تونس- اعتصامات جديدة تعطل تصدير الفسفاط

انتكاسة أخرى عرفتها شركة فسفاط قفصة في مجال نقل مادة الفسفاط، بعد انفراج لم يدم إلا يوما واحدا على إثر استئناف حركة النقل الحديدى نشاطها وانطلاق أولى الرحلات المحملة بمادة الفسفاط إلى مدينة صفاقس يوم السبت الماضي…



تونس- اعتصامات جديدة تعطل تصدير الفسفاط

 

انتكاسة أخرى عرفتها شركة فسفاط قفصة في مجال نقل مادة الفسفاط، بعد انفراج لم يدم إلا يوما واحدا على إثر استئناف حركة النقل الحديدى نشاطها وانطلاق أولى الرحلات المحملة بمادة الفسفاط إلى مدينة صفاقس يوم السبت الماضي.

 

فقد عمدت مجموعة من الشبان فى منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد يوم الأحد إلى منع مرور قطارات نقل الفسفاط من مدن الحوض المنجمي إلى صفاقس ونصبوا خيام على السكة وفى محطة الأرتال بهذه المدينة ولم يسمحوا إلا لقطارات المسافرين بالمرور.

 

كما منع هؤلاء الشبان حوالي 40 شاحنة لنقل الفسفاط من المرور وأجبروها على العودة من حيث أتت. ويطالب الشبان المعتصمون بالتشغيل وبالإسراع فى إجراءات التعويض لشهداء الثورة والجرحى وللذين تضررت محلاتهم وممتلكاتهم أثناء أحداث ثورة 14 جانفي.

 

وتؤمن القطارات المحملة بمادتي الفسفاط التجاري وثلاثي الفسفاط الرفيع رحلات يومية من المضيلة في اتجاه معامل المجمع الكيميائي التونسي بكل من صفاقس وقابس اوالموانى البحرية للتصدير.

 

وكان عدد من المديرين العامين والمركزيين بشركة فسفاط قفصة نبهوا مؤخرا من أن الشركة قد تجد نفسها عاجزة في غضون ثلاثة أشهر عن سداد أجور العاملين فيها والبالغ عددهم حوالي 5500 عامل وإطار باعتبار عدم توفر السيولة اللازمة وذلك بسبب توقف مداخيل الشركة من مبيعات الفسفاط.

 

وقدرت الشركة خسائرها المالية هذا العام في مجال إنتاج الفسفاط التجاري بحوالي 400 مليون دينار. وتوقفت الشركة منذ حوالي أربعة أشهر عمليات تسويق الفسفاط التجاري بالسوقين المحلية والعالمية بعد أن سجلت خلال الأشهر الأولي من السنة تراجعا كبيرا وذلك نتيجة الاعتصامات والحركات الاحتجاجية ما تسبب خاصة في توقف نقل الفسفاط إلى الموانئ للتصدير أو إلى معامل المجمع الكيميائي التونسي لإنتاج الأسمدة الكيميائية.

 

ولم يتعد حجم المبيعات الداخلية والخارجية للشركة من مادة الفسفاط التجاري منذ بداية العام الجاري 3 ملايين طن مقابل معدل سنوي من المبيعات لا يقل عن 7.5 مليون طن.

 

وتوقفت بالكامل مراكز استخراج وإنتاج الفسفاط بكل من أم العرائس والرديف منذ عدة أشهر بسبب اعتصامات ينفذها عاطلون عن العمل أو مطالبون بتعويضات من هذه الشركة لما يعتبرونه أضرارا لحقت مساكنهم أو أراضيهم جراء أنشطة الشركة.

 

أما في المتلوي والمظيلة ولئن لم تتوقف بالكامل أنشطة هذه المؤسسة في استخراج وإنتاج الفسفاط، فإن الشركة تواجه صعوبات كبيرة في تسويق الفسفاط بسبب اعتصامات معطلين عن العمل بمحطتي النقل الحديدي بكل من المتلوي والقصر.

 

وحسب إحصائيات الشركة فإن إنتاجها من الفسفاط لم يتجاوز منذ بداية جانفي الماضي والى حد الآن 2.5 مليون طن، مقابل 8 ملايين طن في نفس الفترة من سنة 2010.

 

كما تراجع حجم كميات الفسفاط المستخرجة هذا العام إلى 3 ملايين طن مقابل 13 مليون طن في سنة 2010.

 

ولم يخف مسؤولو شركة فسفاط قفصة في هذا السياق أن أخطارا حقيقية بدأت تتهدد الشركة نتيجة خسارة حرفاء تقليديين لها بالخارج وخاصة بالهند وبولونيا وإيران وتركيا بسبب عدم قدرتها على الإيفاء بتعهداتها تجاههم.

 

أما في قابس فلم يدم فك الاعتصام بمداخل المجمع الكيميائي إلا أسبوعا واحد فقط، إذ عاود شبان عاطلون عن العمل، عشية السبت الماضي، اعتصامهم بمعملي الحوض الفسفوري وقاموا بإخراج العمال مما أدى إلى توقف عملية الاستعداد للانطلاق في الإنتاج.

 

ويفسر هؤلاء اعتصامهم بتصلب الإدارة العامة للمجمع وعدم التوصل إلى حلول تستجيب لتطلعاتهم في التشغيل.

 

وتكبدت هذه الشركة خسائر كبيرة بسبب الاعتصامات مما اضطرها إلى استيراد 20 ألف طن من الأمونيتير قد تضاف إليها نفس الكمية خلال الأيام القادمة مما يكبد خزينة الدولة حوالي 8 ملايين دينار من العملة الصعبة.

 

م.ت

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.