هوّة عميقة ماليا وإداريا قد تفصل الترجي الرياضي عن بقية الأندية التونسية

بعد تتويجه بالبطولة المحلية وكأس تونس لموسم 2010-2011 واصل الترجي الرياضي التونسي مسيرته المظفرة بالألقاب وأهدى الكرة التونسية لقبا إفريقيا غاب عن خزائنها منذ أول تتويج للنجم الساحلي (2007) وظل الترجي يلاحقه منذ 1999 ثم في 2000 و2010 حيث بلغ آنذاك الدور النهائي غير أنه فشل في الأمتار …



هوّة عميقة ماليا وإداريا قد تفصل الترجي الرياضي عن بقية الأندية التونسية

 

بعد تتويجه بالبطولة المحلية وكأس تونس لموسم 2010-2011 واصل الترجي الرياضي التونسي مسيرته المظفرة بالألقاب وأهدى الكرة التونسية لقبا إفريقيا غاب عن خزائنها منذ أول تتويج للنجم الساحلي (2007) وظل الترجي يلاحقه منذ 1999 ثم في 2000 و2010 حيث بلغ آنذاك الدور النهائي غير أنه فشل في الأمتار الأخيرة.

 

وإلى جانب التتويج بالثنائي في تونس بقيادة المدرب نبيل معلول، يبدو أن الكسب الأكبر الذي حققه الترجي التونسي هذا العام بل على امتداد تاريخه الطويل والحافل بالألقاب هو التتويج برابطة الأبطال الإفريقية والمشاركة في مونديال الأندية من 8 إلى 18 ديسمبر القادم في ملاعب طوكيو باليابان.

 

وبحساب المال والاقتصاد فإن التتويج بأمجد الكؤوس الإفريقية، رابطة الأبطال، يوفر للفريق الفائز إيرادات مالية تساوي عشرات أضعاف الفوز بلقب محلي أو عربي، فالترجي التونسي سيحصل على مليون ونصف المليون دولار نظير رفعه لرابطة الأبطال 2011 أي ما يناهز مليارين ونصف من مليماتنا وهي عائدات مادية ستوسع الهوة وتزيد في ابتعاد الترجي "ماليا" و"اقتصاديا" عن سائر الأندية التونسية المحترفة.

 

وبقطع النظر عن نتائجه في كأس العالم للأندية، فإن الترجي الرياضي سيغنم ما يزيد عن مليوني دولار ( قرابة 3 ملايين دينار) وترتفع الجوائز المالية إلى في صورة بلوغ الترجي للدور نصف النهائي إلى 2.5 مليون دولار وتصل إلى 4 ملايين دولار عند التأهل إلى الدور النهائي.

 

وفضلا عن المقاييس المالية التي ابتعدت بالترجي عن بقية الأندية وخاصة النجم الساحلي والنادي الإفريقي والنادي الصفاقسي وغيرها، فإن الترجي التونسي برز خلال المواسم القليلة الماضية باستقرار إداري وفني غاب عن الأندية المنافسة وكان حسب آراء الخبراء أبرز عوامل نجاح الفريق.

 

وإذا كانت أندية النجم والإفريقي والصفاقسي قد عاشت على وقع العواصف الإدارية والاستقالات والإقالات وغيرت رؤساءها ومسؤوليها في سائر الفروع ففي النجم الساحلي وبعد انسحاب معز ادريس الرئيس الأسبق، لم تدم فترة رئاسة حامد كمون أكثر من عامين تخللتها العديد من الانتقادات والحساسيات في علاقته ببقية    الرؤساء السابقين، ثم خلفه هذا العام حافظ حميد الذي شهدت إدارته موجة من الاستقالات والمشاكل الإدارية التي تكاد تعصف بالنجم الساحلي فضلا عن الخلافات والتصريحات النارية بين رموز "ليتوال".

 

ولم يكن الحال أفضل داخل النادي الإفريقي إذ تعددت الأخطاء الإدارية والخلافات بين المسؤولين وتمت إقالة البعض منهم قبل أن تتحول الخلافات إلى منابر القنوات التلفزية والمحطات الإذاعية والتي كان آخرها بين رئيس النادي جمال العتروس ورئيس لجنة التنظيم كمال خليل.

 

وشهد النادي الصفاقسي ولا يزال بدوره عاصفة من المشاكل والخلافات الإدارية قبل انطلاق الموسم تمثلت في عرقلة أشغال  الجلسة العامة الانتخابية أكثر من مرة واقتحام مقر النادي ورفع لافتات "ديقاج" في وجه رئيس النادي المنصف السلامي ونائبه عماد المسدي.

 

وشملت الخلافات داخل النادي مسألة تعيين المدرب الألماني "ستامف" الذي لا يزال محل انتقادات شديدة من قبل الأحباء وعدد من المسؤولين.

 

ما تعيشه بعض الأندية التونسية "الكبرى" من خلافات وصراعات إدارية ومشاكل مادية ورياضية، وما يشهده الترجي الرياضي التونسي من استقرار إداري وفني ونتائج باهرة جعل البعض من النقاد في الشأن الرياضي يؤكد أن الهوة اتسعت كثيرا بين الأحمر والأصفر وسائر الفرق التونسية بل ذهب الكثيرون إلى الإقرار بأن  مشاركة الترجي في "مونديال اليابان" سيمنحه أبعادا عالمية وسيبتعد به عن أندية الرابطة المحترفة الأولى ماليا واقتصاديا ورياضيا وإداريا فما رأي النجم الساحلي والنادي الإفريقي والنادي الصفاقسي؟

 

الحبيب بن أحمد

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.