قايد السبسي يسحر رجال الأعمال بصفاقس بكلامه ودعابته رغم سوء التنظيم

كانت الرّحلة التي اصطحبنا فيها الوزير الأول الباجي قايد السبسي، عشية أمس، إلى صفاقس لافتتاح الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي مليئة بالطرائف…



قايد السبسي يسحر رجال الأعمال بصفاقس بكلامه ودعابته رغم سوء التنظيم

 

كانت الرّحلة التي اصطحبنا فيها الوزير الأول الباجي قايد السبسي، عشية أمس، إلى صفاقس لافتتاح الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي مليئة بالطرائف.

 

البداية كانت بتأخر طويل في إقلاع الطائرة التابعة للخطوط التونسية باتجاه صفاقس بسبب إجراءات التثبت في السلامة التقنية للطائرة، مع أنّ هذه الأمور كان يجب القيام بها من قبل.

 

ولمّا زاد التأخير عن حدّه بدأت الشكوك تحوم وطلب مسؤولون بالخطوط التونسية من الوزير الأول والفريق الوزاري المرافق النزول من الطائرة وركوب حافلة وقع استقدامها إليهم.

 

ووسط اندهاش الصحفيين نزل الوزير الأول ومن معه من وزراء (وزير التنمية الجهوية عبد الرزاق الزواري ووزير التجارة والسياحة مهدي حواص ووزير الصناعة والتكنولوجيا عبد العزيز الرصاع) وحراس شخصيين من الطائرة، فيما تسرب خبر عن إمكانية تغيير الطائرة لاحتمال وجود عطب.

 

لكن قائد الطائرة طلب في الأخير منهم العودة للطائرة بعد استكمال إجراءات التثبت وهو ما حصل رغم استياء الوزير الأول. وقبيل إقلاع الطائرة حاول صحفي شاب بإحدى الإذاعات انتهاز الفرصة وباغت الوزير الأول بسؤاله مباشرة على الهواء، ودون استئذان، عن رأيه في احتمال وجود عطب بالطائرة، لكن إلحاح الصحفي في السؤال دفعه الثمن، بعدما طلب منه الوزير الأول بالابتعاد والكف عنه قائلا له بالعامية: "فك … ".

 

لكن هذه العبارة التي يقصد بها التونسيون في العادة (هذا يكفي) أعاد استخدامها الوزير الأول ثانية لكن هذه المرّة خلال افتتاح معرض صفاقس الدولي أمام حضور غفير من رجال الأعمال، في محاولة منه لإنهاء بعض المناوشات والمشادات الكلامية بين بعض الأشخاص داخل قاعة الاجتماعات. 

 

فما أن ألقى الرئيس الجهوي للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة ورئيس جمعية معرض صفاقس عبد اللطيف الزياني مداخلته حتى همّ بضعة أشخاص من آخر القاعة بالصياح في إشارة إلى عدم رغبتهم في وجوده.

 

لكن الوزير الأول حاول أن يهدأ الوضع وتقدم بسرعة باتجاه المنصة وطلب بروح دعابية من أحد المحتجين بالإنصات إلى ما سيقوله، لكن استمرار المحتج في رفع صوته، جعل الوزير الأول يقول له: "هيا فك … "، وهو ما أثار ضحك الجميع وهمّ الحضور بالتصفيق بحماس كبير قبل أن يقرأوا جميعا النشيد الوطني.

 

لقد نجح الوزير الأول بفضل طلاقة لسانه وخفة دمه وروح دعابته في الاستحواذ على تركيز كل الحاضرين في القاعة، التي خيم عليها الصمت رغم ظهور علامات الفوضى وسوء تنظيم لا يليق برجال الأعمال ولا بسمعة معرض صفاقس الدولي.

 

ولم يختلف خطاب الوزير الأول كثيرا عن خطابه السابق في قصر المؤتمرات بالعاصمة، إلا أنّ الرسالة التي وجهها إلى رجال الأعمال بصفاقس كانت واضحة وهي ضرورة مثابرتهم في العمل والاستثمار وخلق مواطن الشغل وأنّ الحكومة ستكون إلى جانبهم كغيرهم من رجال الأعمال في البلاد.

 

خ ب ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.