رائحة الخيانة والمؤامرات تفوح : استقالات وصراعات وحرب علنية في النجم الساحلي…

ما يشهده النجم الساحلي خلال الأسابيع الجارية من أزمة ثقة شاملة ومن اتهامات ومؤامرات وصراعات علنية واتهامات بالخيانة بين رموزه ومسؤوليه السابقين يبعث على الشفقة والرثاء لحال هرم من أهرام الكرة التونسية يبدو الآن على شفا حفرة من الانهيار …



رائحة الخيانة والمؤامرات تفوح : استقالات وصراعات وحرب علنية في النجم الساحلي…

 

ما يشهده النجم الساحلي خلال الأسابيع الجارية من أزمة ثقة شاملة ومن اتهامات ومؤامرات وصراعات علنية واتهامات بالخيانة بين رموزه ومسؤوليه السابقين يبعث على الشفقة والرثاء لحال هرم من أهرام الكرة التونسية يبدو الآن على شفا حفرة من الانهيار بسبب الخلافات التي تكاد تعصف بالفريق وتنسف كل أحلام أنصاره الذين يمنون النفس منذ نهاية الموسم الماضي بتعويض خيبة موسم 2010 – 2011 والعودة إلى منصة التتويجات المحلية والقارية لاسيما أن النجم يجدد العهد في شهر فيفري المقبل مع كأس رابطة الأبطال الإفريقية.

أين المشكل في النجم الساحلي؟من يتآمر على من؟ وما حقيقة ودوافع الحرب العلنية والضروس بين الرئيس الحالي حافظ حميد والرئيس السابق حامد كمون ؟ وما أبعاد الاستقالات المتتالية داخل الهيئة المديرة التي لم يمض على تسلمها مقاليد الأمور الإدارية للنجم سوى 3 أشهر أو أكثر بقليل؟ أسئلة كثيرة ومتلاطمة لجماهير النجم أفضت بل اجتمعت عند سؤال واحد : هل يصمد حافظ حميد أمام هذا التيار الجارف من المشاكل والعقبات المتلاحقة أم يكون مجبرا على أتمام مسلسل الاستقالات ويختار أن يرمي المنديل قبل موفي العام الجاري؟

• الكلام الذي يقال والذي لا يقال


الخلافات وتباعد أوجه النظر داخل عائلة النجم الساحلي انطلقت قبل انعقاد الجلسة العامة الانتخابية التي أفرزت انتخاب حافظ حميد الذي يكاد يكون مغمورا في الأوساط الرياضية بوجه عام، فقد انطلقت حرب كلامية بينه وبين المرشح الثاني والمسؤول السابق جلال كريفة وصلت حد التشكيك والثلب، وهنا تبرز أخطاء الأطراف الفاعلة في النجم وذلك بإطلاق العنان للتصريحات النارية والتشكيك في الانتماء لعائلة "ليتوال" ولميدان كرة القدم، ولم يعلم الكثيرون أن الرئيسين السابقين للنجم الساحلي عثمان جنيح ومعز ادريس إنما قادا الفريق إلى العالمية وإلى مختلف التتويجات المحلية والقارية والإقليمية بفضل اعتمادهما سياسة كثير من العمل وقليل من الكلام.

الرئيس الحالي للنجم حافظ حميد، قليل الخبرة في التسيير، لم يضبط النفس في كثير من التصريحات وهو ما زاد في صب الزيت على النار داخل الفريق فأصبح الكل يتهم الكل وأفرزت تلك السياسة إقالات واستقالات بالجملة كانت بدايتها مع رئيس فرع الكرة الطائرة راضي بن علي ثم مدرب الأكابر منذر الكبير رئيس فرع كرة القدم شكري العميري ثم المسؤول عن الأكابر بوبكر بوزرارة وأخيرا وليس آخرا المدير الرياضي زبير بية الذي انتظر منه أنصار ليتوال الكثير ولكنه خير الانسحاب مؤكدا أن الأوضاع داخل النجم لا تسر صديقا ولا تغيض عدوا.

• قهوة سبب استقالة بية

استقال زبير بية بطريقة فاجأت الكثيرين ولكنها كانت أمرا منتظرا بل قرارا يطبخ على نار هادئة فالعلاقات داخل النجم لم تكن على أحسن ما يرام والمؤامرات تكاد تطغى على كل شيء والتحالفات لا حد لها، وكان ذلك منطلق جفاء العلاقة بين حافظ حميد وعضده الأيمن زبير بية الذي أحس أن معظم قراراته أصبحت لا تؤخذ بعين الاعتبار بل أن قراراته السابقة تمت مراجعتها وأفضت إلى فسخ عقود اللاعبين الذين انتدبهم بية وهم حمزة يونس وهيثم مرابط وذلك باتفاق بين رئيس النادي والمدرب الجديد خالد بن ساسي.

زبير بية لم يستسغ أن يتحول من فاعل إلى متفرج على دائرة القرار في النجم، وزاد التعاقد مع المهاجم الغيني عصمان باري في توتر العلاقة بشكل غير مسبوق، قبل أن يمثل لقاء حافظ حميد وخالد ين ساسي في أحد نزل منطقة البحيرة يوم الأحد قبل الماضي وتحديدا بعد المباراة الودية بين النجم ومستقبل المرسى القطرة التي أفاضت الكأس وعجلت بانسحاب زبير بية وهو الذي أحس أن "القهوة" التي احتساها حميد وبن ساسي كانت مناسبة لسحب البساط من تحته واتخاذ قرارات يكون بية آخر من يعلم بها.


• أية نهاية للعبة التحالفات؟

ويبدو أن استقالة المدير الرياضي زبير بية من مهامه لم تكن آخر حلقات مسلسل الخلافات والمؤامرات، بل أنها فتحت المجال لمزيد من الصراعات والتحالفات التي عبثت بالنجم في مرحلة كانت تتطلب الحكمة في تصريف الأمور والاقتراب من مصلحة الفريق على حساب المصالح الشخصية واترك الخلافات جانبا ولكن تيار الكلام الجارح والاتهامات والحرب العلنية التي اندلعت بين الرئيس السابق حامد كمون والرئيس الحالي حافظ حميد.

ويتساءل البعض في أوساط الشارع الرياضي بسوسة : لماذا أتت الحرب الكلامية التي شنها الدكتور كمون على حافظ حميد في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا تزامنت مع إعلان زبير بية انسحابه؟ وهل انطلقت شرارة حرب جديدة بين رموز ليتوال في انتظار أن يتكلم زبير بية ويكشف حقائق قد تزيد في إذكاء جذوة الخلافات والصراعات؟
ولعل السؤال الأكثر إلحاحا في النجم الساحلي الآن هو : إلى أين ستؤول الأمور وأية نهاية لهذا الوضع المشحون ورائحة التآمر والاتهامات ؟ وهل يصمد حافظ أمام هذه العاصفة من الانتقادات لسياسته وهو الذي انخرط بدوره في التصريحات النارية التي كانت من أبرز عوامل فشل النجم في الموسم الماضي؟ الأسئلة كثيرة والأجوبة مفتوحة على كل الاحتمالات وجمهور النجم الساحلي يخشى مزيدا من المشاكل والهزات.

• الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.