أخصائي في الطب الرياضي يحذر: النسق الماراطوني وتواصل البطولة في جويلية خطر على صحة اللاعبين

انتهت كل الدوريات في العالم باستثناء البطولتين المصرية والتونسية اللتين يتواصل نشاطهما في الجولات الأخيرة وخاصة البطولة التونسية التي يسدل عليها الستار يوم الأربعاء 13 جويلية الجاري ليفسح المجال إثر ذلك لمباريات الدور نصف النهائي والنهائي للكأس يومي 21 و25 جويلية 2011.



أخصائي في الطب الرياضي يحذر: النسق الماراطوني وتواصل البطولة في جويلية خطر على صحة اللاعبين

 

انتهت كل الدوريات في العالم باستثناء البطولتين المصرية والتونسية اللتين يتواصل نشاطهما في الجولات الأخيرة وخاصة البطولة التونسية التي يسدل عليها الستار يوم الأربعاء 13 جويلية الجاري ليفسح المجال إثر ذلك لمباريات الدور نصف النهائي والنهائي للكأس يومي 21 و25 جويلية 2011.
ويمكن اعتبار الموسم الكروي 2010ـ 2011 استثنائيا بكل المقاييس إذ شهد تقطّعات بالجملة وإضرابات للحكام وتأجيل لعديد المقابلات بسبب أحداث العنف والانفلات الأمني الذي شهدته بلادنا خلال الثورة.
واضطرت أندية الرابطتين الأولى والثانية لكرة القدم إلى مواصلة نشاط البطولة حتى شهر جويلية الجاري، وخوض مباراة كل ثلاثة أيام وهو نسق مرتفع جدا للاعب التونسي وغير اعتيادي له، كما أن اللعب خلال شهر جويلية وفي حرارة عالية جدا وتصل إلى 40 درجة مائوية يمثل خطرا كبيرا على صحة اللاعبين ويهدد حياتهم.
وحذر الدكتور محسن الطرابلسي الطبيب المتخصص في الرياضة ورئيس اللجنة الطبية في النادي الإفريقي من مضاعفات اللعب في مثل هذه الأجواء الحارة تحت حرارة شديدة فضلا عن اللعب مقابلتين في الأسبوع.
وقال الدكتور الطرابلسي في تصريح خاص بالمصدر اليوم السبت إن اللاعب التونسي غير متعود على اللعب مباراة كل ثلاثة أيام وهو النسق المعتمد في البطولات الأوروبية القوية مثل البطولة الإيطالية والأنقليزية والاسبانية، كما أنه من الصعب التأقلم مع اللعب في درجة حرارة عالية ومن غير الطبيعي أن يجد اللاعبون أنفسهم في هذا الوضع المرهق.
وقال رئيس اللجنة الطبية للنادي الإفريقي: "في مثل هذا النسق من المقابلات (مباراة كل 72 ساعة) سيكون من الصعب على أي لاعب تونسي التأقلم بدنيا مع النسق القوي فاللاعبون في تونس متعودون على خوض مباراة واحدة أسبوعيا وأحيانا أقل من ذلك كما أنه من النادر جدا أن تتواصل البطولة إلى منتصف شهر جويلية، هذا العام أجبرت الثورة الرابطة المحترفة لكرة القدم على مواصلة النشاط إلى يوم 25 جويلية 2011 (موعد الدور النهائي لكأس تونس ) والخطر يتهدد صحة اللاعبين خاصة أمام موجة الحرارة التي تشهدها البلاد.
وشدد على أن معدل اللاعب التونسي لا يتعدى مباراة كل 5 أيام على أقصى تقدير وأن العب كل ثلاثة أيام سيكون مجازفة محفوفة بالمخاطر الصحية الوخيمة.
وأوضح طبيب النادي الإفريقي أن الهياكل الرياضية والجامعة التونسية لكرة القدم لا تستشير بالمرة الأخصائيين في الطب الرياضي عند برمجة مقابلات البطولة أو رفع نسق المباريات أو اللعب في ساعات الظهيرة، مشيرا إلى أن عديد اللاعبين كانوا ضحايا الإصابات بسبب تتالي المباريات لاسيما في نهاية الموسم.
ويذكر أن آخر جولة من بطولة هذا الموسم تدور يوم الأربعاء 13 جويلية أما نهائي الكأس فيجرى يوم 25 جويلية الجاري،وكانت الرابطة أخرت موعد انطلاق المقابلات بداية من هذا الأسبوع إلى الساعة الخامسة مساء عوضا عن الرابعة والنصف بعد تذمر اللاعبين والمدربين بخطورة خوض المقابلات في مثل هذه الأجواء والصعوبات المناخية، وقال سيف الله المحجوبي لاعب الشبيبة القيروانية إن على الجامعة مراجعة هذا التوقيت القاسي على اللاعبين مضيفا أنه خاض مباريات عديدة في أدغال إفريقيا ولم يواجه مثل هذه الحرارة الخانقة والتي تمثل خطرا محدقا على اللاعبين.
ومن جهته، صرح سيف غزال قائد النجم الساحلي بأن اللاعبين هم الضحية الكبرى لهذا النسق غير الاعتيادي للمقابلات خاصة للأندية التي تراهن على اللقب أو تلك التي تلعب من أجل تفادي النزول.
وقال غزال الذي خاض تجربة الاحتراف الأوروبي مع نادي "يونغ بويز بارن " السويسري: "من الواضح أن اللاعب التونسي سيجد صعوبات بالجملة في نهاية الموس الذي مازال فيه 4 جولات ضمن البطولة وجولتين في الكأس ،وإذا أضفنا إلى ذلك ارتفاع درجات الحرارة فإن العواقب ستكون وخيمة على صحة اللاعبين".
وأجمع الكثيرون على الأضرار الصحية الخطيرة المتوقعة على صحة اللاعبين وعلى أدائهم في هذه الظروف التي سيكونون مجبرين على التعامل معها وإن بصعوبة لإكمال الموسم الأطول في تاريخ كرة القدم التونسية والذي انطلق يوم 27 جويلية 2010 وينتهي يوم 21 جويلية 2011.

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.