تونس – استقالات فورية واتهامات خطيرة بالوصاية على الرياضة في انتخابات النادي البنزرتي

التصريح الذي أدلى به احد المرشّحين لمنصب الرئاسة في النادي البنزرتي، عبد اللطيف التركي ، لإذاعة ” شمس آف آم ” قبيل انطلاق فعاليات الجلسة العامة الانتخابية الخارقة للعادة، التي تواصلت إلى فجر السبت الفارط ، تصريح خطير لا ينبغي أن يمر مرور الكرام ، و الأخطر من هذا أن يكون ذلك التصريح في زمن …



تونس – استقالات فورية واتهامات خطيرة بالوصاية على الرياضة في انتخابات النادي البنزرتي

 

التصريح الذي أدلى به احد المرشّحين لمنصب الرئاسة في النادي البنزرتي، عبد اللطيف التركي ، لإذاعة " شمس آف آم " قبيل انطلاق فعاليات الجلسة العامة الانتخابية الخارقة للعادة، التي تواصلت إلى فجر السبت الفارط ، تصريح خطير لا ينبغي أن يمر مرور الكرام ، و الأخطر من هذا أن يكون ذلك التصريح في زمن خلنا أنه زمن الديمقراطية والشفافية والوضوح، و زمن القطع نهائيا مع الإقصاء والتهميش وعهد الوصاية و التعليمات في الرياضة والسياسة وكافة الميادين.

فقد أكد عبد اللطيف التركي أن النادي البنزرتي ما يزال يعيش عهد ما قبل الثورة التونسية التي شملت كل القطاعات والتي من أجلها كانت هذه الجلسة الانتخابية الاستثنائية. و أضاف التركي، الذي كان أول من قدم ملف ترشحه لرئاسة النادي البنزرتي ، أنه سحب ترشحه قبيل دقائق من انطلاق مداولات الجلسة و تلاوة التقريرين وذلك بعد منعه من الدخول إلى قاعة الجلسة و منعه من تسلم نسخة من التقرير الأدبي والتقرير المالي و تبرير ذلك بأن هناك  "تعليمات فوقية" .

    إن الحديث عن تعليمات و قرارات فوقية مثلما أشار إلى ذلك مرشح الرئاسة المنسحب قبيل انطلاق الجلسة العامة، يضع الديمقراطية في القطاع الرياضي موضع شك و حيرة ، فبعد أن خلنا أن الثورة في تونس ذهبت نهائيا بكل مظاهر الوصاية والتعليمات و التهميش والإقصاء واحتكار السلطة، ها أن "حادثة" عبد اللطيف التركي تدفعنا من جديد إلى إعادة النظر في ذلك كله ووجوب الوضوح والشفافية وترسيخ الديمقرطية والتعددية حتى لا تظل الرياضة والسياسة "قضيتين" في سلة واحدة.

وكانت الجلسة العامة الانتخابية للنادي البنزرتي ، قد شهدت حتى قبل انعقادها بيومين، اتهامات وحديث عن سرقة بطاقات الانخراط للدخول والتصويت كما اتهم المرشحون بعضهم البعض بشراء الانخراطات وتوزيعها على الأنصار لضمان أصواتهم في عملية الاقتراع.

       و أدت تلك الاتهامات والأحداث إلى انسحاب المرشح لمنصب الرئاسة "رياض مقداد" قبل أن يعلن عبد اللطيف التركي انسحابه احتجاجا على ما وصفه بسياسة التهميش وعدم مواكبة ثورة الشباب التونسية.

       وفاز المرشح المهدي بن غربية برئاسة النادي البنزرتي للمدة النيابية القدمة ( 2011-2013) عقب حصوله على 454 صوتا مقابل حصول المرشح خالد التراس على 443 من الأصوات.

 و فاز محمد رضا الشريف بخطة نائب رئيس ولكنه ما لبث أن أعلن استقالته بعد 24 ساعة لا غير من توليه الخطة مبررا ذلك بعدم اتفاقه مع رئيس النادي المنتخب المهدي بن غربية.

و أعلن الدكتور محمد رضا الشريف أنه تقدم إلى الانتخابات في مشروع جماعي وثنائي مع المرشح لمنصب رئيس خالد التراس ولكن عدم فوز هذا الأخير دفع به – على حد تعبيره- إلى الاستقالة من منصبه يوما واحدا بعد الانتخابات مؤكدا أن برنامجه الانتخابي و أفكاره تختلف تماما عن أفكار الرئيس الحالي
وفاجأت هذه الاستقالة الكثيرين في أوساط النادي البنزرتي لكونها رسخت عقلية الوصاية والتكتلات و المصالح الشخصية على حد قولهم.

ومن الوارد حسب آراء بعض رجال القانون أن يتولى سمير بن يعقوب تعويض رضا الشريف في منصب نائب رئيس بوصفه حائز على المركز الثاني في عدد الأصوات.

وستتم عملية تسليم المهام للمكتب الإداري الجديد للنادي البنزرتي اليوم الإثنين.

و يشار إلى أن الرئيس الجديد للنادي البنزرتي، المهدي بن غربية ، هو من مواليد تونس في 19 جوان 1973 ، درس في كلية الطب ولكنه انقطع عن التعليم بعد دخوله السجن سنة 1994 بسبب انتماءاته الطلابية والسياسية المعارضة ، وغادر أسوار السجن سنة 1999 حيث دخل علام التجارة و الأعمال وهو يشتغل حاليا كرجل أعمال في مجال السياحة والنقل والخدمات .

ويعتبر المهدي بن غربية من أصغر رؤساء أندية الرابطة الأولى سنا.

 

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.