البطالة والاعتصامات والنقاب… ملفات عديدة أمام السلطات الجديدة بتونس

السلط الجديدة التي تتأهب لمسك زمام الأمور في البلاد تنتظرها مهمة صعبة وبالغة التعقيد لن يفيد معها كل الرصيد النضالي لبعض أفرادها ولا هالة الشرعية الجديدة لأن المحك سيكون محكا عمليا بالأساس في وضع محلي ودولي متأزم اقتصاديا شديد التأزم وفي بلد منفلت أمنيا واجتماعيا بشكل كبير..



البطالة, الاعتصامات, النقاب …ملفات عديدة أمام السلطات الجديدة في تونس

 

السلط الجديدة التي تتأهب لمسك زمام الأمور في البلاد تنتظرها مهمة صعبة وبالغة التعقيد لن يفيد معها كل الرصيد النضالي  لبعض أفرادها ولا هالة الشرعية الجديدة لأن المحك سيكون محكا عمليا بالأساس في وضع محلي ودولي متأزم اقتصاديا شديد التأزم وفي بلد منفلت أمنيا واجتماعيا بشكل كبير..

فمن الناحية الاقتصادية والاجتماعية عادت الاعتصامات والإضرابات والمطالب المتعددة للذين يعملون وللذين لا يعملون على حد السواء مساهمة في تأزم الموقف في المناطق الساخنة مثل الحوض المنجمي ومدينة قابس ومدن القصرين وسيدي بوزيد علاوة على الغليان المسجل في العاصمة .وما يزيد الأمر تعقيدا انتظارات العاطلين عن العمل الذين لم يعودوا مكتفين بالانتظار آملين أن يقع التفكير فيهم الآن وبسرعة وإيجاد الحلول للآلاف المؤلفة منهم …

وينتظر السلط الجديدة أيضا ملف السلفيين  الذين قفزوا على الأحداث عبر احتلالهم لجامعة منوبة وإيقاف الدروس فيها مجبرين المجتمع برمته على تداول قضية النقاب في بلد لا تطرح فيه مثل هذه القضية إلا من قبلهم ولا تعرف ثقافته الدينية مثل هذه المسائل  الخلافية المرتبطة بالتوجهات المتزمة. ومما يزيد من تعقيد الموقف انتماء شق من السلطة إلى حركة النهضة التي تعلن مرجعيتها الإسلامية وبالتالي يعتبرها السلفيون حليفا موضوعيا في كل الحالات بينما يعتبرها الحداثيون مسؤولة على ما يمكن أن ينجر عن المساس بمكتسبات الحداثة التونسية …

ولا يقف الأمر عند هذا الحد لأن السلطات الجديدة في تونس ستجد نفسها أيضا مدعوة إلى التعامل بسرعة مع كل تعقيدات ميزانية الدولة لسنة 2012 حسب ما أعدته الحكومة المستقيلة  وحسب أولويات اعتبرتها هذه الحكومة مقبولة  ولكن هذه الاختيارات قد لا تتلاءم وانتظارات القواعد الشعبية لأحزاب الترويكا مما سيشعل نيرانا احتجاجية أخرى …

ومن جهة أخرى سوف تدعى السلطات الجديدة فور وصولها إلى قرطاج والقصبة إلى تولي الملف الشائك للعلاقات التونسية الليبية  التي تشهد تعقيدا جديدا وهي مرشحة على كل الأحوال إلى المزيد من التعقيد وإلى طرح معمق لإشكالياتها العديدة من قبل وضع الليبيين الآن في تونس ووضعية التونسيين في ليبيا الآن وفي المستقبل القريب …كما أن العلاقات التونسية الأوروبية ستكون من الملفات المعقدة والحساسة بكل المقاييس لوقعها على الاقتصاد وعلى المؤسسات …

هذه عينة من الملفات الكثيرة التي ستجد السلط التونسية الجديدة نفسها مدعوة لمناقشتها واستنباط الحلول لها  وكل ذلك في ظرف وجيز وأمام إنتظارات كبيرة كبيرة جدا…

 

علي العيدي بن منصور      

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.