هل أصبحت التتويجات العالمية لتونس حكرا على أبطال الرياضات الفردية بعد تتويج انس جابر ؟

فتح تتويج لاعبة التنس التونسية “أنس جابر” بلقب دورة رولان غاروس الكبرى (مسابقة الوسطيات) في أوائل جوان الجاري، أبواب الحديث، مرة أخرى عن احتكار الرياضات الفردية للتتويجات والإنجازات الرياضية الدولية والإقليمية التونسية وغياب الاختصاصات الجماعية حتى عن مجرد التألق في أي من المسابقات الدولية…



هل أصبحت التتويجات العالمية لتونس حكرا على أبطال الرياضات الفردية بعد تتويج انس جابر ؟

 

فتح تتويج لاعبة التنس التونسية "أنس جابر" بلقب دورة رولان غاروس الكبرى (مسابقة الوسطيات) في أوائل جوان الجاري، أبواب الحديث، مرة أخرى عن احتكار الرياضات الفردية للتتويجات والإنجازات الرياضية الدولية والإقليمية التونسية وغياب الاختصاصات الجماعية حتى عن مجرد التألق في أي من المسابقات الدولية.

   وحققت أنس جابر إنجازا غير مسبوق على الصعيد الوطني والعربي والإفريقي كونها أول لاعبة تنس تتوج بإحدى دورات "غران شلام " الكبرى عندما فازت في الدور النهائي على منافستها "مونيكا بيوغ" من بورتوريكو.

   وأكدت اللاعبة التونسية، البالغة من العمر 17 عاما والتي تستعد لخوض منافسات دورة "ويمبلدون" نهاية الشهر الجاري، أن التتويجات التونسية في التظاهرات العالمية جاءت بفضل أبطال الرياضات الفردية.

القمودي بطل من ذهب


   وكانت البداية بمحمد القمودي العداء التونسي المختص في المسافات الطويلة والحائز على أربع ميداليات أولمبية.

   وأحرز القمودي أول ميدالية له خلال أولمبياد طوكيو 1964 حيث فاز بفضية سباق 10000 متر وواصل إنجازاته التاريخية في دورة أولمبياد مكسيكو 1968 حين حصل على الميدالية الذهبية في سباق 5000 متر وهي أول ميدالية ذهبية في تاريخ تونس. كما حصل في نفس الدورة على برونزية 10000 متر، وفي أولمبياد ميونيخ 1972 حصل على فضية سباق 5000 متر.

   ومن جانبه، وشح بطل الجيدو أنيس الونيفي، تونس بالذهب عندما توج ببطولة العالم للجيدو بمونيخ في 2001 في اختصاص وزن المتوسط.

تتويجات تاريخية للسباحة التونسية


   أسامة الملولي كان الأكثر تتويجا وعطاء لتونس وكان المثال في منح تونس الشهرة والمجد على الصعيد الرياضي وخاصة في الألعاب الأولمبية عندما توج بالميدالية الذهبية في أولمبياد بيكين 2008 في مسابقة 1500 متر سباحة حرة في 17 أوت  2008 . و تعتبر الميدالية الذهبية الأولمبية التي تحصل عليها أسامة الملولي في بيكين سابع ميدالية في سجل تونس الأولمبي وثاني ذهبية أولمبية في تاريخ تونس، وجاءت بعد 40 سنة من ذهبية البطل الأولمبي التونسي محمد القمودي في سباق 5000 م في الألعاب الأولمبية بمكسيكو سنة 1968 .

   وأصبح أسامة الملولي هو أول سباح عربي وإفريقي في التاريخ يتحصل على ميدالية ذهبية أولمبية في رياضة السباحة.

   وتوج الملولي أيضا ببطولة العالم للسباحة في روما 2009 وحافظ على لقبه في بطولة العالم بالإمارات العربية المتحدة في سبتمبر 2010 مؤكدا سيطرته العالمية على رياضة السباحة.

نتائج متواضعة للرياضات الجماعية

     وعلى العكس من ذلك كان نصيب الرياضات الجماعية منعدما من التتويجات على المستوى الدولي، ففي كرة القدم، ومنذ تحقيق أول انتصار في أول مباراة للمنتخب الوطني خلال مونديال الأرجنتين 1978 ، وذلك ضد منتخب المكسيك (3-1)، عجز منتخبنا عن تحقيق الفوز رغم مشاركاته الثلاث الأخيرة في كأس العالم 1998 و2002 و2006 واكتفى في كل مشاركة بتعادل وحيد وهزيمتين .

   وتواصلت النتائج السلبية في كرة القدم إذ لم يتمكن المنتخب الوطني من التأهل لكأس العالم 2010 ، وضمن مقعدا بصعوبة كبيرة في كأس إفريقيا للنسخة الفارطة بأنغولا ، وما يزال "نسور قرطاج" يبحثون عن "معجزة" من أجل التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 مطلع السنة القادمة.

كرة اليد: إشعاع ثم تراجع

      ولئن كانت نتائج المنتخب الوطني لكرة اليد على المستوى الدولي جيدة ببلوغ الدور نصف النهائي لبطولة العالم 2005 بتونس والدور النهائي لكأس العالم المصغرة في 2006 في السويد ،فإن الوضع تغير نحو الأسوأ في المسابقات الدولية منذ 2007 وتحديدا في بطولة العالم بألمانيا 2007، ثم في البرتغال 2009 وأخيرا في صربيا 2011، حيث تراوحت النتائج بين الانسحاب من الدور الأول أو في أفضل الحالات الدور الثاني .

   وفي دورات الألعاب الأولمبية، خيب منتخب كرة اليد، الذي واصل هيمنته فقط على الصعيد القاري، الآمال وعجز عن فرض ألوانه في دورات أولمبياد "سيدني 2000 " و"أثينا 2004" بل أنه لم يشارك في دورة "بيكين 2008".

الطائرة والسلة: نتائج هزيلة

   وكانت نتائج منتخباتنا الوطنية في كرة السلة والكرة الطائرة على الصعيد الدولي هزيلة، رغم التألق على الصعيد القاري والعربي، ولم ينجح المنتخب الوطني للكرة الطائرة في تجاوز الدور الأول لبطولة العالم خلال مشاركته في دورات إيطاليا 2008 و اليابان 2010 أو في الألعاب الأولمبية.

   أما في كرة السلة فالوضع كان أصعب وأسوأ وكانت أول مشاركة لمنتخبنا الوطني في بطولة العالم بتركيا في صائفة 2010 مرتبطة بالهزيمة في المقابلات الخمس التي خاضتها تونس في الدور الأول والانسحاب بالتالي مبكرا من المونديال.

   والملاحظ أن مشاركات المنتخبات الوطنية للرياضات الجماعية الأربعة وهي كرة القدم وكرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة في التظاهرات الدولية كانت في مجملها مخيبة للآمال ولا تستجيب للطموحات بل أنها اقترنت بالانسحاب من الدور الأول باستثناء مشركة منتخب كرة اليد في بطولة العالم 2005 وفي كأس العالم المصغرة 2006 بالسويد، وعلى العكس من ذلك كانت التتويجات العالمية للرياضة التونسية مقتصرة على الألعاب الفردية على غرار السباحة وكرة المضرب والجيدو وألعاب القوى.

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.