو إلى العودة إلى النقديات المعدنية بالذهب والفضة عوض الأوراق النقدية ..تفاديا لما أحدثته الأوراق النقدية من مشاكل..(هكذا)

ولا شك أن قياديي النهضة قد فرحوا داخليا لوجود هذا الحزب كيف لا وحركتهم تبدو أمام أطروحاته أكثر ديمقراطية وانفتاحا وهو بما يطرحه يجعل الساحة الإسلامية ذات جناح متطرف لا ينفع معه إلا التعامل مع الأكثر وسطية…اي حركة النهضة؟

ولكن هذه المعادلة قد تقلب السحر على الساحر ذلك أن الأستاذ عبد الفتاح مورو غاضب شديد الغضب حسب تسريبات المقربين منه مما اعتبره انتقاص من قيمته في الهيئة الجديدة للحركة التي أعلن عنها بعد الثورة .ولئن حاول علي العريض وغيره من القياديين تهدئة الخواطر بالتأكيد على أن الأستاذ مورو من القياديين الأساسيين والمؤسسين للحركة فإن ذلك لم يكف بالمرة . ولقد أعلن مورو جهارا انه ولئن لم ينفصل بعد عن حركة النهضة فإن المشاورات جارية مع عدة أطراف ومتواصلة حول تكوين حزب جديد من منطلق إسلامي وسطي ولكن مورو أكد أن المشاورات لم تنته بعد وان التأسيس لم تكتمل شروطه.

وبهذه الصورة وعندما يتكون حزب إسلامي ثان يكون أكتر وسطية من حركة النهضة التي لا تزال مكبلة بإرثها ألإخواني(نسبة إلى الإخوان المسلمين) تكون الساحة الفكرية  ذات المرجعية الإسلامية مكتملة بين يمين متطرف يمثله حزب التحرير وأفكاره الموغلة في الخلافة وبين يمين منفتح ومقترب أكثر من الساحة السياسة العلمانية وبين النهضويين المدعوين حينها إلى التموقع بين الجناحين.

ولا يجب أن ننسى في الواقع بأن هذا التحليل قد وقع تداوله في عهد الرئيس السابق إبان المواجهة مع الإسلاميين عندما نصح عديد الملاحظون والمتابعون للشأن السياسي بان تمنح تأشيرة لحزب إسلامي يقوده عبد الفتاح مورو مع تأشيرة  لحركة النهضة لخلق توازن على الساحة الفكرية الإسلامية يمنعها من الغلو في التطرف.

 

علي العيدي بن منصور

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.