تراجع مداخيل السياحة في تونس بقرابة 545 مليون دينار

أكد المدير العام لديوان السياحة الحبيب عمار أنّ قطاع السياحة يعيش حاليا أكبر أزمة في تاريخ تونس، مشيرا إلى تراجع حاد في المداخيل السياحية وتوافد السواح الأجانب منذ بداية العام الحالي…



تراجع مداخيل السياحة في تونس بقرابة 545 مليون دينار

 

أكد المدير العام لديوان السياحة الحبيب عمار أنّ قطاع السياحة يعيش حاليا أكبر أزمة في تاريخ تونس، مشيرا إلى تراجع حاد في المداخيل السياحية وتوافد السواح الأجانب منذ بداية العام الحالي.

 

وقد تراجعت المداخيل السياحية منذ بداية العام إلى حدود 10 جوان الحالي بنسبة 51 بالمائة بالدينار التونسي وبنسبة 53 بالمائة بالأورو، وتبلغ قيمة النقص في المرابيح خلال الفترة المذكورة حوالي 545 مليون دينار.

 

أمّا بالنسبة إلى عدد الليالي المقضاة فقد سجلت هي الأخرى تراجعا بنسبة 55.3 بالمائة، كما تراجع عدد السياح من الجنسيات المختلفة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام بنسبة 41 بالمائة.

 

وتراجع عدد الوافدين من السوق الأوروبية بنسبة 53 بالمائة، فيما تراجع عددهم بالنسبة إلى السوق المغاربية بنسبة 41 بالمائة، بسبب المخاوف التي يبديها متعهدو الرحلات من عودة الانفلات الأمني للبلاد.

 

وفيما يتعلق بالحجوزات المسبقة في فصل الصيف فقد تراجع عدد الحجوزات بنسبة 52 بالمائة، فيما تراجعت منذ شهرين بنسبة 72 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

 

وتعوّل وزارة السياحة، على حدّ قول المدير العام لديوان السياحة الحبيب عمار، على "حجوزات آخر دقيقة" لتفادي الانتكاسة التي يواجهها قطاع النزل والمطاعم السياحية وكل المتدخلين في القطاع.

 

ويقول الحبيب عمار "لدينا آمال كبيرة معلقة على الحجوزات في آخر دقيقة"، مبرزا أن هذه الحجوزات حسنت من المداخيل السياحية في السنوات الماضية باعتبار أنها كانت بنسب "هامة".

 

وفي انتظار أن يستعيد قطاع السياحة عافيته قامت وزارة السياحة بحملات تفقدية على الوحدات السياحية لرفع النقائص من دون اتخاذ قرارات بغلق الفنادق المخالفة لقواعد العمل.

 

وفي السياق، يقول الحبيب عمار إنّ الزيارات التفقدية من شأنها أن تعطي فكرة على النقائق الموجودة حاليا لتداركها من خلال العمل على تحسين ظروف إقامة السياح وتهيأة المناخ الجيد لقضاء عطلهم الصيفية.

 

وبالنسبة إلى حملات تنظيف المناطق السياحية، قامت وزارة السياحة بتخصيص ميزانية قدرها 300 ألف دينار لتنظيف الشواطئ والمناطق السياحية بالتنسيق مع البلديات.

 

أما فيما يخصّ الحملات الترويجية، باشرت وزارة السياحة بخطة عمل تستهدف جلب 600 وكالة أسفار ومتعهدي رحلات لزيارة تونس لاطلاعهم على المناخ الأمني العام للبلاد.

 

كما قامت بدعوة قرابة 200 صحفي من وسائل إعلام أجنبية حتى يتعرفوا على مكتسبات السياحة التونسية ويطلعوا بمفردهم على الجوّ العام، الذي تعيشه البلاد وحتى تكون الرسالة التي سيمررونها في صحفهم الأجنية ذات مصداقية أكبر.

 

وبالنسبة إلى السياحة المغاربية، خصصت وزارة السياحة ميزانية بقيمة 700 ألف دينار للترويج للوجهة التونسية في الجزائر، مقابل 200 ألف دينار كان يقع تخصيصها في السابق لهذا الغرض.

 

وفيما يهمّ السياحة الداخلية، أكد الحبيب عمار أنّ سلطة الإشراف بصدد العمل على توجيه أنماط الإيواء في المستقبل نحو الإقامات التي تتماشى أكثر مع خصوصيات العائلة التونسية باعتبار ارتفاع أسعار النزل.

 

وأشار إلى أنّ السياحة الداخلية في تونس بقيت مهمشة ولا تمثل سوى 8 بالمائة من الليالي المقضاة، باعتبار أن الاستراتيجية السياحية كانت تفكر بالأساس في جلب العملة الصعبة من الخارج.

 

وأوضح أنه لا يوجد تمييز على مستوى التعريفات في النزل والمطاعم بين المواطن التونسي والأجانب، قائلا إنّ التعريفات المنخفضة للأجانب تعود إلى طريقة عمل متعهدي الرحلات الكبار في الخارج الذين يشترون الإقامات في النزل قبل 7 و9 أشهر قبل انطلاق موسوم الذروة، وبالتالي ينتفعون بتعريفات منخفضة.

 

وأشار إلى أن هناك غياب على مستوى متعهدي الرحلات التونسيين، الذين كانوا بإمكانهم أن ينشطوا السياحة الداخلية من خلال القيام بحجوزات مسبقة ومنح حرفائهم التونسيين بتعريفات منخفضة.

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.