تونس ـ وزير النقل والتجهيز ياسين إبراهيم: بطل في السباحة يسبح ضد التيار

يبدو أن وزير النقل والتجهيز ياسين إبراهيم قد جهّز نفسه جيدا لتقبل الانتقادات وهو يتنقّل من جهة إلى أخرى داخل الجمهورية ومن مكتب إلى آخر وادارة إلى إخرى وملف إلى ملف داخل وزارة وزارته…



تونس ـ وزير النقل والتجهيز ياسين إبراهيم: بطل في السباحة يسبح ضد التيار

 

 يبدو أن وزير النقل والتجهيز ياسين إبراهيم قد جهّز نفسه جيدا لتقبل الانتقادات وهو يتنقّل من جهة إلى أخرى داخل الجمهورية ومن مكتب إلى آخر وادارة إلى إخرى وملف إلى ملف داخل وزارة وزارته.

أغلب ما فيه مثير للغرابة فهو يأتي بغير المعقول وبما لم نتعود عليه حتى لكأن هذا البطل السابق في السباحة يسبح حاليا عكس التيار في الحياة السياسية.

"ديقاج أيها الوزير" العبارة ترددت في أكثر من مناسبة على مسمع ياسين ابراهيم الوزير الشاب (45 سنة) المتخرّج من المدرسة المركزية بباريس سنة 1989. لكنه لم يضعف ولم يرم منديله إلى اليوم على الأقل.

ما كان ابراهيم سياسيا ولا إداريا بل كان في بدايته رياضيا مختصا في السباحة فقد مارسها  ضمن الفريق الوطني التونسي ونال سنة 1988 البطولة الوطنية في السباحة الحرة لمسافات 200 متر و100 متر و50 متر كما توّج بعد سنة بطلا للمغرب العربي في اختصاص السباحة الحرة لمسافة 200. لكن نبوغه في الدراسة ثم في العمل ألقيا به في أعماق الإدارة ثم في وزارة متلاطمة الأمواج.

هل كان مدفوعا بحبه للسباحة أم محكوما بمغامرة الشباب أم مقيدا بالوازع الوطني والواجب المهني عندما نزع بدلة الوزير قبل نحو أسبوع وارتمى في مياه الشواطئ الشمالية لمدينة صفاقس التي تمنع فيها السباحة مند 33 سنة؟.

لم يتعود التونسيون وخاصة شباب ما بعد بورقيبة على مشاهدة رجل سياسة يسبح في شاطئ عمومي ويغامر بالسباحة في مياه كانت منذ سنة 1978 ملوثة بفضلات  الفوسفوجيبس لذلك اختلفوا في رد الفعل بين مستغرب ومندهش ومكبر ومستهزئ.

أنهى السيد الوزير سباحته غير المألوفة في صفاقس وعاد إلى العاصمة ليواصل السباحة ضد التيار, فخلال زيارة قادته إلى منطقة السيجومي (غرب العاصمة) عنّ له أن يدخل مقهى حيث احتسى قهوته مع والي تونس وبعض المواطنين فأعطى درسا في التواضع ثمّ همّ بالمغادرة.

قد يكون النادل في تلك المنطقة الشعبية قد توقع من قبل أي شيء إلا أن يتكرم وزير باحتساء قهوة من يديه ولهذا نتخيل ما أصابه من اضطراب وحيرة وصدمة لكن الوزير نسي دفع المقابل فاستيقظ النادل من صدمته جمع شجاعته ليطالب سيادة الوزير بمقابل ما احتساه.

"جل من لا يسهى" لا غرابة أن ينسى إبراهيم مثل هذه الأمور التافهة وهو المشغول بوزارة ذات رأسين (النقل والتجهيز) وعشرات الرؤوس التي تشرف على إداراتها. لكن الوزير وجد نفسه في ورطة … لم يكن معه مال أو بالأحرى "صرف" فتدخل الوالي ليدفع بدلا عنه.

كان الله في عون السيد ياسين ابراهيم. كأن معارضيه قليلون حتى يجعلهم أضعافا مضاعفة فهذا الوزير الذي يسبح ضد التيار لم يتورع قبل أسابيع عن إعلان انتمائه إلى حزب سياسي (حزب آفاق) عكس بقية الوزراء لذلك كثرت الانتقادات الموجهة إيه من الداخل (داخل الوزارة) والخارج.  


أهم هذه الانتقادات  صدرت عن هيئة المديرين بالشركة التونسية للملاحة وبعض الخطوط التونسية والشركات المتفرعة عنها وديوان الطيران المدني والمطارات ولا نعلم إن كانت ستدفعه نحو الاستقالة أم إنه سيفاجئنا بقرار ما أو تصرف معين يجعل من بطل السباحة السابق داخل القاعات بطلا لكل الأوقات في السباحة… عكس التيار.

عادل العبيدي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.