تونس مخبر عالمي للانتقال الديمقراطي

انطلقت الحملة الانتخابية إذن يوم أول أكتوبر 2011 ونحن “أيدينا على قلوبنا ” كما يقول المثل التونسي خوفا على هذه التجربة الفتية وسنستمر في الخوف حتى آخر لحظة لان المخاطر كثيرة مع الأسف …



افتتاحية المصدر
تونس مخبر عالمي للانتقال الديمقراطي
بقلم علي العيدي بن منصور- رئيس تحرير المصدر

 

انطلقت الحملة  الانتخابية إذن يوم أول أكتوبر 2011 ونحن "أيدينا على قلوبنا " كما يقول المثل التونسي خوفا على هذه التجربة الفتية وسنستمر في الخوف حتى آخر لحظة لان المخاطر كثيرة مع الأسف …

وبالرغم من هذا الشعور بالخوف فإننا أيضا متفائلون وبشدة لأن ما يحدونا هو أمل كبير , أمل ببناء لحظة فارقة في تاريخنا, لحظة تتحول فيها البلاد من حال إلى حال, لحظة ناضلنا من أجلها أجيالا وأجيالا منذ اليوسفيين الأوائل إلى طلبة "آفاق " الماركسيين إلى الطلبة البعثيين والقوميين إلى اليسار الماركسي والتقدمي سنوات الجمر في السبعينات والثمانينات إلى الإسلاميين في عهد بن علي ..نعم إن لحظة الثورة ليست آنيتها الكرونولوجية يوم 17 ديسمبر أو 14 جانفي , إن لحظة الثورة لحظة تراكمت فيها نضالات شعبنا حتى أتت أكلها ورحلت بالطاغية وأنهت العهد الاستبدادي…

كيف لا نتفاءل ونحن نرى حيطان مدننا وقرانا تزدحم بألف قائمة وقائمة وبألف اسم واسم لرجال ونساء من أبناء تونس ينهضون معا من أجل ميلاد نخبة سياسية جديدة من مختلف المشارب والأعمار والأجيال والأعمال والجهات , نخبة  في أغلبيتها الغالية ليست ملوثة اليدين بمسيرة الحزب الدستوري الطويلة التي طالما استحوذت على إرادة شعبنا وزورت الانتخابات جميعا منذ 1956 إلى الآن بما في ذلك انتخابات المجلس التأسيسي الأول ..

نعم نحن يحق لنا التفاؤل أيضا لأن هذه التجربة التونسية الفريدة تتبعها عيون الملايين في الوطن العربي , عيون إخوتنا في مصر الذين لا يزالون بعد في مرحلة التيه التي عرفناها أواخر مارس الماضي, يتبعها أخوتنا في ليبيا القريبة وهم بعد لم ينتهوا من القذافي وأزلامه ولم ينتهوا بعد من "خلطة" ما بعد الثورة , يتابعها بحب أخوتنا في اليمن الباسل وفي سوريا المناضلة ضد نظام حزب العلويين الفاشي .. و يتابعوها غيرهم  في أوروبا وفي أمريكا وفي اليابان والصين والهند والسند وأفريقيا …

تونس اليوم وحتى 23 أكتوبر ستكون المخبر العالمي للانتقال الديمقراطي ولذلك فإننا بقدر فخرنا حريصون على أن تنجح التجربة, حريصون على أن تقلع تونس بأفضل الضمانات…

وعندما نقرأ القائمات الحزبية والمستقلة وعندما نتابع البرامج الحوارية في الإذاعات والتلفزيون وعندما نلتحق بالنقاشات المطولة في المقاهي الشعبية نحس بتونس جديدة تتبلور أمام أعيننا , تونس مفعمة بالانتظارات الكبرى والأحلام التي تضيق بها صدور حامليها فيمشون في الأرض موزعين الحلم على كل من يعترض طريقهم . تونس التي تحسها حبلى بالخير وبالمحبة وبالمساواة …

ولكن تونس هذه تتطلب منا جميعا هنا وهناك وحتى هنالك في المهجر البعيد تتطلب منا أن نقف معا حتى نتعدى كل المصاعب والمنزلقات وهي كثيرة وحتى نحرص أن لا يتمكن الذين لا يعجبهم ما نحن بشأنه  من إفساد رهاناتنا  سواء كان هؤلاء  من أنصار النظام السابق (أي المنتفعين به في الواقع والذين فقدوا سندهم)  أو حتى من غيرهم من الذين لا يرون إلا بعين واحدة ولا يفقهون إلا بلون واحد ولا يفهمون إلا بمفردة واحدة وهم مع الأسف كثيرون بيننا ولا يزالون …

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.