رياح الثورة التونسية تنبعث من سيدي بوزيد لتجوب العالم العربي نحو بريطانيا

الأحداث التي تشد انتباه العالم الآن لا تحدث في تونس أو مصر أو أي دولة عربية تتوق إلى الحرية والديمقراطية إنما الأحداث تدور في بريطانيا عندما قتلت الشرطة بالرصاص رجلا أسود عمره 29 عاما أثناء محاولة اعتقاله لتندلع أعمال الشغب في كل من مانشستر وسالفورد …



رياح الثورة التونسية تنبعث من سيدي بوزيد لتجوب العالم العربي نحو بريطانيا

 

الأحداث التي تشد انتباه العالم الآن لا تحدث في تونس أو مصر أو أي دولة عربية تتوق إلى الحرية والديمقراطية إنما الأحداث تدور في بريطانيا عندما قتلت الشرطة بالرصاص رجلا أسود عمره 29 عاما أثناء محاولة اعتقاله لتندلع أعمال الشغب في كل من مانشستر وسالفورد وولفرهامبتون ونوتنغهام وليستر وبرمنغهام ، وكذلك أعمال نهب وترويع وحرق عمد من أعنف أعمال الشغب في العاصمة البريطانية منذ سنوات في حين كانت الأوضاع هادئة إلى حد كبير في العاصمة لندن وتم على اثر ذلك اعتقال مئات الشباب على خلفية تلك الأحداث .

وفي وقت لاحق أكد مسؤول سياسي في بريطانيا أن هذه الأحداث لها علاقة قوية بالثورة التونسية التي أججت روح الغضب والاحتجاج والثورة لدى باقي الشعوب الأخرى ليست العربية فقط وإنما الأوروبية كما حصل في اسبانيا.

وربما غليان الشعوب والاحتجاجات أسبابها تختلف من مكان لأخر فالبلدان العربية تحتج توقا للحرية والديمقراطية في حين البلدان المتشبعة بالحريات تحتج توقا للمساواة ونبذا للعنصرية والطبقية.

و عندما ندقق في الأوضاع الحاصلة في بريطانيا يتبين لنا بالكاشف أن السيناريو يعيد نفسه إذ ما حصل في تونس تكرر في مصر ليتكرر مرة أخري في بريطانيا حين شكل المئات من سكان لندن في الليلة الفاصلة بين  الثلاثاء والأربعاء، لجانا شعبية في شوارع عاصمة المملكة المتحدة لحماية مساكنهم و أحياءهم ومحلاتهم التجارية ولمساعدة الشرطة من الأعمال التخريبية التي اعتبر العديد من المسؤولين السياسيين أنها من أسوء  أعمال الشغب منذ 30عاما.

كما لقي ثلاثة رجال حتفهم بعدما صدمتهم سيارة في خضم أعمال الشغب في مدينة برمنغهام البريطانية. وذكرت الشرطة صباح اليوم الأربعاء أن الحادث وقع ليلة الثلاثاء عند إحدى محطات البنزين وسط المدينة. وأضافت الشرطة أن جميع الرجال الثلاثة لقوا حتفهم في المستشفى متأثرين بجروحهم الخطيرة.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" استنادا إلى شهود عيان أن الرجال الثلاثة كانوا يحاولون حماية مبنى سكني من مثيري الشغب. وذكر رجال الإسعاف أن نحو 80 شخصا كانوا متواجدين عند محطة البنزين عندما وصلوا.

وكانت الشرطة البريطانية أعلنت أمس الثلاثاء مقتل أول ضحايا أعمال الشغب في لندن. وقد لقى الشاب (26 عاما) حتفه في المستشفى بعدما أصيب ليلة الاثنين بطلقات نارية .

 انتشر ألاف من أفراد الشرطة في شوارع لندن مساء يوم الثلاثاء للتصدي لمشاغبين ولصوص عاثوا فسادا في بعض أنحاء العاصمة البريطانية دون رادع في الليالي الثلاث الماضية .

وسعى زعماء بعض الطوائف إلى تفسير أسوأ أعمال عنف في لندن منذ عقود بأنها ترجع إلى الفوارق المتزايدة في الثروات والفرص في المدينة التي يسكنها مزيج من الأعراق المختلفة .

وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحفيين بعد أن قطع عطلة كان يقضيها مع أسرته في إقليم توسكانيا الايطالي وعاد لمواجهة الأزمة "هذا إجرام صرف ويجب مواجهته ودحره ."

وأضاف "لا يساور الناس أي شك في أننا سنفعل كل ما يلزم لإعادة النظام إلى شوارع بريطانيا ."

كما استدعى كاميرون البرلمان من عطلته الصيفية في إجراء نادر الحدوث ويشير إلى خطورة الموقف .

وتضع الاضطرابات كاميرون أمام تحد إضافي في وقت يكافح فيه الاقتصاد البريطاني لتحقيق نمو بعد أن قلصت حكومته الإنفاق العام وزادت الضرائب للمساعدة في سد عجز بالميزانية. لكن محللين يقولون أن تلك الإجراءات فاقمت محنة الجيل الجديد في أحياء لندن وضواحيها .

وتكشف أحداث الشغب للعالم عن جانب قبيح في لندن قبل عام من دورة الألعاب الاولمبية 2012 التي ستستضيفها العاصمة البريطانية والتي يأمل المسؤولون أن تسلط الأضواء على المدينة على نحو مماثل للزفاف الملكي .

 

رحمة الشارني

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.