تونس – الحامدي والعريضة والمسكوت عنه

تتوالى الأحداث وردات الفعل في سيدي بوزيد بعد إسقاط قوائم العريضة الشعبية ويبدو أن عددا من المتظاهرين قد عمدوا إلى إحراق ونهب عديد المؤسسات العمومية وقد لوحظ بالخصوص إقدام كثيرين على سرقة معدات إعلامية من المكاتب عنوة والإقدام على حرقها …



تونس – الحامدي والعريضة والمسكوت عنه

 

تتوالى الأحداث وردات الفعل في سيدي بوزيد بعد إسقاط قوائم العريضة الشعبية ويبدو أن  عددا من المتظاهرين قد عمدوا إلى إحراق ونهب عديد المؤسسات العمومية وقد لوحظ بالخصوص إقدام كثيرين على سرقة معدات إعلامية من المكاتب عنوة والإقدام على حرقها بعد ذلك.ولا تزال قوات الأمن تحاول التهدئة قدر ما استطاعت ولكنها عجزت هذا الصباح على منع المتظاهرين من إحراق جزء كبير من منطقة الحرس الوطني بسيدي بوزيد…

ماذا يمكن أن يقال عن العريضة الشعبية وعن صاحبها وعن من استغل وجودها مباشرة إو بطرق غير مباشرة لإثارة هذه الاضطرابات التي ستسيء حتما لنجاحات الانتخابات التونسية…

تجدر الإشارة إلى أن العريضة الشعبية ليست حزبا ولا جمعية ولا تكتل أحزاب بل هي مجموعة قائمات متآلفة أي أنها ائتلاف انتخابي أصحابه تنظموا في قائمات وتقدموا كل في منطقته إلى الهيئات الفرعية للانتخابات ليشاركوا كغيرهم في هذا الموعد الانتخابي الكبير الذي عرفته بلادنا . وبالتالي فإن صاحب فكرة العريضة  الدكتور الهاشمي الحامدي بذاته ليس مترشحا وليس زعيما لها وليس مسؤول قانونيا عن أية قائمة فيها . وهذا ما حدا مثلا برئيس قائمة بن عروس إلى التصريح صباح الجمعة أنه لا ينوي التخلي عن مقعده في المجلس التأسيسي حتى وإن دعا إلى ذلك الحامدي بنفسه. ولا يستبعد الملاحظون أن تتوالى مثل هذه المواقف من عدة مسؤولين آخرين عن قوائم العريضة في عدة جهات في البلاد.

ومن جهة أخرى فإن عديد المتابعين للانتخابات يروون كيف تستبله خطابات هذا الائتلاف الانتخابي عقول العامة من الشعب في كل مكان ليبيع له من الأوهام ما لا يوصف مثل مجانية التداوي ومنحة البطالة ومنحة الزواج وغير ذلك من الترهات …ومما زاد في لبس ملامح هذا التجمع السياسي الذي لا يريد أن يفصح عن نفسه الماضي غير المطمئن لزعيمه الذي ما انفك منذ بداية الثورة يفاجئنا عبر قناته الفضائية بشطحاته المختلفة ليس ترشيح نفسه للرئاسة بأبسطها.ويعاب على الحامدي هذا التخفي الذي يراوغ به والذي جعله في لقاءاته بوسائل الإعلام التونسية يرفض الإجابة عن سبب عدم عودته إلى البلاد بعد 14 جانفي مثلما فعل غيره ذلك…ولكن الحامدي متهم أيضا بتورطه تورطا كبيرا مع نظام بن علي عبر مستويات مختلفة أولها بالطبع ملف المال العمومي الذي أغدقته وكالة الاتصال الخارجي على قناة الحامدي المستقلة في فترات معينة إضافة إلى علاقته الحميمة بمحمد الغرياني أصيل  بوزيد هو الآخر والآمين العام الأخير التجمع الدستوري …هذا إضافة إلى ملفات مختلفة أخرى ليس أهونها علاقات الحامدي المشبوهة بعد جهات خليجية متنفذة وعلاقات أخرى مسترابة مع عدة أجهزة مخابرات عربية ودولية يبدو أن قناة المستقلة كانت تؤدي لها بعض الخدمات العلنية أو الخفية في شتى المجالات  …ومن المعروف أن وسائل الإعلام الجماهيرية مثل التلفزيون كانت دائما مرتعا ومكانا خصيبا للأنشطة الاستخباراتية في كل أنحاء العالم…

وقد كانت حركة النهضة بعد إعلان فوزها عبر مواقف الأمين العام حمادي الجبالي بأغلبية في التأسيسي واضحة في تجنبها أي اقتراب من الحامدي لا تصريحا ولا تلميحا إلى درجة أن هذا الأخير ندد بذلك ومما دفع ببعض أنصاره أمس الخميس إلى التظاهر مطالبين الجبالي بالإعتذار قبل أن يصبوا غضبهم على مقر النهضة فيحرقوه…

هذه هي وضعية العريضة الشعبية اليوم ووضعية زعيمها الدكتور المقيم في لندن بعد أن ترك لنا قنبلة موقوتة سارعت فلول الحاقدين من التجمع ومن غير التجمع باستغلالها في سيدي بوزيد لحرق المؤسسات العمومية الأكثر خدمة للمواطن وللجهة مثل المحكمة والإدارة الجهوية للتمنية …

علي العيدي بن منصور

مشاهد احتراق محكمة سيدي بوزيد بعد مظاهرات أمس الحميس

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.