هل تخلق مباراة الترجي والوداد البيضاوي تصدّعا في العلاقات التونسية المغربية؟

انتهت مباراة الترجي والوداد البيضاوي بتتويج ممثل الكرة التونسية بلقب بطل إفريقيا 2011 ولكنها تركت الكثير من التعليقات وردود الفعل والأحداث المؤسفة خاصة في ما يتعلق بالعنف الذي قام به جمهور الوداد البيضاوي عقب المباراة وعند الاستعداد لمغادرة تونس حيث اعتدى هؤلاء وعددهم نحو 50 نفرا على تجهيزات …



هل تخلق مباراة الترجي والوداد البيضاوي تصدّعا في العلاقات التونسية المغربية؟

 

   انتهت مباراة الترجي والوداد البيضاوي بتتويج ممثل الكرة التونسية بلقب بطل إفريقيا 2011 ولكنها تركت الكثير من التعليقات وردود الفعل والأحداث المؤسفة خاصة في ما يتعلق بالعنف الذي قام به جمهور الوداد البيضاوي عقب المباراة وعند الاستعداد لمغادرة تونس حيث اعتدى هؤلاء وعددهم نحو 50 نفرا على تجهيزات مطار تونس قرطاج الدولي وقاعة الرحيل ودخلوا في مناوشات واشتباكات مع أعوان أمن المطار أدت إلى إلقاء القبض على 12 مشجعا مغربيا وإيقافهم قبل الاحتفاظ بعشرة مشجعين وإطلاق سراح إثنين قاصرين.

   وعلم المصدر أن الاشتباكات بين أعوان الأمن انطلقت منذ نهاية اللقاء حيث حاول الجمهور المغربي الاعتداء على تجهيزات ملعب رادس عند الخروج بعد هزيمة فريقهم ودخلوا في اشتباكات مع عناصر الأمن في محيط الملعب.

   ولئن مرت الأمور دون تسجيل إصابات باستثناء إصابة عون أمن، فإن مطار تونس قرطاج شهد أحداث عنف وشغب من المغاربة انتهت باعتقال 10 مناصرين للوداد.

   وزادت وسائل الإعلام المغربية في تأجيج غضب الجماهير المغربية وحولت مباراة الشقيقين الترجي والوداد إلى "حرب"، واتهمت صحيفة "البطولة" المغربية الأمن التونسي بالاعتداء على المشجعين المغاربة وتمزيق العلم المغربي.

ووصفت الصحيفة ذاتها الشرطة التونسية بالصهيونية وقالت في نشرتها ليوم الأحد:"تعرض الوفد الإعلامي إلى مضايقات صهيونية.. نعم صهيونية من الأمن التونسي… مارست الشرطة "الصهيونية" كل أنواع القمع عليهم في صورة لا تعبر بتاتا على الروح الرياضية".

   ووجهت هذه الصحيفة اتهامات بالجملة للأمن التونسي ونفت واقعة "مطار قرطاج" ولم تكتف بوصف التونسيين بالصهاينة بل تحدثت عن سرقة معدات لبعض الإعلاميين المغاربة.


   ويخشى الكثيرون أن تتكرر أزمة مصر والجزائر الرياضية في 2009 بين المنتخبين، مرة جديدة وذلك بين تونس والمغرب وأن تتحول من الرياضة إلى السياسة والثقافة وأن ينجر عن ذلك تصدع في العلاقات الديبلوماسية بين البلدين تماما مثلما حصل بين الجزائريين والمصريين لمدة أكثر من عام.

   وأكّد هشام المؤدب المكلف بالإعلام بوزارة الداخلية، أنّ المباراة تمّت في "ظروف أمنية ممتازة" وأنّ الجمهور الحاضر بمدارج الملعب كان في المستوى وتجاوز مرحلة الانضباط ليبلغ مرحلة الامتياز.

    ووجّه هشام المدب شكره لجمهور الترجي الذي ساهم على حد قوله في استتاب  وأشار إلى أنّ الاستفزازات والمناوشات الّتي صدرت عن جمهور الوداد تسببت في تضرّر أحد أعوان الأمن.

   وأضاف الناطق الرسمي لوزارة الداخلية أن الجماهير المغربية أحدثت حالة من الهرج والشغب وخربت بعض تجهيزات مطار تونس قرطاج عندما كانت تستعد لمغادرة تونس.

   وأظهرت القناة الوطنية الأولى تقريرا يصور الأضرار الناجمة عن تلك الأحداث والتي انتهت بإيقاف 10 مشجعين مغاربة علما أن السفير المغربي بتونس نجيب الزروالي الوارثي حل بالمطار لمعاينة الأضرار ولإيجاد مخرج دبلوماسي للخروج من هذه الأزمة وتطويقها سريعا والتدخل لدى السلطات التونسية للإفراج عن المغاربة الموقوفين.

   وتفاعلت الجهات الرسمية في البلدين مع ملف أحداث مباراة الترجي والوداد باهتمام بالغ بهدف تطويق الأزمة قبل تواصل التصدع في العلاقات وصرح وزير الرياضة المغربي منصف بلخياط  لوكالة المغرب العربي للأنباء قائلا : " لا أفهم في جو فرحة الإخوة التونسيين بالفوز، لماذا تم الاعتداء على الجمهور المغربي بهذه الطريقة ولا يسعني إلا أن أعبر عن أسفي الشديد لما حصل".

   وأوضح أنه سيتابع ما حدث بتنسيق مع وزير الشباب والرياضة التونسي والسفارة المغربية بتونس لمعرفة ملابسات هذه الأحداث و"اتخاذ الإجراءات التي يتطلبها الموقف حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور.

   وأكد السفير المغربي نجيب الزروالي الوارثي أنه طلب من السلطات التونسية، إجراء تحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها الجمهور المغربي في ملعب رادس من قبل بعض عناصر الأمن وإبلاغ السفارة بنتائج التحقيق والإجراءات التي يمكن اتخاذها في هذا الشأن، حتى لا تتكرر هذه الأحداث مستقبلا صيانة للعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين.

   وكان الترجي الرياضي التونسي توج بكأس رابطة الأبطال الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه بعد الفوز على الوداد البيضاوي المغربي (1-0) في مباراة الإياب للدور النهائي للمسابقة بالملعب الأولمبي برادس.

   وستلتقي الكرة التونسية بنظيرتها المغربية مرة أخرى في المسابقات الإفريقية عندما يواجه النادي الإفريقي يوم السبت 19 نوفمبر الجاري المغرب الفاسي في نهائي كأس الكنفدرالية على أن تقام مباراة الإياب بين الفريقين يوم 4 ديسمبر القادم.

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.