متى تنتهي خرافة “زيارات” لجنة تقصي الحقائق إلى قصري قرطاج وسيدي الظريف؟ وأين صور المحجوزات؟

مرة أخرى ، تطالعنا لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة ببلاغ تقول فيه أنها أدت زيارة للقصر الرئاسي وحجزت مجوهرات وأموال وأسلحة ومخدرات وقطع أثرية…



متى تنتهي خرافة “زيارات” لجنة تقصي الحقائق إلى قصري قرطاج وسيدي الظريف؟ وأين صور المحجوزات؟

 

مرة أخرى ، تطالعنا لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة ببلاغ تقول فيه أنها أدت زيارة للقصر الرئاسي وحجزت مجوهرات وأموال وأسلحة ومخدرات وقطع أثرية.

وكانت اللجنة قد أعلنت في أوقات سابقة أنها أدت زيارات إلى القصرين الرئاسيين "قرطاج" و"سيدي الظريف" وحجزت فيهما جملة من الأشياء .

و كانت الزيارة الأولى قد تمت في فيفري الماضي ومثلت آنذاك مفاجأة للتونسيين بعد عرض صور خزانة الأموال الشهيرة في نشرة الأخبار بالتلفزيون الوطني . لكن منذ ذلك الوقت لم يقع بث أية صور عن الزيارات الموالية لهذين القصرين  وهو ما طرح بعض الشكوك لدى المواطنين حول حقيقتها ،حيث اكتفت اللجنة بالاعلان عن ذلك في ندوات صحفية أو وفق بلاغات
. كما أن اللجنة لم تعلن أيضا عن زيارات إلى قصور وإقامات أخرى كانت تابعة للرئس المخلوع ولعائلته وأصهاره على غرار قصر الحمامات وقصر عين دراهم وقصر مرناق… وقد تكون بها أموال ومجوهرات ووثائق هامة وأسلحة ومخدرات وآثار وهو ما قد يفسح المجال للاستحواذ عليها أو للتفويت فيها من قبل جهات أخرى لها امكانية الدخول إلى هذه المقرات.

غير أن السؤال الحقيقي الذي يتداوله كثيرون هذه الأيام هو لماذا تعددت الزيارات إلى قصري قرطاج وسيدي الظريف على امتداد أيام متباعدة ؟

فالبلاغ الأخير الذي أصدرته اللجنة حول أدائها زيارة إلى قصر سيدي الظريف يعود إلى منتصف أفريل المنقضي قالت فيه أنها عثرت على أكثر من 50 قطعة أثرية و على جناح طبي متكامل ومتطور ومجموعة من الأدوية.

وقبله ، وتحديدا يوم 8 مارس ، كان بلاغ آخر يفيد العثور داخل هذا القصر على 2كغ من مخدرات "الزطلة" ومبلغا ماليا طائلا وكمية هامة من قوارير الخمر الفاخرة.

فالإعلان عن هذه الزيارات للقصور الرئاسية وعن حجز أشياء "غريبة" بها لا يمر في كل مرة دون أن يخلف حوله الشكوك ..وفي كل مرة يعتبر البعض أن الأمر مقصود حتى ينشغل به الرأي العام عن المسائل السياسية الهامة والحساسة للبلاد ويتوقف عن المطالب السياسية التي قد تزعج بعض الأطراف ولا تخدم مصالحها  (مثلما انشغل بذلك خاصة في المرة الأولى عندما وقع بث الصور التلفزية للأموال وأيضا عندما وقع الإعلان عن حجز الزطلة في مكتب الرئيس السابق للبلاد حيث أصبح ذلك حديث القاصي والداني).

لذلك فإن الأسئلة المطروحة هي لماذا توزع اللجنة زياراتها إلى القصور الرئاسية على أوقات متباعدة (معدل مرة في الشهر تقريبا) ؟

فأول ما يتبادر إلى الأذهان هو أن اللجنة قضت إلى حد الآن أكثر من 3 اشهر وهي تزور قصري سيدي الظريف و قرطاج وهو ما يوحي إما بتباطؤ في عملها أو بتعمدها ذلك حتى تخرج علينا مطلع كل شهر ببلاغ من هذا القبيل لأسباب لا تعرفها إلا هي ؟  لماذا لا تقوم بزيارة واحدة إلى القصر المعني وتفتح كل خزائنه وغرفه و صناديقه دفعة واحدة وتحجز كل ما بداخله دفعة واحدة وينتهي الأمر؟ فهل لهذا الحد يتطلب عمل التقصي والتفتيش داخل قصر واحد أشهرا وأياما متباعدة ؟ أو لماذا لا تخصص اللجنة أيام عمل متتالية للقصر المقصود ثم تنهي عملها فيه وتتوجه إلى مكان آخر؟ لماذا لا يقع بث صور المحجوزات للرأي العام خاصة أن اللجنة تقول أنها توثق هذه الزيارات بصور الفيديو؟  ولماذا لم تعلمنا اللجنة إلى حد الآن بأدائها زيارات إلى أماكن مشبوهة أخرى  كانت تابعة للرئيس المخلوع وعائلته واكتفت بقصري قرطاج وسيدي الظريف ؟

أسئلة عديدة تبقى في انتظار الإجابة عنها من قبل لجنة عبد الفتاح عمر وهذه الإجابة تبقى أمر ضروري بالنسبة للجنة حتى تتفادى أقصى ما يمكن من الشكوك المحيطة بعملها .

و.ب.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.