في البقاع المقدسة ، حج التونسيين يتحول إلى معاناة.. حجاج يتبادلون العنف .. واتهامات بالجملة لمنتزه قمرت

بعد مشاكل عمرة رمضان وما رافقها من متاعب بالجملة للمعتمرين التونسيين ، يعيش الحجاج التونسيين أيام صعبة بالبقاع المقدسة بمناسبة أداء مناسك الحج جعلتهم يعبرون عن استيائهم من سوء التنظيم والعناية بهم من قبل شركة الخدمات والإقامات “منتزه قمرت ” ، الجهة المكلفة بملف الحج والعمرة …



في البقاع المقدسة ، حج التونسيين يتحول إلى معاناة.. حجاج يتبادلون العنف .. واتهامات بالجملة لمنتزه قمرت

 

بعد مشاكل عمرة رمضان وما رافقها من متاعب بالجملة للمعتمرين التونسيين ، يعيش الحجاج التونسيين أيام صعبة بالبقاع المقدسة بمناسبة أداء مناسك الحج جعلتهم يعبرون عن استيائهم من سوء التنظيم والعناية بهم من قبل شركة الخدمات والإقامات "منتزه قمرت " ، الجهة المكلفة بملف الحج والعمرة ، رغم ارتفاع المبلغ المدفوع ( 6100د بالنسبة للمتوجهين من تونس و11000د بالنسبة للمتوجهين من الخارج ).

وذكر عدد من الحجيج ، سواء المتوجهين من تونس أو من الخارج ، أنهم عانوا الأمرين أثناء تواجدهم بمنطقة "منى" حيث لم يجدوا اماكن ضمن الخيام الخاصة بالتونسيين التي كان من المفروض أن يقيموا بها .

كما عانى آخرون أثناء أداء مختلف الشعائر من غياب التأطير والعناية من المرافقين الذين وضعتهم الشركة على ذمتهم وهو ما جعل كثيرين خاصة كبار السن والأميين يتيهون وسط الزحام .

وتذمر آخرون من تردي نوعية الأكل المقدم لهم ومن ظروف السكن المتردية ومن عدم تأمين ظروف النقل لهم .

ولم يفلح تحول وفد تونسي رسمي إلى البقاع المقدسة لتنظيم الأمور هناك بالشكل الكافي . حيث تواجد على عين المكان وزير الشؤون الدينية وبعض مسؤولي الوزارة و ر.م.ع. منتزه قمرت وعدد من مسؤولي الشركة ، إضافة إلى ما يوصف ب"المرافقين " ، لكن ذلك لم يغير شيئا من معاناة الحجاج التونسيين مثلما عانى من قبلهم المعتمرون .

كما تواجد على عين المكان وفد اعلامي تكفلت به الشركة المذكورة منه مبعوث التلفزة الوطنية الذي لم يكشف بالوجه الكافي جملة النقائص المسجلة في الحج وبدا وكأنه يقلل من شأن ما حصل ويبعد التهم في ما حصل عن شركة منتزه قمرت ، ويبقى الأمل في الاعلامين من الصحافة المكتوبة (الصريح والصباح ولي كوتيديان ) لينقلوا لنا بكل أمانة ما حصل هناك .

عنف وتهم

و قد ظهر مقطع فيديو مسجل على موقع فايسبوك يتحدث فيه حجاج متقدمون في السن ، رجالا ونساء ،عن اضطرارهم للسير على الأقدام على طول 20 كم أثناء أداء المناسك للوصول إلى مبتغاهم وبدت عليهم علامات الارهاق قبل أن يتحول المشهد إلى مشهد آخر لا يشرف بالمرة سمعة التونسيين خاصة في مكان مقدس من المفروض أن تغيب فيه بعض المظاهر التونسية الصرفة التي تعودنا عليها في شوارعنا .

حيث اندلعت معركة حامية الوطيس بين حجاج تونسيين عندما منع أحدهم ( يبدو أنه تابع لمنتزه قمرت ) حاجا من تصوير شهادة حجاج آخرين كبارا في السن عن معانتهم وافتك آلة التصوير منه وهو ما جعل صاحب آلة التصوير يتهمه بأنه من رموز النظام البائد بما أنه تصرف على ذلك النحو ومنع حرية التعبير .

وقد تم تداول صورة الشخص الذي افتك آلة التصوير بكثرة على موقع فايسبوك وطالب كثيرون ب"محاكمته " عند العودة إلى تونس .

واستنجد حجاج من التونسيين بالخارج بصحيفة " الشروق " اليومية لتبليغ ما وصفوه ب "صيحة فزع " جراء تردي ظروف أدائهم مناسك الحج هذا العام وقالوا أنه كان في الحسبان أن تطور شركة منتزه قمرت من أدائها بعد الثورة وبعد انتهاء هيمنة "الطرابلسية " عليها لكن ذلك لم يحصل وبدت الشركة مرة أخرى في مظهر اللامبالي بمعاناة الناس وكأنها لا تزال على ذمة عائلة بن علي .

ويعترف مسؤولو "منتزه قمرت " بوجود نقائص في تنظيم حج هذا العام ، غير أنهم وجهوا اتهامات إلى الحجاج أنفسهم بسبب عدم انضباطهم وإلى المرافقين الذين تخلى بعضهم عن القيام بالمهمة المنوطة بعهدته وترك الحجاج وحالهم وتوجه للاعتناء بشؤونه الخاصة !!

لكن لسائل أن يسأل كيف للشركة المنظمة أن تطلب من حجاج متقدمين في السن وأغلبهم يجهل القراءة والكتابة الانضباط إذا كان تائها وسط الزحام الشديد ولم يجد من يعتني به ويوجهه ؟؟

وكيف للشركة أن تتعلل بعدم قيام المرافقين بواجبهم والحال أنها هي من اختارتهم ؟ هل ستعاقبهم عند العودة إلى تونس أم سيمر الأمر مرور الكرام ؟ أين وزارة الشؤون الدينية من كل هذا ؟

وليد ب .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.