الشاعر ادونيس يكتب عن الثورات التونسية والعربية

أزهارٌ لتحية الساحات والشوارع العربية
من يحاول أن يَسْتَعبد البشر، كمثل من يحاول أن يضرب عُنقَ الماء، أو كمثل مّن يقيّد الريح…



الشاعر ادونيس يكتب عن الثورات التونسية والعربية

 

أزهارٌ لتحية الساحات والشوارع العربية

-1-


من يحاول أن يَسْتَعبد البشر، كمثل من يحاول أن يضرب عُنقَ الماء، أو كمثل مّن يقيّد الريح .


-2-


لا أشرب إلا الماء

َ
الذي يسْتجيبُ لعطشي الذي لا يرْتوي .


-3-


نعم، يمكن «ترويض» الإنسان،


لكن كما تُروّضُ النارُ بالقناديل :


يُعطى لمساره شكلٌ آخر،


وتملأُ حياته بلهبٍ آخر .


-4-


أن تفكر هو أن تبتكر الطوفان والهجوم. أن تقيمَ الأعراسَ والأعياد فيما تمارس زلزلةَ الراهن .


أن تفكّر هو أن يخرجَ فكرك، هو أيضاً، من الورق الى الشارع .


الفكر فضاءٌ يجدّد الفضاء .


-5-


لا علاقةَ للحرب التي يخوضها الشعر بالحرب التي تخوضها السياسة :


السياسة هي ان ترى إلى أبعدَ مما يرى العدو،


الشعر هو أن تخترق العداوات كلّها، وأن تعلوَ عليها .


-6-


لا معنى لعملٍ تحدّه اليد .


لا معنى لمعنى تحدّه الكلمة .


المعنى تجاوزٌ وانفتاحٌ. ولا ينْحصر ولا ينْحد .


-7-


أَكْمِل عملَ التاريخ :


اتركْ على عتبة بيتهِ آثار خطواتك .


-8-


ما ذلك التاريخ الذي لا يعزف على أرغن الحياة


إلا بأصابع الموت؟


-9-


للضوء أجسامٌ لا يعرفها الضوء .


-10-


أفرادٌ – فرادات :


من الغيوم يصنعون قُمصانهم،


في كؤوسهم يسكبون الأيام .


-11-


كيف تُمزّق نبوّات الدجّالين – سياسيين ومنظّرين،


كيف يُصنع العالمُ بيد الحرية،


كيف تكتب القصيدة بلا كلمات،


كيف تُحرثُ الأرض بالحب، وتُحرسُ بالعدالة والكرامة :


ذلك ما نتعلّمه، الآن،


في شوارع المدن العربية وساحاتها .


-12-


كونوا حكماء عارفين :


ليس هناك حكّامٌ، ومحكومون،


هناك أحرارٌ، وطغاة .


تحدّثوا، إذاً، مع الحياة


كما لو أن كلاً منكم يتحدث مع المرأة الأولى


التي عاش معها حبّه الأول .


-13-


يكتب، بوصفه فرداً،


فلماذا لا يقرأ إلا بوصفه جمْعاً؟

 

(عن جريدة الحياة)

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.