الدعوة إلى سن التشريعات اللازمة للتنفيذ في اختتام مؤتمر المصالحة في ليبيا

اختتم في طرابلس مساء السبت المؤتمر الأول للمصالحة الوطنية بين كل أطياف الشعب الليبي بالدعوة إلى سن التشريعات اللازمة لذلك ، ودعا المشاركون في المؤتمر في ختام أعماله إلى سن التشريعات اللازمة لتنفيذ الإنصاف والمصالحة وخاصة التشريعات التي تشمل …



الدعوة إلى سن التشريعات اللازمة للتنفيذ في اختتام مؤتمر المصالحة في ليبيا

 

اختتم في طرابلس مساء السبت المؤتمر الأول للمصالحة الوطنية بين كل أطياف الشعب الليبي بالدعوة إلى سن التشريعات اللازمة لذلك ، ودعا المشاركون في المؤتمر في ختام أعماله إلى سن التشريعات اللازمة لتنفيذ الإنصاف والمصالحة وخاصة التشريعات التي تشمل قانون العدالة الانتقالية، وقانون الإجراءات الخاصة بالمرحلة الانتقالية وقانون العفو عن بعض الجرائم والعقوبات.

وأكد البيان الختامي للمؤتمر على ضرورة اتخاذ الحكومة الانتقالية الإجراءات والتدابير اللازمة لتحقيق الإنصاف والمصالحة من خلال "التواصل الجاد والبناء مع أهلنا في كل المدن الليبية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، والوقوف على احتياجات الناس، وتبني أسلوب اللامركزية في تقديم الخدمات".

كما شدد البيان على "تكريم الثوار المقاتلين ماديا ومعنويا والإسراع بوضع برامج محددة تمكنهم من التفاعل والمشاركة في مشاريع التحول نحو بناء  الدولة المستقرة المنشودة مع تخصيص الموارد اللازمة لإنجاح ذلك".

وأكد البيان على إنهاء كافة الاعتقالات والمداهمات التي تتم خارج إطار القانون والعودة بالإجراءات المتعلقة بالحقوق والحريات إلى إطار الشرعية والعمل على إحالة الموقوفين حاليا إلى الجهات المختصة وإطلاق سراح من لا تتوفر بشأنهم أية أدلة على ارتكابهم جرائم مع التأكيد على سيادة القضاء الوطني دون غيره.

كما طالب البيان الختامي للمؤتمر -الذي شاركت فيه وفود من بعض الدول العربية ووفد من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- بتبني ميثاق شرف إعلامي من شأنه تعزيز المصالحة الوطنية العليا، ودعم تفعيل مؤسسة الأوقاف والشؤون الدينية لتلعب الدور المناط بها لتحقيق المصالحة الوطنية، وكذلك دعم مؤسسة القضاء بأجهزته المختلفة باعتباره الضامن لاقتضاء الحقوق وفق الشرعية والقانون.

هذا وانطلقت بالعاصمة الليبية طرابلس فعاليات مؤتمر المصالحة الوطني الأول الذي ينظمه المجلس الوطني الانتقالي المؤقت تحت شعار الإنصاف والمصالحة بحضور المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس والدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و الدكتور خالد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري والدكتور عبدالرحيم الكيب رئيس الحكومة  والسيد راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي وعدد من السفراء والدبلوماسين وأعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالإضافة إلى حشد من شيوخ القبائل والفعاليات الليبية.

يهدف المؤتمر الى وضع اسس متينة للمصالحة بين جمع قبائل وعشائر الشعب الليبي دون اقصاء لأحد بما فيهم الموالون للطاغية معمر القذافي فضلا عن تعويض المتضررين وأسر الشهداء.

و قال المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي المؤقت أن التسامح والمصالحة أساس إسلامي متين يتعين علينا الاقتداء به وإذا كان هناك من ينادي بالاستفادة من تجارب الآخرين فإن لدينا في ديننا الإسلامي الحنيف

نماذج وقدوات عظيمة في التسامح والمصالحة وفي مقدمتها عفو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن أهله عندما فتح عليه مكة كما عفا سيدنا يوسف عليه السلام عن إخوته رغم ما فعلوه به.

ومن نماذج التسامح كذلك ما فعله سيدنا يعقوب عليه السلام مع أبنائه كما أن الصحابة الكرام عفوا عن سيدنا خالد بن الوليد رغم ما فعله بالمسلمين في أحد .

وأكد قدرة الليبيين على استيعاب الذين وقفوا في صف القذافي غير أنه ستتم محاسبة من قتلوا الليبيين أو سرقوا المال العام أو هتكوا الأعراض مضيفاً أنه تم إصدار قانونين في هذا الشأن وهما قانون اعتماد الإجراءات الخاصة بالعدالة وقانون العفو العام وأنه سوف يتم نشر القانونين خلال الشهر الحالي مؤكداً أن ليبيا فوق الجميع…

ونبه المستشار مصطفى عبد الجليل إلى أنه يعول كثيراً على رجال الدين ومشايخ القبائل والمرأة وكل الفعاليات المؤثرة في ليبيا لتحقيق المصالحة.

وفي كلمته اعتبر الدكتور عبدالرحمن الكيب رئيس الحكومة المؤقتة أن نجاح الثورة الليبية وضع الحكومة والشعب الليبي امام الكثير من التحديات لبناء ليبيا الجديدة مؤكدا ان نجاح المصالحة الوطنية قضية في غاية الأهمية لانتقال من الثورة الى الدولة مشيرا الى ان المصالحة هي مشروع استراتيجي طويل المدى باعتبارها توافقا للحمة الوطنية.

وشدد على ضرور محاسبة الذين ارتكبوا جرائم التعذيب والاغتصاب والقتل الجماعي والذين سرقوا المال العام وفي نفس الوقت تعويض المتضررين لافتا الى وجود عدة اسس لتحقيق المصالحة بالشكل الصحيح والعادل اهمها عدم استثناء احد من الليبيين في عملية المصالحة وكذلك الحذر من ان تكون المصالحة وسيلة لاقصاء قبيلة او عائلة واشار الى اهمية الشفافية في تحقيق العدالة والموازنة بين الاحسان والعدل.

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.